إلى كم وصل عدد المتسولين في اليمن منذ بدء الحرب؟
الأحد 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للإعلام – متابعات
عدد القراءات (2291)

المتسولين في اليمن

تعتبر ظاهرة التسوّل من أكثر الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تنامت وبرزت بقوة مع دخول الحرب في اليمن عامهما الثالث ، حتى أنها غدت من الأمور المقلقة عند المجتمع وذلك لزيادة عدد المتسولين بشكل مهول وانتشارهم في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية فتجدهم في الشوارع والميادين العامة وعلى طول الطرق الممتدة برا،وفي المساجد وحتى في المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة وفي قاعات ومخيمات المناسبات الاجتماعية .


اكاديمون توقعوا إرتفاع أعداد المتسولين الى أكثر من 90الف شخص بسبب موجات النزوح وتفشي البطالة وانقطاع المرتبات عن موظفي الدولة وانقطاع مصادر الدخل لدى غالبية الآسر اليمنية،تلك التوقعات تمثل ثلاثة أضعاف أخر الإحصائيات العلمية الصادرة عن أكاديميين بجامعة صنعاء قبل وقوع الحرب في 21مارس2014م،والتي قدرت عدد المتسولين إلى نحو 30 ألف طفل وطفلة دون سن الـ18، ولا يشمل هذا العدد كبار السن من الذكور والإناث الذين خرجوا للتسوّل تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع.

الدكتوره أمل عبدالاله ، المهتمة في القضايا السكانية تقول “أن تزايد عدد المتسولين في اليمن يندر بكارثة خطيرة حيث ان تلك الظاهرة تعزز من مخاوف وقوع مجاعة جماعية  “

 

‘‘فقر وبؤس‘‘
ويختزل واقع الطفل وليد فرحان ذو الثانية عشر عاماً، جزء كبير من قضية تزايد عدد المتسولين في اليمن ،فـ”وليد ” قبل الحرب كان يمارس حقه في التعليم ويتواجد في الفصل الدراسي بمدرسة الموشكي بحي مذبح جنوب صنعاء ،ولكن بعد أن وجد وليد عائلته غير قادرة على الاستمرار في الحياة بإسلوب المعيشة التي تعودوا عليه اضطر للبحث على مهنة تساعده في توفير لقمة العيش وتوفير جزءا من إيجار المنزل الذي يسكنوا فيه ، يقول وليد ” عائلتي مكونة من سبعة أفراد أنا أكبر إخوتي ،كنا نعيش مستوري الحال و كان أبي يعمل بائعا متجولا يبيع الفواكه بعربيتة الصغيرة لكنه من بعد أن أصيب بجلطة في الدماغ قبل عام ،سببت له الجلطة شلل نصفي جعلته لم يعد قادراً على العمل وأصبح بحاجة إلى أدوية وجلسات علاجية دائمة، تراكمت علينا إيجارات المنزل الذي نسكن فيه وطالبنا صاحب المنزل إخلاء الشقة والخروج منها وتسديد ماعلينا من ايجارات”
ويضيف الطفل وليد: “ توقفت عن الدراسة وحاولت أن أبيع الفواكه كما كان يعمل أبي وذات يوم وأنا في شارع الستين تهجم عليا أشخاص وسرقوا مني العربية والفواكه التي كانت بداخلها وخسرنا كل ما لدينا ،سعيت جاهدا ليلا نهارا في البحث عن عمل ولم أجد ، وأطريت أن أشحت حتى أجد ما يسد رمق أسرتي” 
ويشكو وليد بحسرة من أنه لا يجني الكثير من المال كون أغلب الناس الذي يمد لهم يده طالباً مساعدته غير قادرين على مساعدته الا بمبالغ قليلة لا تتعدى الخمسين ريالا في أغلب الأوقات .

