مواجهة "نوعية" بين مدربين نقلا شغفهما من بوندسليغا إلى بريميرليغ، كلوب وغوارديولا، الأول محطّ آمال جماهير ليفربول في طموح سنوي لإحياء إرثهم العظيم، والثاني يتطلع إليه عشاق مانشستر سيتي بوصفه فارس البطولات. 

كثيرةٌ هي الاختلافات بين مدرب الرديز ونظيره في السيتيزنس، سواء على الصعيد الشخصي -كما هو بادٍ- أو في التكتيك الكروي على أرض الملعب، ولكن العامل المشترك الظاهر للقاصي والداني بينهما هو الشغف، ذاك الذي كلما نهل منه كلوب وبيب زادهما عطشاً.

وبما أن كلوب سيقابل بيب لأول مرة في دوري يصنّفه الكثيرون الأقوى والأمتع في العالم، فإن حماساً جديداً سيضاف للهيب منتظر في الأنفيلد أمسية اليوم في آخر ساعات عام 2016، وذلك ضمن المرحلة 19 من الدوري الإنكليزي الممتاز، فمن سيجلب آخر هدايا العام لجماهيره؟

 

وعلى الرغم من أرشيف الصور الذي يدل على "ودية" العلاقة بين المدربين في المصافحات والابتسامات، إلا أن بواطن الأمور لا تأتي على نفس دلالات الصور، ولعل بذرة الخلاف بينهما وجِدت حين صحى مدرب بوروسيا دورتموند السابق في أبريل 2013، على إعلان رحيل ماريو غوتزه أحد النجوم الشابة في الفريق إلى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ.

 

انتقالٌ عزّز الاتهامات الدائمة بأن بايرن يسعى لضم مواهب ونجوم الأندية الأخرى، خصوصاً من منافسه الأول دورتموند لإضعافهم ولمزيد من التسيّد، يومها كان يوب هانكيس هو المدرب، لكن الإدارة البافارية كانت قد أعلنت التعاقد مع غوارديولا للمواسم الثلاثة المقبلة.

ثم جاءت المواجهة الأولى بين المدربين على الأراضي الألمانية، وذلك على كأس السوبر المحلية 2013، والتي أسفرت عن فوز مؤزّر لدورتموند كلوب 4-2 لتبشّر بتغيير مرتقب في زعامة الدوري، لكن ثأر مدرب برشلونة سابقاً لم ينتظر كثيراً، ففي نوفمبر من العام ذاته أنهى أولى مواجهات بوندسليغا ضد المنافس الأصفر بالانتصار 3-0.

 

تتالت السنوات والمواجها، فالتقى الرجلان ثمان مرات، تقاسما فيها الانتصار مناصفة، 4 لكل منهما، وبعد خروجه من ألمانيا بأشهر أرسل مدرب ليفربول الجديد آنذاك، إشارات مرحّبة إلى غوارديولا، حين هنأه على قدومه إلى سيتي، منبّهاً إياه إلى اختلاف الضغط في إنكلترا عما هو عليه في ألمانيا، وواثقاً من أن الإسباني سيكون قادراً على التعامل مع عبء العمل وسيستمتع بخبرة الحياة في بريطانيا.

آخر ذكرى ألمانيّة بين الرجلين كانت في نصف نهائي كأس ألمانيا "بوكال" 2015، حينها كانت الترشيحات تصب في مصلحة بايرن بسبب فارق الترتيب بينهما في الدوري، ولكن فريق كلوب قاتل حتى النهاية وفاز بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.

وتبدو مواجهة اليوم بين المدربين الألماني والإسباني في ليفربول مختلفة بكل المعايير عن نظيراتها في ألمانيا، ورغم الأفضلية الطفيفة التي يملكها الأحمر، إلا أن رجال بيب يمنون النفس في كسر رقمهم السيء جداً على أرض منافسهم، إذ يعود تاريخ الفوز الأخير والوحيد لسيتي على ملعب آنفيلد في الدوري الممتاز (تعادل 5 خسارة 13) إلى مايو 2003 عندما نجح الفرنسي نيكولاس أنيلكا بتسجيل هدفين ضد فريقه السابق (2-1).

بالتأكيد لا يفكر كلوب بأثر رجعي في علاقته مع بيب، لأن تركيز المدرب الألماني المعروف بحماسه الشديد منصبٌّ على الانتصار غداً لزيادة مساحة الأمان التي تفصل فريقه الوصيف عن ملاحقه الثالث من نقطة واحدة إلى أربع.