مشاورات سلام جديدة تنعش آمال اليمنيين بإنهاء الحرب
الخميس 29 سبتمبر-أيلول 2016 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للإعلام - خاص - جمال الغراب
عدد القراءات (1602)


يؤمن المواطن اليمني أن الصراع القائم لايمكن له ان ينتهي بغير مشاورات جادة تفضي الى تسوية سياسية جديدة ، سيما وان الحل العسكري اثبت فشله حتى اللحظة ، وأن نجح فإنه يخلف تبعات باهضة في بلاد عرفت بإمتلاكها أكثرمن ستون مليون قطعة سلاح ، الأمر الذي يجعل من كل طرف ان يقاتل لسنوات طويلة .
ومع عودة الحديث عن تحركات المجتمع الدولي التي بدت جادة هذه المرة باستئناف المشاورات ، بين الأطراف المتصارعة ، فإن ذلك انعش أمال ملايين اليمنيين الذين يتوقون لسلام دائم في بلاد تصنف ضمن الدول الأشد فقرا في العالم .

وحول المشاورات التي بدأت عودتها تلوح في الأفق ، فقد ذكرت تقارير اعلامية نشرتها وكالات عالمية تحركات مكثفة للمجتمع الدولي من أجل الدفع باستئناف المشاروات من جديد .
هذه التقارير نشرت بالتزامن مع إعلان دولة الكويت استعدادها لإستقبال طرفي الصراع للتوقيع على اتفاق سلام نهائي في البلاد ، فإن ذلك يؤكد نوايا جادة لدى المجتمع الدولي ، بالضغط على طرفي الحرب للخروج بتسوية سياسية .
وبحسب ما نشرته وكالة "الأناضول" ان مصادر دبلوماسية رفيعة كشفت ، ان سفراء الدول الخمس الكبرى ، بدأوا تحركات واسعة عن طريق إتصالات مع طرفي الصراع الرئيسيين بالبلاد " الحكومة الشرعية والمقاومة من جهة ، وصالح والحوثيين من جهة أخرى" لإقرار هدنة جديدة تمهيدا لبدء مشاورات جادة تنهي حالة الحرب .
فبعد ان قام المبعوث الأمممي لليمن "إسماعيل ولد شيخ " بالإلتقاء مع الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اليومين الماضيين ،في نيويورك ووزير خارجيته عبد الملك المخلافي ، رئيس الوفد الحكومي المفاوض في مشاروات السلام اليمنية السابقة بالكويت ، كذلك تقول وسائل إعلام عربية وخارجية ان ولد الشيخ وصل اليوم الخميس العاصمة العمانية مسقط من أجل الألتقاء بوفد جماعة الحوثي ، وصالح ، والذي ظل هناك منذ رفع مشاروات السلام في دولة الكويت بتاريخ 6 اغسطس ، يهدف من خلال زيارته الى بحث ترتيبات جديدة لبدء المشاورات بين الطرفين .

