عباس المساوى : أحمد علي سيكون "حفتر" اليمن
السبت 12 أغسطس-آب 2017 الساعة 02 مساءً / المركزاليمني للاعلام - متابعات
عدد القراءات (3413)

g

 

 

يعتبر الإعلامي والدبلوماسي السابق، عباس المساوى، من الشخصيات التي دائماً ما تثير جدل الشارع اليمني بآرائه المتباينة بين الحين والآخر، وفي مختلف الأزمات والكروب التي مرت على اليمنيين. يتحدث المساوى في حوار صحفي عن تقييمه للمبادرة الأخيرة التي أطلقها مجلس النواب لوقف الحرب في اليمن، وعن سبب «احتجاز» الإمارات لأحمد صالح، وعن علاقته بمختلف أطراف النزاع في البلاد.


أستاذ عباس، مؤخراً قدم مجلس النواب في صنعاء مبادرة تدعوا إلى وقف الحرب مقابل تنازلات عدة، ما هو تقييمك لتلك المبادرة؟ 
لا شك أن مجلس النواب ألقى حجراً كبيراً في المياه الراكدة، فحرك جمودها وأعطى بعداً أكثر جدية، كون المبادرة صادرة عن ممثلي الشعب. المبادرة هدفت بتصوري إلى تقديم السلم للنزول من الشجرة لجميع أطراف الصراع، ونفخت في جسد الوضع السياسي نوعاً من الروح يمكن أن تحرك من جسد اليمن المنهك بعض أطرافه المتجمدة. بتصوري إنها من أفضل المبادرات التي قُدمت حتى الآن، كونها أخذت بعين الاعتبار مطالب الجميع ووفقت بين هذه المطالَب. حيث تضمنت دعوة أطراف الصراع لوقف الحرب وإنهاء العمليات العسكرية ورفع الحصار، واستئناف الحوار دون شروط مسبقة، وبإشراف دولي، للوصول إلى مصالحة وطنية شاملة. كما طالبت المبادرة البرلمانية الأمم المتحدة بوضع آليات مناسبة لمراقبة سير العمل في كافة المنافذ البرية والبحرية اليمنية بما يضمن تحصيل مواردها إلى البنك المركزي وصرف مرتبات الموظفين. وحثت المبادرة مجلس الأمن على الاضطلاع بدوره الإنساني والقانوني حيال الأوضاع الإنسانية في اليمن. قد يقول من يعترض عليها إنها تدول الحل في اليمن وتضعه تحت الوصاية الدولية. الجواب ببركة عبد الملك الحوثي ومن قبله الثورة، دوّل ملف اليمن من زمن المبادرة الخليجية وما تلاها من أحداث. 


في العام 2011 كنت من أبرز المدافعين عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفي العام 2015 أصبحت من أشد المعارضين له، برأيك ما هو الدور المفترض أن يقوم به صالح في هذا الظرف؟
سؤال واجهني كثيراً، وكعادتي لا أحب الرد أو التبرير... لكن سوف أجيب هذه المرة على أمل إنهاء اللبس في هذه المسألة. أولاً، فخور جداً أنني وقفت مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الدفاع عن الدولة وجيشها ومؤسساتها في وجه كل من حاول النيل منها، سواء كان الحوثي وجماعته أو «القاعدة» وأخواتها، أو ما سمي لاحقاً بـ«الثورة». ثانياً، غضبي وموقفي منه الآن ليس نابعاً من عداء شخصي، بل سخط لأجل الوطن. مرجع ذلك اعتقادي الراسخ بأنه منح العصابة الحوثية الغطاء الشعبي والحزبي والعسكري في عملية الانقلاب على سلطة هادي وسهل لها، بقصد أو بغير قصد، تدمير الدولة من داخلها، وأهان المؤسسة العسكرية وأهان شعبه الذي قدم له الكثير من الحب والتأييد طيلة حكمه. بتصوري إن صالح لم ينظر إلى الوطن حين كان يغرق أمامه ولم يحاول إنقاذه، لم يعره اهتماماً، بل أمعن في خنقه رغبة في الانتقام ممن أخرجوه من السلطة. حساباته كانت قاتلة وموجعة. صالح أسهم إسهاماً مباشراً في إسقاط الدولة وتسليمها إلى يد عصابة، أظهرت كمية لا حدود لها من كرهها للإنسان اليمني ولتاريخه. تخيل معي لو أن صالح سخر قوته وخبرته وعلاقاته وحزبه في دعم هادي، بلا شك إن الأمور ستكون مختلفة جذرياً. صالح قتل تعز وحاصر سكانها ومنع عنهم الطعام والشراب. لماذا قتل صالح تعز؟ ولماذا ساهم في ذلك على الأقل؟ ما جريمتها؟ ما ذنبها؟ غداً سيكون التاريخ قاسياً جداً، وهو يخبر الأجيال عن علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي.


