مطار عدن وأزمة الصراع بين حكومة هادي وقوات موالية للإمارات
الإثنين 13 فبراير-شباط 2017 الساعة 09 صباحاً / المركز اليمني للإعلام - العربي الجديد
عدد القراءات (992)
شهدت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية في اليمن، أمس الأحد، سلسلة تطورات أمنية خطيرة، أفصحت عن خلافات عسكرية في صف الشرعية، في وقتٍ تباينت فيه توصيفات الصراع، بين اعتباره تطوراً لخلافات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مع أطراف مدعومة من دولة الإمارات، والتي تتمتع بنفوذ عسكري وأمني واسع في المحافظات الجنوبية لليمن، وبين من أرجع الصراع إلى خلافات شخصيات محلية حول النفوذ في عدن ومحيطها. المركز اليمني للاعلام في هذا السياق، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "توتراً أمنياً ساد العديد من الأحياء القريبة من مطار عدن الدولي، بالتزامن مع انتشار عسكري لقوات الحماية الرئاسية، ومواجهات اندلعت بين قوات من الحزام الأمني، تعرضت لاستهداف بينما كانت تحاول الوصول إلى مطار عدن الدولي، والذي فرضت عليه قوات الحرس الرئاسي حصاراً، بعد رفض القوة المتمركزة في المطار توجيهات رئاسية بتسليمه لقوات جديدة".
في موازاة ذلك، حلّقت مقاتلات حربية تابعة للتحالف العربي، قد تكون تابعة للقوات الجوية الإماراتية، في سماء عدن، بالتزامن مع تصاعد التوتر حول مطار عدن الدولي. وذكرت مصادر محلية أن "طقماً عسكرياً تابعاً للحماية الرئاسية تعرض لاستهداف بقذيفة، يُرجح أنها أُطلقت من مروحية عسكرية نوع أباتشي، تابعة للإمارات، كانت تحلق في سماء المنطقة". وأفادت أنباء لاحقة بأن "الرئيس عبدربه منصور هادي وجّه القوات التي تحاصر مطار عدن، بالانسحاب، لاحتواء الأزمة".
وشرحت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد"، مسار الأزمة، وكشفت بأنها "بدأت باستدعاء الرئيس هادي لواءً عسكرياً (اللواء الرابع حرس رئاسي)، جرى تأليفه حديثاً، ويقوده العميد مهران القباطي، وهو من الشخصيات السلفية التي أدت دوراً قيادياً في (المقاومة الجنوبية)، أثناء المواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم، خلال الحرب بعدن ومحيطها منتصف 2015. ومنذ أشهر جرى إرسال اللواء الرابع لفتح جبهة مواجهات مع الحوثيين في معاقلهم بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، قبل أن يتم استدعاؤهم، بالعودة من صعدة إلى عدن منذ أيام".
وأشارت المصادر إلى أن "خلافات نشأت بين الرئاسة والقوة العسكرية التي تتولّى حماية مطار عدن، بقيادة المقدم صالح العميري، والذي تقول المعلومات إنه رفض توجيهات رئاسية بتسليم المطار، لقوات الحرس الرئاسي، والتي عادت منذ أيام، إلى عدن، وفرضت بدورها حصاراً على مطار عدن وهددت باقتحامه لإنفاذ التوجيهات الرئاسية. ومع تصاعد التوتر، مساء السبت - الأحد، شهدت سماء عدن تحليقاً مكثفاً لمقاتلات حربية، تتبع القوات الإماراتية، وتدعم القوة المتمركزة في مطار عدن، والتي ترفض توجيهات الرئاسة بتسليم المطار".
من جانبه، أفاد مصدر محلي بمحافظة أبين، وهو مقرّب من العميري لـ"العربي الجديد"، أن "الأزمة في المطار سببها شحنة أسلحة وصلت من أوكرانيا، لإحدى الأطراف أو القوى المحلية، إلا أن قوات حماية المطار تحفظت على الشحنة". ووصف المصدر قوات الحرس الرئاسي، والتي فرضت حصاراً على المطار، بأنها "مجاميع من رجال المقاومة، مدعومة من نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر"، واتهمها بأنها "تحاول الوصول إلى المطار، للإفراج عن شحنة الأسلحة (المزعومة)".
وعكست الأزمة صراعاً بين طرفين في عدن، الأول هو الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، والآخر هو القوى العسكرية والأمنية المدعومة من الإمارات، والتي تولت واجهة عمليات التحالف العربي في جنوب اليمن، وكانت المشرف الأول على الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية في مدينة عدن ومحيطها، بعد تحريرها من الانقلابيين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015. وتتولّى قوات الحرس الرئاسي، والتي يقودها ناصر عبدربه منصور هادي (نجل الرئيس)، حماية قصر معاشيق، حيث يقيم الرئيس والحكومة ومناطق أخرى في عدن، وسعت لاستلام المطار، من القوة العسكرية التي تتولى حمايته، منذ تحرير عدن من الحوثيين، وتدعمها الإمارات.
ووصف سياسيان في عدن رفضا الكشف عن اسميها لـ"العربي الجديد"، أن "ما يحدث بأنه توجه من الرئيس هادي بتقليص نفوذ الإمارات في عدن، بعد أن كانت صاحبة القرار الأول في المدينة والمحافظات المحيطة بها، وأسست قوات معروفة بالولاء لها، وهي قوات الحزام الأمني، كما تدعم فصائل وقيادات محلية قريبة من الحراك الجنوبي، في مقابل قيامها بتقليص نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) في عدن".
وكانت الخلافات بين الرئيس هادي والإماراتيين قد ظهرت في أكثر من مناسبة العام الماضي، على هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في يونيو/حزيران 2016، قال فيه إن "محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق"، فيما قُرأ على أنهم تهجّم على قيادات في الشرعية، ومنها هادي، الذي كان حينذاك في العاصمة السعودية الرياض.
من زاوية أخرى، ينظر إلى الأزمة في عدن، باعتبارها تعبيراً عن صراع على النفوذ داخل عدن، بين قوى الداخل، ومنها الرئيس هادي، والذي سبق أن نشأت أزمة بين شخصيات محسوبة عليه وبين محافظ عدن عيدروس الزبيدي، على خلفية التعيينات، والتي تعبّر في إحدى زواياها عن النفوذ على مؤسسات ومصالح في المدينة، وتحضر في السياق قوى أخرى، مثل حزب الإصلاح الذي ساهم بفعالية أثناء تحرير المدينة من الانقلابيين وتعرّض لبعض التهميش، من قبل الأطراف المدعومة من الإمارات لاحقاً. 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
الأمم المتحدة : مفاوضات السلام اليمنية يجب إحياؤها
التحالف العربي يحتجز 5 سفن محملة بمشتقات نفطية في طريقها إلى الحديدة
طائرة أباتشي تقصف قوات متمردة تابعة لمدير مطار عدن
خطأ طبي يقتل أربعة أطفال بمستشفى الكويت بصنعاء
حكومة صنعاء تعلن إفلاسها