خروج بريطانيا: ضربة موجعة للاتحاد الأوروبي
السبت 25 يونيو-حزيران 2016 الساعة 01 صباحاً / المركز اليمني للإعلام - BBC
عدد القراءات (870)

يعتبر فوز حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة للاتحاد الأوروبي، الذي لم يستفق بعد من ازمة المهاجرين، وأزمة عملة اليورو، وكذا المخاوف مما ينظر إليه على أنه "الاعتداء من الجار الروسي على أوروبا".

يمكن القول أن استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي هو الضربة الأقوى لحد الآن، التي ترسل بموجات ارتدادية إلى خارج بريطانيا، لأن وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يمنحه مقعدا ثانيا في مجلس الأمن الدولي إلى جانب فرنسا، ودعما دبلوماسيا يحسب له حساب من حيث الخبرة، وكذا تمنح بريطانيا للاتحاد قوة محركة للسوق الموحدة، وتجعلها أكثر تنافسية.

كل ماسبق ذكره سوف يختفي من واجهة الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي يراقب فيه البريطانيون بقلق الأسواق المالية وتأثير الخروج البريطاني على الجنيه الإسترليني، فإن الأوروبيين في الوقت ذاته يخشون على مستقبل عملة اليورو التي بالكاد بدأت تتعافى في المرحلة الأخيرة.


المخاوف أيضا تسري على دول أخرى، ربما سيكون الوقع أكثر تاثيرا على الأزمة اليونانية؟ أوإيطاليا التي تحيط بها مخاوف ممماثلة؟! كيف سيؤثر كل ذلك على جيوب مئات الآلاف من العائلات التي تعيش عبر القارة الأوروبية؟!

كما يخشى الاتحاد الأوروبي من تأثير نتيجة استفتاء البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي على مسيرة سبعين عاما من الإدماج والتوحيد التي مرت بها أوروبا.

في كل حياتي المهنية التي أقضيها في مراقبة السياسات الأوروبية، لم أر أبدا هذا الكم الهائل من التشكيك في المشروع الأوروبي. كما أن الكثير من الأوروبيين تابعوا أخبار الاستفتاء وإعلان نتائجه بنوع من الحسد ليلة الجمعة.

الكثير من القضايا التي كان معسكر حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي يحاجج بها خصومه، لاقت صدى لها بين الكثير من المواطنين الأوروبيين عبر القارة.

وكان الكثير من القادة المناهضين للمشروع الأوربي والمشككين فيه اصطفوا تلك الليلة للتعليق على نتائج الاستفتاء البريطاني. لوبان تطالب
"إنه تصويت على الحرية" بهذه الكلمات علقت مرينا لوبان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية على نتائج الاستفتاء، وطالبت بخطوة مماثلة في فرنسا، كما ظهرت أيضا أصوات أخرى مماثلة في إيطاليا وهولندا وبلدان أخرى.

أما عن الوضع في بروكسل فيمكن وصفه بالكئيب جدا، فالخروج البريطاني يدق ناقوس الخطر، ويرسل بصرخة تحذيرية كبيرة من أن الاتحاد الأوروبي على الوجه الذي هو عليه حاليا غير مقبول.

أما فيما يخص بريطانيا بعد نتيجة الاستفتاء، فسيكون هناك مساران كلاهما محفوف بالمخاطر: تفكيك كل ما يربط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، ثم الدخول في مفاوضات جديدة تحدد العلاقة الجديدة بين الطرفين، وذلك بمجرد أن يشرع رئيس الوزراء ديفيد كامرون أو من سيخلفه في محادثات رسمية حول اجراءات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

أما المسار الثاني فهو محاولة الاتحاد الأوروبي الحفاظ على كيانه، وتجنب مزيد من التفكك خلال مرحلة المفاوضات القادمة والخاصة بخروج بريطانيا منه.

من المتوقع أن تكون هناك انقسامات عميقة بين الدول المكونة للاتحاد الأوروبي والمسؤولين الأوروبيين في بروكسل ، وذلك حول الاتجاه الذي سيمضي فيه الاتحاد في المرحلة القادمة.

وينظر كثير من رؤساء الحكومات الأوروبية حاليا بقلق إلى تصاعد موجة التشكيك في الاتحاد الأوروبي من حولهم، وكذا التيارات السياسية القومية المناوئة لهم.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
دعوة لتوضيح حقيقة تصويت المغرب لإسرائيل
السعودية تنفي توجيه إرهابيين إلى إيران
انتهاء التصويت في استفتاء تاريخي حول عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي
مقتل مسلح هاجم مجمعا للسينما غربي ألمانيا
الكويت ترفع دعوى تعويضات ضد اللجنة الأولمبية الدولية بمبلغ مليار دولار لإيقافها "دون وجه حق"