اليمن اليوم مقسم جغرافياً وعسكريا إلى ستة مناطق، برأيك ألا يعد ذلك تمهيداً للدولة الاتحادية التي دعا إليها الرئيس هادي ويعارضها الرئيس صالح؟ 
الجواب يحتاج الى القليل من التفصيل. مطلب فدرلة اليمن كان في الأساس مقترحاً بريطانياً طار به هادي فرحاً وأدخله ضمن بنود الحوار الوطني. من العجائب أن مقترح الفدرلة وهيكلة الجيش لم يكونا ضمن مطالب ما سمي بالثورة على حكم صالح، بل تم تخطي شعاراتها على علاتها والقفز عليها والذهاب مباشرة للانتقام من الجغرافيا والجيش الذي سيحمي هذه الجغرافيا، وذلك سيحقق مبدأ التقسيم وتدمير الجيش بأيد يمنية، كي لا يبدو الأمر على أنه خارجي كما حصل في العراق وليبيا وسوريا. بتصوري إن أحد أهم أهداف العدوان على اليمن هو تحقيق الانفصال وتدمير الجيش اليمني، وهو الهدف الأوضح من الحرب. أنظر إلى خارطة الحرب، ستجدها موزعة جغرافياً على محاور الأقاليم المقترحة. مع ملاحظة أن أشد أنواع القصف الجوي تعرض له الجيش في الأيام الأولى للحرب، وتركز القصف على القوات الجوية والبحرية والمعدات البرية، رغم أن جميعها كان بأيدي الجيش ولم يكن الحوثي قد سيطر على شيء منها. الأهم من كل ذلك وصم هذا الجيش بأنه الجيش العائلي، كي يتقبل الناس قصفه وتدميره، ولاحقاً سمي بجيش الحوثي لتحقيق الهدف نفسه، وهو تحقيره والحط من قدره كي لا يبدي الناس أي أسف على قصفه. مع ملاحظة أن هيكلة الجيش هدفت إلى إخراجه من الجاهزية وكشفه أمام من كان يتآمر عليه، ولا تنسى أن مجمل بنك الأهداف كان معتمداً على المعلومات التي تم تسريبها أثناء الهيكلة.


كنت متهماً من قبل «أنصار الله» بالخيانة، واليوم تنتقدك شخصيات مقربة من «الشرعية» بعد هجومك على «عاصفة الحزم»، برأيك كيف يمكن للشخص أن يمارس قولاً وفعلاً أدوار ومواقف تتسم بـ«الوطنية» في مثل هكذا ظرف؟
عارضت حروب الحوثي في الداخل، وعارضت الانقلاب على سلطة هادي، وعارضت الحرب العربية الخليجية على اليمن. وأعارض وبشدة هادي وحكومته الآن، وأعتقد أنهم أسوأ فريق حكومي مر على الذاكرة اليمنية والأكثر فساداً على الإطلاق.


إذاً أنت مع من؟
من العيب أن أكون مع أحد، وأعوذ بالله أن أكون مع أحد. أنا من هذا الشعب المغلوب على أمره، أزعم أنني أتحدث باسم المساكين والمشردين والجوعى. خلقت حراً، أختار مواقفي وأتحدث عن قناعتي ولست مديناً لأحد. أكون معك صريحاً، عرضت علي المناصب والأموال مقابل أن أكون مع الحرب على اليمن، رفضت ذلك بشدة. وكان بإمكاني أن أكون في الرياض الآن وأنعم بخيراتها. الأحرار لا يمكن أن يكونوا عبيداً عند أحد، أو أبواقا لأحد. عباس المساوى الذي رفض الحوثي القاتل لا يمكن أن يصفق للسعودي القاتل أيضاً.


