اليمنيون في رمضان.. تقشف اضطراري
الثلاثاء 07 يونيو-حزيران 2016 الساعة 08 مساءً / المركز اليمني للإعلام - تقرير خاص
عدد القراءات (1886)

ما الذي يمكن لـ 14 مليون شخص يمني هم بأمس الحاجة إلى اي نوع من أنواع المساعدات الإنسانية العاجلة فعله حين يجدون أنفسهم في طريق الأسعار السريعة بعد عام وبضعة أشهر من حرب داخلية وخارجية وحصار مستمر يحول دون تدفق المواد التموينية والغذائية بسهولة ويسر وتهاوي قيمة العملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية. (الدولار يساوي 250 ريالا في التعاملات الرسمية واكثر من 300 ريال في السوق السوداء). المركز اليمني للإعلام
في الوقع سلك اليمنيون طريق أخر تغمره الحفريات كما هو حال الطرقات الحقيقية التي يسلكونها يوميا من منازلهم إلى أعمالهم وأسواقهم .. سلكوا طريق التقشف الإجباري إلى درجة الحرمان.

يقول مهند العامل في أحد أكبر الهيبرات في العاصمة صنعاء: حتى العروض المغرية التي أطلقها الهيبر قبل أكثر من 20 يوما على حلول شهر رمضان لم تكن مجدية في تنشيط الحركة التجارية داخل الهيبر في السابق كانت العروض والمهرجانات التسويقية تتم قبل رمضان بفترة قصيرة أيام لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة؟ ويأخذ صاحب الهيبر بالاعتبار ضرورة زيادة عدد العاملين والمراقبين، وكان من الصعوبة بمكان أن يقف الزبون في طابور دفع الحساب نظرا للزحام الشديد وحركة البيع والشراء.
ماذا سيفعل مواطن بشرائه بضع باكتات من الكريم كرامل فيما سيكون عليه أن يمضي يوما كامل بحث عن أسطوانة غاز ثمنها 4 الأف ريال؟
لكن الكريم كرامل لن يكون خيارا بالمرة امام كيس قمح بات سعره في العاصمة صنعاء 7200 ريال، وليس ذلك فحسب فأسعار السكر والأرز والزيت والدقيق هي الأخرى كانت أكثر من سبب لأن يضغط المواطن اليمني الميسور الحال مكابح الاندفاع الاستهلاكي ويبدأ للمرة الأولى منذ أعوام عديدة مراجعة قائمة الأولويات الحياتية ولو على مضض، ونظرة عن قرب كان الكثير من المستهلكين هنا يحاولون التظاهر بوجودهم فقط، وهذا ما تقوله سلة المشتريات التي يحملونها على أيدهم، قليلون جدا يدفعون عربة المشتريات الكبيرة أمامهم وحينها ستجد قائمة المشتريات تضم الدقيق والقمح والأرز والسكر والزيت والحليب.

المركز اليمني للإعلام

شوارع صنعاء العاصمة تزخر بإعلانات كبيرة لأسواق تجارية جديدة وقديمة وكل سوق يعلن عن مهرجانه الخاص برمضان ومحاولة لفت انتباه المستهلك بمغريات كثيرة جوائز مالية وعينية تخفيض ريالات معدودة في أسعار المنتجات أماكن ترفيهية للأطفال المرافقين لأسرهم وعائلاتهم وهذا لأخيرة بغية دفع المستهلك إلى قضاء وقت أطول في التسوق وعدم التفكير بأن أطفاله في المنزل ربما يكونوا عرضة للخطر فيأخذهم للترفيه هنا والذهاب للتسوق دون قلق؟


لكن حين يجد المستهلك أن سعر الكيس الأرز 14 ألف ريال والسكر 15 ألف ريال والدقيق 7500 ريال واسطوانة الغاز المنزلي 4 الأف ريال فلابد أنه سيشعر بالألم الحاد يفوق ما يمكن تصوره خاصة وأن هذا الارتفاع المخيف بأسعار المواد الغذائية يوكبه تضاعف مخيف في أسعار المشتقات النفطية إذ وصل سعر الـ 20 لترا من البترول إلى ثمانية آلاف ريال، وهذا انعكس على أسعار النقل الخاص بالمواد الغذائية والنقل بين المدن، ليبدو أنه يتعين على اليمنيين ليس فقط العبور على طريق التقشف الإجباري وإنما أيضا عليهم ضغط المكابح بشدة ولفترة أطول من المعتاد.

المركز اليمني للإعلام

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الحديدة .. محافظة تحترق ولا يحق لها أن تتذمر
مفاوضات الكويت.. تقدم في المسار الإنساني وتعثر في السياسي
الحوثيون والقاعدة ابرز المنتهكين:
صحفيو اليمن.. قتل وقمع واعتقالات بالجملة
مشاورات الكويت.. انسداد سياسي يهدد بفشل فرص الحلول السلمية
المركز اليمني للإعلام يكشف خفايا انهيار الريال اليمني امام الدولار وتأثيره على أسعار المواد الاستهلاكية