خبير في الشؤون الإيرانية: عودة العقوبات الأمريكية ضد طهران ستستفيد منها المعارضة المتشددة
الخميس 28 يونيو-حزيران 2018 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (581)

  

أشار الخبير في شؤون إيران البروفيسور فلاديمير ساجين إلى أن عودة العقوبات ضد إيران قد تستفيد منها المعارضة المتشددة، مشيرا إلى استياء الإيرانيين من تمويل طهران لبعض الدول العربية.

وأشار الخبير في المقابلة مع قناة RT الناطقة بالعربية، تعليقا على الاحتجاجات في إيران وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إلى هتافات المحتجين المطالبة بإيقاف تمويل طهران لحلفائها في الدول العربية. ونوه ساجين بأن إيران لن تغير موقفها في هذا الشأن، وأن التمويل قد يزداد في المستقبل، قائلا:"نلاحظ منذ زمن قديم تذمرا كبيرا في المجتمع الإيراني بسبب تمويل طهران بعض القوى في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية في البلاد. ومثلا جرت في ديسمبر الماضي في طهران موجة من الاحتجاجات الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة حيث عبر المحتجون عن استيائهم من تمويل بلادهم لحزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين وضربوا مثالا بارزا بالزلزال الذي حدث في إيران قبل ذلك حيث أرسلت السلطات الإيرانية مساعدات إنسانية إلى سوريا، لكنها لم تساعد بالشكل المطلوب مواطنيها المشردين. واليوم نشاهد موجة جديدة من الاحتجاجات حيث تسمع هتافات مثل "الموت لفلسطين!" و"قدموا المساعدات لنا وليس لغزة!" و"اتركوا سوريا في حالها وتكلموا معنا!". المواطنون يدركون تماما كم هو حجم الأموال التي تصرفها طهران على نشاطاتها في الخارج".

واللافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استغل هذه الفرصة وخاطب الشعب الإيراني مشيرا إلى أن طهران صرفت 2.5 مليار دولار على حلفائها في الخارج من حزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين. وشدد ليبرمان على أن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني صرف 70 مليون دولار على العمليات العسكرية في سوريا خلال شهر واحد.

وذكر البروفيسور ساجين أن "الواقع هو أن الرئيس روحاني يواجهه معارضة قوية بما في ذلك من الحرس الثوري الإيراني الذي يقوم بعمليات عسكرية في سوريا، ولا تريد هذه القوى تقليص تأثيرها على الدول المجاورة، لا اقتصاديا ولا عسكريا أو سياسيا. أنا قرأت بعض المقالات التي تقول إن الزعيم الروحي خامنئي نفسه يخاف من الحرس الثوري. والحقيقة أن حكومة الرئيس روحاني لا تستطيع مراقبة التمويل العسكري لحلفاء إيران بشكل كامل. لا أتوقع انخفاض تمويل حلفاء إيران أو تغيير سياسة طهران، وفي حالة استقالة روحاني في يوم من الأيام سيزداد هذا التمويل والتأثير أيضا".

وقال الخبير تعليقا على الاحتجاجات في إيران "إن كل هذه الأحداث متعلقة بشكل مباشر بخروج واشنطن من خطة العمل المشتركة الشاملة (للاتفاق النووي) وباستئناف العقوبات الاقتصادية ضد طهران في 6 أغسطس من قبل واشنطن، مشددا على أن تجديد العقوبات سيكون ضربة موجهة للرئيس الإيراني حسن روحاني الذي ينتمي إلى القوى الليبرالية والإصلاحية، مع أن المعارضة الإسلامية المتشددة قد تستغل تدهور الأوضاع في البلاد لمصالحها".

وقال ساجين:"الرئيس روحاني جعل الاتفاق النووي أساسا لسياسته، السياسة الداخلية له ولفريقه تعتمد تماما على خطة العمل المشتركة الشاملة. ونتيجة قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية تهتز الأرض تحت قدمي الرئيس روحاني، وهذا الأمر أدى إلى المشاكل الاقتصادية والاحتجاجات. علاوة على ذلك، فهناك معارضة كبيرة من الإسلاميين المتشددين في إيران، وهي تعارض الرئيس الذي يعدّ ليبراليا وفق المعايير الإيرانية ويميل إلى الإصلاحات، لكن هذه القوى الراديكالية والقوية تريد أن تتغير سياسة الرئيس الحالي لكي تعود إلى وصايا زعيم الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني. اللافت أن تنشيط هذا الصراع الإيراني الداخلي كان من الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات الحالية التي حثت عليها المعارضة (الإسلامية المتشددة) الراغبة في إزالة روحاني من السلطة التنفيذية".

وأضاف " إن ما فعله الرئيس ترامب بخروج واشنطن من الصفقة النووية هو ضربة قوية ليس للنظام الإيراني المتشدد فحسب، ولكن للقوى الليبرالية والإصلاحية أيضا. هذه هدية للإسلاميين الراديكاليين في البلاد.لا أظن أنه في 7 أغسطس، يعني في اليوم التالي بعد استئناف نظام العقوبات، ستشهد إيران سقوط حكومة روحاني، لكن من الواضح أن شعبيته تزعزعت، ولست متأكدا بأنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية من جديد".

وتابع "لا أظن أن الزعيم الروحي علي خامنئي سيقرر إقالة الحكومة كلها لأنه سيعني ذلك زعزعة الاستقرار بشكل كامل في البلاد، لكنه سيتخذ بعض الإجراءات المركزة، ربما سيكون ذلك إقالة وزير أو وزيرين، وطبعا سيقوم بالبحث عن مسببي هذه الاحتجاجات. لعل ذلك سيخفف التوتر في المجتمع الإيراني. والرئيس الإيراني قال مؤخرا إن طهران تملك كل الإمكانيات لمواجهة العقوبات الأمريكية. اللافت أن إيران دولة كبيرة وقوية، وكل دعوات ترامب إلى خفض توريدات النفط الإيراني حتى الصفر أمر خيالي. وسأذكركم بالوضع في 2012-2015 حيث فرضت الدول الأوروبية والولايات المتحدة عقوبات على إيران، وكانت إحدى الدعوات دعوة وقف توريد النفط الإيراني، لكن شركاء إيران التقليديين مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان لم تفعل ذلك. أما توريد الطائرات من طراز بوينغ إلى إيران فهذه ضربة ملموسة للطيران الإيراني المدني، لكن هناك شركات أوروبية مثل "إيرباص"، ويمكن لطهران أن تختار الشركات الأوروبية".

المصدر: RT


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
بوتين: سحب قواتنا من سوريا مستمر
قمة بوتين-ترامب في هلسنكي 16 يوليو
ميركل: قضية الهجرة تهدد مصير الاتحاد الأوروبي
الدفاع الروسية: الجيش السوري يصد هجوما للنصرة على مواقع عسكرية جنوب البلاد
الدوحة تطالب بتعليق عضوية السعودية والإمارات في مجلس حقوق الإنسان