ترحيل الشماليين من عدن.. أبعاد سياسية بمبررات أمنية واهية
الأربعاء 18 مايو 2016 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني للإعلام- تقرير
عدد القراءات (1867)
جاءت ممارسات ترحيل ابناء المحافظات الشمالية من عدن، لتشغل الرأي العام وتصدرت حديث اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.
المركز اليمني
وعلى الرغم من التبريرات التي تسوقها السلطات الرسمية في عدن وقوى الحراك الجنوبي لهذه الاجراءات القمعية واعتبارها في سياق التدابير الامنية الرامية لحماية عدن من احتمالات عودة الحرب، الا ان هذه التبريرات فشلت في تبرير هذه الممارسات التي طغى عليها الطابع المناطقي والبعد الانفصالي الذي لم يعد خافيا على احد.

وخلال اليوم الاول من الحملة التي بدأت مطلع الاسبوع الحالي تم ترحيل أكثر من 800 مواطن من ابناء المحافظات الشمالية على متن شاحنات أفرغت حمولتها على الحدود الشطرية السابقة بين الشمال والجنوب وهو ما يشير الى مدلولات انفصالية للقرار الذي يستهدف وحدة البلاد التي قامت بين شطري الوطن في العام 90م.

وعلى الرغم من ان القانون اليمني لا يجيز ترحيل المواطنين الذين لا يحملون بطائق هوية الى محافظاتهم، الا ان هذا التبرير الذي ساقته سلطات عدن انكشف زيفه بعد ان طال الترحيل مواطنين من ابناء المحافظات الشمالية ممن يحملون بطائق شخصية، بل طال موظفين واكاديميين يعيش عدد منهم في عدن منذ ما يزيد عن العقدين.

وأثارت اجراءات ترحيل ابناء المحافظات الشمالية من محافظة عدن استياء واسع وردود فعل منددة اعتبرت عنصرية وبداية لتدشين مشروع الانفصال بين شمال اليمن وجنوبه.

ورغم استنكار الرئاسة اليمنية بهذه الاجراءات ووصفها بالفردية ، الا ان الحملة لاستمرت لنحو اسبوع وترافقت مع اغلاق المنافذ الحدودية الشطرية السابقة بين الشمال والجنوب.

ولم يعترف طرف رسمي بمسؤوليته المباشرة عن تلك الاجراءات التي تشارك فيها كافة الوحدات الرسمية في عدن امنية وعسكرية ومدنية.

يأتي ذلك في وقت تنصلت فيه السلطات بعدن بقيادة المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الامن العميد شلال شائع من مسؤوليتها في تصريحات تشير الى انها ليست صاحبة القرار وان اللواء المكلف بحماية الحزام الأمني بالمحافظة هو من اصدر القرار رغم انه لا يملك اية صفة شرعية.

واستغرب سياسيون من موقف الحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي حيث اكتفى الرئيس وحكومته بالتنديد واعلان الرفض شأنه شأن اية منظمة مدنية.

ففي الوقت الذي اعلن الرئيس هادي ان الحملة بهذا الشكل العنصري مرفوضة، وصفتها الحكومة على لسان وزير الخارجية عبدالملك المخلافي بالجريمة العنصرية، وأعلن رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر عن توجيهات رئاسية تمخضها لقاءه بالرئيس ستوقف الحملة العنصرية الا ان الحملة استمرت تحت تبريرات تأمين عدن من الهجمات الارهابية.

مطالبات بإجراءات عقابية..


وفي السياق حمل المحلل السياسي عبدالناصر المودع الحكومة والرئيس هادي مسؤولية الممارسات العنصرية التي تستهدف النسيج الاجتماعي في البلاد.

وقال المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع في تصريح لـ"المركز اليمني للإعلام"، ان ترحيل الشماليين يشير إلى حالة اهتراء السلطة وخوائها، مشيرا الى انه لا أحد يعرف بالضبط من اتخذ القرار ومن يتولى تنفيذه.

واضاف المودع بان ما يظهر في الإعلام من وثائق تشير إلى سلطة غير دستورية اسمها لواء الحزام الأمني، وهي تسمية لقوة هلامية لم يصدر بإنشائها قرار من وزارة الدفاع او الداخلية، حتى يصبغ عليها الصفة القانونية والشرعية. ولا يوجد على الوثائق التي تصدر عن هذا اللواء المجهول المصدر والمركز ترويسة باسم الجمهورية اليمنية، أو اسم الشخص المسئول عن هذا اللواء.

وحمل المودع الرئيس هادي وحكومته مسؤولية هذه التداعيات نظرا لعدم اتخاذها الإجراءات العقابية ضد هذا اللواء أو غيره وهو ما يحملها كامل المسئولية القانونية والدستورية، فرئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء والوزراء كل هؤلاء اقسموا يمين دستورية بحماية وصيانة الدستور الذي من ابجدياته المساواة بين المواطنين وحمايتهم من إي تمييز.

فيما شدد رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية نبيل البكيري على ضرورة ان تقوم الاحزاب والقوى السياسية بدورها في الضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات عقابية ضد الجهة التي اتخذت قرار الترحيل.

من جهته اعتبر الناشط عادل الاهدل عملية الترحيل بانها اجراءات انفصالية برعاية الرئيس هادي وحكومته، مشيرا الى انها تأتي بايعاز منه في ظل جرأة السلطات بعدن على تنفيذها في وقت تكتفي الرئاسة بدور خطيب الجامع بالرفض والنصح.

بدوره قال المحلل السعودي، جمال خاشقجي في تغريده له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ان الخطير في هذه القضية انعكاساتها على مفاوضات الكويت بين وفدي الحوثي صالح والحكومة الشرعية. ويمكن أن تستخدم ضغطاً على الحكومة بمعنى: الجنوب لا يريد الشمال، ولا دولة، ولا صنعاء، فقط تحرر الجنوب وما تبقى هو صراع قوى تقليديه في الشمال.

وكانت قيادات في المقاومة الشعبية المسند إليها تنفيذ الحملة ادعت ان القرار جاء بالتنسيق مع دول التحالف العربي.

رفض سياسي


وكانت الاحزاب والتنظيمات السياسية ايمنة قد نددت بقرار الترحيل، حيث اعلن الحزب الاشتراكي اليمني رفضة للاجراءات العنصرية، داعيا الى ضبط ومحاسبة أي تجاوز للقانون من أي جهة كانت.

وعبر حزب المؤتمر الشعبي العام عن إدانته لعملية الترحيل، واعتبرها محاولة للنيل من وحدة اليمن والعبث بنسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية.

من جهته وصف الامين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان الاجراءات بالتعسفية واعتبرها انتهاك لحقوق المواطنة. وطالب نعمان بإجراء التحقيق ومحاسبة مرتكبي هذه الاجراءات التعسفية، وإلزام السلطات المسؤولة بإدانة تلك الافعال والاعتذار العلني لكل من تضرر منها.

واجمالا يمكن القول ان وراء حملة ترحيل ابناء المحافظات الشمالية من عدن ابعاد سياسية تسعى لفصل الجنوب عن الشمال، كاحد السيناريوهات المطروحة في حال فشل التحالف العربي في اعادة شرعية الرئيس هادي الى صنعاء.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
القاعدة في الجنوب تخسر الأرض والحاضن الشعبي
اليمن.. حرب وحوار ووضع انساني مخيف
سيناريو ما بعد مفاوضات الكويت
مواقف الأحزاب من قرارات هادي الأخيرة ما بين مؤيد ورافض
الطريق إلى الكويت .. آمال محفوفة بقتال ضاري