وإذا ما نظرنا الى هذه التحركات ، والتي جائت ايضا بالتزامن مع قيام السفير الألماني لدى اليمن "اندرياس كيندل" بتنظيم لقاء بشكل منفصل مع وفد الحوثيين ، والمؤتمر في مسقط فإن ذلك يؤكد رغبة المجتمع الدولي ، والدول الخمس الكبرى ، بممارسة ضغوطات على الاطراف المتصارعة لعودة المشاورات ، وانهاء حالة الحرب القائمة في البلاد ، سيما بعد التصريح القوي لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن " جيمي ماكغولدريك " والذي أعلن فيها تخوفه من اختفاء اليمن من رادار الاهتمام العالمي بسبب الصراعات المعقدة في منطقة الشرق الأوسط حد قوله .
ومع ان هذا التصريح وصفه مراقبون للشأن اليمني بـ "الخطير" لكنه وحسب المراقبون انفسهم فإنه ربما يحرك المياه الراكدة ويدفع بالمجتمع الدولي لممارسة ضغطات أكثر على طرفي الصراع من أجل العودة الى المشاورات .
"المركز اليمني للإعلام" من جهته تواصل مع طرفي الصراع باليمن ، عن طريق مصادر خاصة فضلت عدم الكشف عن اسمائها في محاولة لمعرفة ما يدور من وراء الكواليس .
حيث أكد مصدر خاص في الحكومة اليمنية ، لـ "المركز اليمني للإعلام" ان الحكومة تسعى بأي وسيلة من أجل تحقيق السلام في اليمن ، بيد ان من وصفهم بـ "الانقلابيين " رفضوا كل التسويات والمقترحات ، والمبادرات المقدمة من الاشقاء في الخليج ، ومن الدول الغربية ، وحتى مقترحات مبعوث الامين العام لليمن اسماعيل ولد شيخ .
وأضاف : تصريح وزير الخارجية عبد الملك المخلافي الأحد المنصرم والذي اعلن فيه قبول الحكومة بالهدنة ، يؤكد النوايا الصادقة بإحلال السلام في اليمن .
وأكد المصدر " سنواصل المشاورات متى ما قبل الطرف الأخر ، لكن هذا ليس على حساب الشرعية ، والشعب اليمني الذي تضرر كثيرا من الحرب ، والانقلاب على الدولة ، فالعمل العسكري يظل قائم ، وستواصل القوات الحكومية مهامها في استعادة الدولة ، لحتى الخروج بحل سلمي تماشيا مع قرار مجلس الامن الدولي ، والمباردة الخليجة وأليتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني الشامل ، ولن نقبل باي تسوية دون الرجوع لهذه المرجعيات الثلاث ، والتي تنص صراحة على تسليم الانقلابيين اسلحتهم للدولة الشرعية ، وتسليم المدن ، وهنا ستحل كل مشاكل اليمن" حد قوله .

من جهته اوضح مصدر خاص في جماعة "أنصار الله " المعروفه اعلاميا بالحوثيين ، ان هنالك رغبة جادة لدى جماعته بإستئناف المشاورات مع الطرف الأخر، بشرط إعلان وقف الغارات وفك الحصار المفروض برا وجوا وبحرا على اليمن حد قوله .

وأضاف المصدر لـ "المركز اليمني للإعلام " : ما ضر لو ان من وصفهم بـ "تحالف العدوان " اعلنوا فك الحصار المفروض ، وتوقيف الحرب على اليمن ، قبل استئناف المشاورات ، ومن ثم نترك للعالم والشعب اليمني ، أمانة المتابعة والتقييم ، وكشف الطرف الذي يتهرب من السلام ".

وأختتم تصريحه " ندرك جيدا ان وفد حكومة الرياض منزوع القرار ، ولن تقدر على عمل شيئ في المفاوضات السابقة ، واللاحقة ، إلا بتوجهات مباشرة من النظام السعودي ، ورغم هذا دخلنا معها في حوار ومستعدين ان نشارك بحوار أخر حتى يعلم الجميع اي طرف يمضي باليمن نحو الهلاك ، أو العكس.

ورغم هذا التباين الكبير في المواقف ،بين "الحكومية والحوثيين " يظل المواطن اليمني يعلق آمال عريضة على مشاورات جادة وهادفة تنهي الحرب ، والمعاناة التي سببتها ، والدخول في مرحلة جديدة من العمل السياسي في البلاد سيما بعد ان اثبت الحل العسكري فشلة الذريع على الواقع ، كما في المحافظات المحررة من مسلحي الحوثي ، وقوات صالح ، والتي مازلت في حالة حرب مع الجماعات المتشددة .


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
هل بدء الحوثيون العد التنازلي للتخلص من الثورة اليمنية الأم؟
علي عبد المغني... سرّ "سبتمبر"
قرار نقل البنك المركزي.. تأييد محفوف بالمخاطر
أطفال مديرية الصلو تحت الخطر
الخبير الاقتصادي المقرمي لـ(المركز اليمني للإعلام): :
عجز البنك المركزي عن دفع نفقات مؤسسات الدولة وموظفيها مؤشر خطير على انهيار اقتصادي مرتقب