ما الذي يحدث في ليبيا اليوم؟
الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2016 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (993)
مع مشاهد القتل والدمار التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة في كل يوم يتساءل كثير من العرب ما الذي يحدث في ليبيا البلد التي لم يهدء لأهلها بال ولم تعرف معنى الاستقرار منذ سقوط نظام معمر القذافي.  المركز اليمني للإعلام (المركز اليمني للإعلام) يضع بين أيديكم حقائق ما يحدث في ليبيا احدى الدول الأعرق عربياً وإفريقياً ، والتي تعد رابع أكبر دولة مساحةً في أفريقيا،و السادسة عشره ضمن أكبر البلدان مساحةً في العالم ، كما انها تمثل نقطة اتصال رئيسية بين دول المشرق ودول المغرب العربي، وموقعها في الحوض الأوسط للبحر المتوسط أعطاها أهمية إستراتيجية جعل منها قاعدة هامة لتوزيع الجيوش والعتاد بسرعة وسهولة إلى أي ميدان للقتال في شمال أفريقيا وجنوبي أوروبا والشرق الأوسط ،وقد برزت أهمية موقع ليبيا واضحة بالفعل خلال الحرب العالمية الثانية، ،إضافة الى الأهمية الاقتصادية التي تتمتع بها حيث تحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلدٍ في العالم
لمحة تاريخية:
في عام 1951 أصبحت ليبيا مملكة مستقلة بعد الاستعمار الايطالي،وفي عام 1969، أطاح العقيد معمر ألقذافي بالملك إدريس الأول وأطلق على الدولة الجديدة اسم "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية" ومنذ ذلك الحين حتى العام 2011كانت كل السلطات والصلاحيات في الحكم ممثلة بشخص القذافي الذي كان رئيساً مارس الاستبداد السياسي بكل صوره ، لكن الوضع الامني والاقتصادي في ليبيا خلال عهده كان أفضل حالاً من اليوم وفق المقارنة بين تقارير التنمية البشرية قبل وبعد حكمه
ثورة ام نكبة؟:
كان لثورات الربيع العربي في مصر وتونس تأثير كبير على بقية الشعوب العربية ومنها ليبيا ففي فبراير2011 خرج عدد من الشباب الليبي في تظاهرة سلمية حاشدة في مدينة بنغازي احتجاجا على اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل وطالبوا بتخليصه لعدم وجود سبب لاعتقاله، قوبلت تلك الاحتجاجات بالقمع من قبل الأجهزة الأمنية ، بعدها ارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد القذافي شخصيا مما دعا الشرطة والمجاميع المسلحة إلى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين واستمرت المظاهرات في مدن ومحافظات ليبية بعدما قتل ألاف المدنيين حتى تحولت من احتجاجات سلمية الى ثورة مسلحة أشتبك فيها الثوار مع الكتائب التابعة للقذافي.
تلك الاحداث خلقت سؤال محير لكثير من المراقبين العرب هل ماحدث في ليبيا يعتبر ثورة تغيير من نظام اشبه بالديكتاتوري الى نظام ديمقراطي ام نكبة لبلاد سُجلت ضمن الدول المتقدمة في سجلات مؤشرات التنمية البشرية في افريقيا والوطن العربي
عدوان ام مساندة؟:
أستمر القتال في عدة مدن ليبية حتى استطاعت القوات الموالية للقذافي استعادة مدن كان الثوار قد سيطروا عليها، حينها ارتكبت القوات الموالية للقذافي المجازر الشنيعة ضد المدنيين مما اضطر الثوار المناوئون للقذافي الى طلب النجدة من دول عربية وبالفعل ساندت الجامعة العربية مطالب الثوار الليبيون وعلى اثر ذلك ناشدت الجامعة العربية قوات حلف الناتو بالتدخل المباشر لقصف المناطق التي كان القذافي مسيطراً عليها.
وفي التاسع عشر من مارس 2011 بدأت كل من الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، هجوماً على ليبيا تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة بإطلاق أكثر من 110 صاروخ على أهداف في ليبيا ،أدى التدخل العسكري الغربي بمساندة دول عربية الى اسقاط نظام القذافي الرئيس الذي حكم البلاد لاكثر من 42 عاما.
عارض القوميون العرب وغيرهم التدخل الاجنبي في ليبيا واعتبروه استعماراً وعدواناً جديداً من دول حلف الناتو التي فتحت الباب على مصراعيه للفوضى والدمار وسرقة النفط الليبي والتخلص من معمر القذافي الذي كان بمثابة حجر عثرة أمام تنفيذ مخططات الغرب، الذي لا يرضى بحال وجود دولة أفريقية وعربية قوية تتمتع بسيادة وطنية حرة.
حرب اهلية:
بعد اشهر ظهرت جهود متعددة لتكوين حكومة شرعية في ليبيا، كانت أول تلك المحاولات تشكيل المجلس الوطني الانتقالي، والذي لم يستمر لمدة طويلة وبالفعل سقط المجلس بضغط من 1700 من الميليشيات والقبائل المحلية المتقاتلة للسيطرة على مناطق الثروة النفطية وعلى حكم البلاد ،وبسبب وجود فراغ في السلطة دخلت تنظيمات ارهابية مسلحة على خط المعارك وزاد الامر تعقيداً دعم كثير من الدول والجهات الخارجية للمليشيات و المجموعات المسلحة داخل ليبيا حتى استقر الوضع في النهاية إلى وجود قوتين رئيسيتين، إحداهما في غرب ليبيا بقيادة الجنرال العسكري خليفة حفتر الذي كان متزعم "للجيش الوطني الليبي" والذي عاد من الولايات المتحدة في محاولة للوصول لحكم ليبيا، وحاول إغراء الولايات المتحدة لدعمه، إلا أن القوة الأخرى في شرق ليبيا وهي قوات "فجر ليبيا" المسيطره على البنك المركزي بما فيه من مخزون الذهب والعملات الأجنبية في البلاد استطاعت إقناع الولايات المتحدة أكثر من حفتر بناءً على سيطرتها على الوضع المالي للبلاد .
واليوم يتطلع الليبيون لمستقبل افضل ولاستقرار في الوضع الاقتصادي والسياسي لبلدهم غير ان مؤشرات ذلك تبدو بعيدة.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
أول طائرة سعودية متخصصة في الحرب الإلكترونية
تقرير أمريكي: الجيش السعودي نمر من ورق والإماراتي أفضل!
الملك سلمان يؤكد تطبيق "إجراءات مؤلمة"
موسكو والدوحة تؤكدان أهمية صفقة
ماي تتبرأ من اتهامات وزير خارجيتها للسعودية