لا شك أن الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها أثرت على مجريات الأحداث في اليمن، أنت وبعد حديثك الأخير في قناة «الجزيرة» وهجومك على «عاصفة الحزم»

 

 تساءل البعض لماذا لم تهاجم قطر وهي أيضاً كانت مشاركة في الحرب؟ 
على العكس، كررت كثيراً عبارة «دول الخليج» في معرض حديثي عن الحرب، لم أستثن أحداً. وكان لي موقف سلبي من قطر أيام ما سمي بـ«الثورة»، وتجدد موقفي السلبي منها في أكثر من مناسبة بسبب مشاركتها في الحرب على اليمن.


كنت دبلوماسياً في السفارة اليمنية بدولة الإمارات قبل أن تنتقل إلى بيروت، من وجهة نظرك هل تعتبر الإمارات احتجاز السفير أحمد علي عبد الله صالح في أراضيها ورقة ضغط سياسية تمارسها على أطراف النزاع المسلح في اليمن؟ 
بتصوري إن أحمد علي استخدم كورقة مساومة، ومصدر معلومة عسكرية، وأعتقد أنه قد تعرض للتحقيق المكثف وربما التعذيب، بغرض معرفة أماكن تخزين الأسلحة، والمواقع الحساسة للحرس الجمهوري، وأماكن انتشاره. ثانياً، أعتقد أن دول «التحالف» سوف تستخدمه لاحقاً كوصفة لحل سياسي يأتي من قبلها، إن تعذر ذلك سيكون خليفة حفتر اليمن.


تثير بعض آرائك بخصوص الوحدة اليمنية انزعاج قيادات الحراك الجنوبي، ومؤخراً أعلن عن تأسيس المجلس الجنوبي الانتقالي، برأيك إلى متى سيصمد المجلس الجنوبي أمام معارضيه؟
 تحدثت كثيراً في هذا الأمر. لكن علينا الإعتراف أن اليمن قد انسلخ وفتت ويحتاج إلى معجزة لإعادته إلى سابق عهده، ونحن لسنا في زمن المعجزات، ولسنا أمام رجال يصنعون الأحداث العظام. أقولها لك بألم وحسرة: إنتهى «يمن الوحدة»، وأعتقد أننا سنعجز أن نلم أجزاء الشمال، وسيعجز الجنوبيون والخليج عن إدارة الجنوب، وسنكون أمام أحداث تشبه إلى حد كبير أحداث يناير من العام 1986. وبتصوري إن الجنوب لن يبقى على صيغته الحالية أو مكونات ما قبل الوحدة، بل سيخضع لحالة بتر وتقسيم وتجزئة. وسيكون مسرحاً لصراعات إقليمية ودولية، كما الشمال الذي لن يعود كما كان. وجود الحوثي بأسلوبه وطريقته فرصة تقسيم وليس وصفة وحدة. خاصة أن حدود إيمانه باليمن لا يتعدى حدود أربع محافظات، وحدود إيمانه باليمني لا يتجاوز حدود من لا يؤمن بصرخته.


ما سبب تواجدك في الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الظروف؟
أنا متواجد في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أربع سنوات. وحاصل على حق اللجوء السياسي، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه هذه الحرب في اليمن ويعم السلام حينها سأكون من أول العائدين إن شاء الله.
من خلال تواصلك مع وسائل إعلام أمريكية، كيف ينظر الأمريكيون إلى ما يحدث في اليمن؟ 
أكون معك صادقاً، الإعلام الأمريكي أكثر حيوية ومصداقية من الإعلام اليمني في ذكر الأحداث. والمجتمع الأمريكي أكثر تألماً على أحوال اليمن من بعض اليمنيين، وربما تستغرب أن حجم المعارضين للحرب في أمريكا يفوق بكثير حجمهم في اليمن، وهذه من المفارقات العجيبة.


كلمة أخيرة؟
إن كان لي من كلمة أخيرة: التاريخ لن يرحم أحداً، «وقفوهم إنهم مسؤولون»... صدق الله العظيم.

 *العربي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
بالفيديو : شاب يمني يقلد ابو حنظله بشكل مضحك
وكيل قطاع الحج يستقبل أولى طلائع الحجاج اليمنيين لموسم ١٤٣٨هـ
الكلاب تنتشر ومخزون الصحة من لقاح داء الكلب ينتهي
10.3مليون دولار مساعدات مالية مقدمة من بريطانيا لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن  
افتتاح مصنع الأكسجين ومشروع توسعة الحضانات الداخلية بمستشفى السبعين بصنعاء