جرحى تعز.. خذلان مع سبق الاصرار والترصد
الأربعاء 27 يوليو-تموز 2016 الساعة 12 مساءً / المركز اليمني للإعلام- تقرير- خاص
عدد القراءات (4442)
لازال احد جرحى تعز مسجى في المستشفى بحالة خطرة منذ ايام اثر اقدامه على الانتحار برمي نفسه من مكان عالي احتجاجا على اهمال الحكومة في معالجته بعد ان اصيب في معارك خاضها ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في احدى جبهات المدينة...
المركز اليمني

الجريح"م.ش" فقدت اسرته عائلها الوحيد بإصابته ومازاد الطين بلة هو توقيف راتبه، فرأى في الانتحار خير سبيل للخلاص من الوضع الذي يعشه بعد ان يأس من وعود الجهات الحكومية بتسفيره للعلاج..

 

ويقول ناشطون ان لجوء الجرحى للانتحار بسبب اهمال الحكومة يحمل مؤشرات غاية في السلبية تجعل القتلة الذين تسببوا بجراح هؤلاء يتساوون مع الحكومة الشرعية التي من مسؤليتها معالجتهم وتضميد جراحهم.

  

• ورقة ابتزاز..

قضية جرحى المقاومة بتعز دخلت بعد اشهر من المماطلة دائرة الاستغلال والابتزاز السياسي، بعد ان جعل منها تجار الحروب ورقة للمزايدات السياسية..

 

ففي الوقت الذي تتهم المقاومة الحكومة اليمنية ورئاسة هادي وقيادة التحالف بخذلانها والتنصل عن وعودهم بشأن معالجة الجرحى.. تلقي مصادر حكومية بالقاء اللائمة على المقاومة واتهامها بالاستحواذ على المبالغ الخاصة بالجرحى..

 

وفي ظل التجاذبات والمماطلة الحكومية يظهر الطرف الحوثي نكايته بخصومه وبالتشفي منه من خلال تصريحات رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي الذي ابدى استعداده لمعالجة الجرحى من.. وهو مادفع بالمقاومة للرد عليه بان يرفع الحصار عن تعز ويسمح بادخال الادوية والاغذية والا يستهدف الاحياء السكنية والمستشفيات كون جماعته هي المتسببة بدمار تعز وجراح ابنائها.

ويعاني أكثر من 7 آلاف جريح في تعز من الإهمال والتجاهل، طيلة الشهور الماضية، لدرجة أن الكثير منهم من تعفنت جروحهم، ومنهم من مات بسبب الإهمال وعدم وجود أماكن ولا مواد طبية تساعد في تخفيف آلامهم.

 

• حالة كارثية..


يقول الناشط السياسي خالد الصمدي ان قضية جرحى تعز حالة كارثية سواء كانوا من جرحى القوات الحكومية و المقاومة او المواطنين.

 

وقال الصمدي في تصريح لـ"المركز اليمني للإعلام" ان معالجة الجرحى واجب وطني وانساني من اي طرف كان مشيرا الى ان هذه امور ثابتة في القيم الوطنية والانسانية .

 

وأكد انه يجب محاسبة من يتولى ملف الجرحى وتحديد من المسؤول عن ذلك هل الشرعية ام جهات اخرى متورطة في هذا الملف .

واوضح ان تعز تعيش وضع كارثي لا مستشفيات تقوم بدورها الانساني ولا مطار دولي مفعل فيها اذ المواطنين محاصرين بداخلها بين ألم الجراح ومتاعب الحصار !

 

• وعود مستمرة..

ولعل اخر ما صرحت به الحكومة بشأن جرحاها في تعز هو توجيه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر بإعادة تأهيل عدد من مستشفيات محافظة تعز ونقل 100جريح من جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي يصعب علاجهم بارض الوطن الى الخارج، وذلك ضمن المنحة المقدمة من ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد لجرحى الحرب ضد قوات صالح والحوثي بحسب مصادر صحفية .

 

• تعامل مناطقي..

وتعرض جرحى تعز لاجراءات منع الدخول الى مدينة عدن على اثر اتفاقات بين مقاومة تعز والسلطات بعدن بشأن استقبال الجرحى الذين تم منعهم من الدخول إلى عدن وطردهم من مستشفياها.

 

وفي السياق اتهم الناشط الحقوقي أحمد الوافي عدداً من المسؤولين في عدن بـ"التعامل المناطقي مع ملف الجرحى.

وقال الوافي إن لجنة الجرحى بعدن رفضت إدخال 15من جرحى تعز إلى مطار عدن، وقطع استمارات سفر لهم، رغم استكمال وثائقهم.

 

وتتصدّر قضية جرحى تعز صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء وسياسيين وصحافيين تضامناً مع الجرحى الذين لم يستطيعوا مغادرة المحافظة للعلاج في الخارج نتيجة للحصار المفروض من الحوثيين وقوات صالح على منافذ المدينة، وغموض موقف الحكومة الشرعية تجاه قضية الجرحى.

 

وكان نشطاء في محافظة تعز سيروا مظاهرات تندد بمماطلة الحكومة وخذلانها للجرحى واعلنوا بدء اعتصام مفتوح بجوار مكتب التربية والتعليم في وسط المدينة، لمطالبة الحكومة الشرعية بسرعة الوفاء بوعودها، وإنقاذ جرحى تعز من معاناتهم، والعمل على سرعة علاجهم وفق احتياجات كل جريح منهم.

 

وذكر تكتل "شباب وشابات تعز" أنه سيستمر في الاعتصام حتى تلبية مطالبه من قبل الحكومة الشرعية، والتي وصفها بالمتخاذلة حتى الآن تجاه جميع قضايا المدينة، وفي مقدمتها التحرير والجرحى.

• جرحى تعز يموتون..

واطلق ناشطون يمنيون حملة ( جرحی تعز يموتون ) وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا واسعا مع الحملة.

 

وتأتي هذه الحملة الإلكترونية على الهاشتاق "جرحى تعز يموتون" ، للفت نظر الحكومة الشرعية، والتحالف العربي، والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الجرحى الذين سقطوا في تعز، منذ بداية الحرب التي تشنها المليشيات على المحافظة.

 

يقول الناشط السياسي ياسر المليكي إن قضية جرحى تعز تظل هي المحك الذي تظهر كم أن لدينا قادة بلا خجل ووزراء بلا مسؤوليه, جعلت من قيادات الحوثي تهزأ بهم وتتفضل على ضحايا عدوانهم بالعلاج.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
لسان حالهم باي حال عدت يا عيد:
اختفاء النقد المحلي يسلب اليمنيين ما تبقى لديهم من فرحة العيد
بعد أكثر من عام على الظلام:
عودة انتقائية للكهرباء لبعض احياء العاصمة وشركات تبيع الطاقة في السوق السوداء
المركز اليمني للإعلام يكشف أسباب تردي منظومة الخدمات في عدن (استطلاع
رمضان في اليمن.. حرب وحر وأسعار جنونية
نجوم في الجبهة.. الدراما اليمنية تعيش الحرب