 

‘‘عجز و تنصل‘‘
وتوقفت معظم المساعدات التي كانت تقدمها الحكومة اليمنية للفقراء والمعوزين ولم تعد الحكومة اليوم قادرة على إضافة أعداد جديدة من الفقراء في كشوفات المحتاجين للمساعدات في صندوق الرعاية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، فهي أصلا لم تعد قادرة على دفع المرتبات الضئيلة التي كانت تصرف للمساكين في إطار صندوق الرعاية الاجتماعية وفي هذا السياق يقول محمد الغنامي ،مدير صندوق الرعاية الاجتماعية بمديرية التحرير أحدى مديريات أمانة العاصمة أن ” صندوق الرعاية الاجتماعية يعاني من صعوبات في توفير المعونات والمساعدات المالية التي كانت تصرف للفقراء والمعوزين قبل بدء الحرب، واليوم بالكاد يساهم الصندوق بالتنسيق مع منظمات ومشاريع محلية وعالمية كمشروع التغذية المدرسية وغيره ، بتوفير سلال غذائية على الفقراء التي لم تصرف لهم مساعدات مالية نقدية ” ويضيف الغنامي ” مؤخراً ساهمت منظمات دولية في صرف جزء يسير من المرتبات المتأخرة التي كانت مقررة للفقراء والمساكين بموجب القانون ونحن متفائلون أن يستمر مثل هكذا دعم في قادم الأيام “

 

‘‘عصابات الشحاذة ‘‘

حالات أخرى تـشحت في الشوارع منذ ما قبل الحرب بسنين عديدة ، لتصبح الشحاذة لديهم مهنة يومية ،دون أن يفكروا يوما بطلب الرزق عبر وسائل مشروعة ، أولئك الصنف من البشر أستبعد منهم الحياء وأصبحوا يمارسون أساليبهم المخادعة بحق المجتمع ، مستغلين غياب الاجهزة الضبطية والرقابية فمركز مكافحة التسول الذي أنشىء في عام 1999 لوضع حد لهذه الظاهرة ولجمع المتسولين من كافة أرجاء أمانة العاصمة صنعاء لتأهيلهم ورعايتهم، لم يعد يمارس مهامه كما كان في السابق ، بالاظافة الى انشغال المنظمات المحلية والدولية بقضايا ومشكلات يرون أنها ذات أهمية أكبر من تزايد عصابات الشحاذة التي تستغل الاطفال وصغار السن في أغراض غير مشروعة .
ويرى الدكتوره عبدالجبار ردمان أستاذ علم الاجتماع والخبير في القضايا المجتمعية : ” أن غياب عمل منظمات ومجالس حكومية كالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في صنعاء ومنظمة اليونسيف، شجع العصابات المتخصصة بخداع الناس عن طريق الشحت الى تزايد عدد الشحاتين وبالذات صغار السن القادمين من الريف “
ويشير ردمان” إلى أهمية التوعية بين أوساط أرباب الاسر ساكني العشوائيات ومخيمات النزوح من ضرورة الانتباه لابنائهم ومراقبة تحركاتهم وتجريمهم لظاهرة التسول كونها تضر المجتمع فكسب المال بسهولة وباستخدام مختلف الحيل، بما في ذلك الأطفال المعاقون والمصابون بأمراض مختلفة مثل الاختلالات العقلية، وإدعاء البعض المرض لتحريك مشاعر الرحمة في الآخرين محرم شرعا وغير مقبول في اوساط المجتمع “
ويتابع ردمان حديثه “لاشك أن ظروف الحرب أباحات أشكاليات كثيرة وأن الفقر فاقم من تزايد ظاهرة التسول لذا يحب إيقاف الحرب حتى لاتنهار القيم المجتمعية عند اليمنيين .”

*الحديده نيوز


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
تدهور حاد في قطاع الخدمات الطبية باليمن
مكتب الشؤون الإنسانية لا يستبعد حدوث مجاعة الآن في بعض مناطق اليمن
الصليب الأحمر: إغلاق حدود اليمن يعطّل أنظمة المياه ويزيد خطر الكوليرا
الأرصاد يتوقع استمرار التدني في درجات الحرارة وتكون الصقيع
3 بلدان عربية من أكثر الدول خطرا على السياح عالميا