انباء عن خطف تنظيم “الدولة الاسلامية” 36 سيدة وطفلاً خلال هجوم الأسبوع الماضي على السويداء
الإثنين 30 يوليو-تموز 2018 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (682)

خطف تنظيم الدولة الاسلامية 36 مدنياً بين نساء وأطفال من محافظة السويداء في جنوب سوريا خلال الهجوم الذي شنه قبل خمسة أيام وأوقع أكثر من 250 قتيلاً، في اعتداء دموي هو الأكبر في منطقة ذات غالبية درزية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء هجوماً واسعاً تخللته عمليات انتحارية في محافظة السويداء. وبدأ هجومه بتفجير أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء، تزامناً مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها الشرقي قبل أن يشن هجوماً على تلك القرى وتدور فيها اشتباكات عنيفة لساعات.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن التنظيم “خطف 36 سيدة وطفلا أثناء هجومه الأربعاء، تمكنت أربع سيدات منهم من الفرار في وقت لاحق فيما عثر على جثتي اثنتين أخريين، احداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والأخرى مسنة” رجح أن تكون “توفيت جراء التعب خلال سيرها”.

وبالتالي، فإن 30 شخصاً ما زالوا محتجزين لدى التنظيم المتطرف، وفق المرصد الذي أكد أن مصير 17 رجلاً آخرين ما زال مجهولاً.

وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية للأنباء على موقعها الإلكتروني أن جميع المخطوفين من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، وهم “20 سيدة تراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، إضافة الى حوالى 16” طفلاً وطفلة.

ويتحدر معظم المخطوفين من عائلتين رئيسيتين في القرية المتاخمة للبادية السورية، حيث يتحصن الجهاديون.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجمات الأربعاء، التي طاولت الى جانب مدينة السويداء سبع قرى رئيسية في ريفها الشرقي، تمكن من السيطرة على ثلاث منها لساعات.

واندلعت في تلك القرى، حيث سقط العدد الأكبر من الضحايا وفق المرصد وناشطين محليين، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم ومسلحين محليين غالبيتهم من المدنيين الذين حملوا السلاح الى جانب قوات النظام للدفاع عن مناطقهم.

وأجبرت المعارك الجهاديين على التراجع إلى نقاط تواجدهم في بادية السويداء عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، بعدما خطفوا معهم هذا العدد من المدنيين من قرية الشبكي.

– مفاوضات –

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات أنباء محلية في السويداء شريط فيديو قالوا إن التنظيم المتطرف نشره، تظهر فيه سيدة برداء ووشاح أبيض، اعلنت فيه أنها لدى تنظيم الدولة الاسلامية بينما بدا وراءها في خلفية مظلمة عدد من السيدات وطفل على الأقل. ونقلت السيدة مطالب التنظيم مقابل الافراج عنهم تحت طائلة قتلهم.

ولم ينشر التنظيم على حساباته المعروفة على تطبيق تلغرام هذا الفيديو، الذي لا يمكن التحقق من صحته، لكن مدنيين وناشطين محليين تعرفوا الى السيدة وقالوا انها من قرية الشبكي وهي في عداد المفقودين.

وقال مدير شبكة “السويداء 24” الصحافي نور رضوان لفرانس برس من مدينة السويداء، إن “التنظيم يتواصل مع عائلات المخطوفات عبر الهاتف ويرسل الصور والفيديوهات لهم”، مشيراً الى أنه بعد ورود أول اتصال “بدأ مشايخ ورجال دين التفاوض معهم”.

ويطالب التنظيم وفق رضوان لقاء الافراج عن المخطوفين، قوات النظام “باطلاق سراح معتقلين للتنظيم، يتم التفاوض على عددهم، إضافة الى وقف حملة النظام على حوض اليرموك”، آخر جيب تحت سيطرة التنظيم في غرب محافظة درعا المجاورة ويتعرض لهجوم من قوات النظام بدعم روسي منذ نحو أسبوعين.

وقال مصدر محلي مواكب لقضية المخطوفين في السويداء رفض كشف اسمه لفرانس برس إن “المخطوفين كانوا لا يزالون حتى الأحد في البادية، ويتم التفاوض مع داعش من خلال مشايخ العقل”، في اشارة الى الرؤساء الدينيين للطائفة الدرزية.

– اطلاق نار وذبح –

وتمكن التنظيم وفق رضوان من “خطف دفعة أولى من المدنيين من منازلهم بعدما لم يلق مقاومة على غرار القرى المجاورة، كون أهلها بغالبيتهم من الفلاحين ولا يملكون أكثر من سلاح صيد. ثم اقتادهم شرقاً نحو البادية وفق شهادات الناجين منهم”.

واحتجز التنظيم كذلك نحو أربعين مدنياً آخرين داخل المجلس الديني للقرية، لكنه لم يتمكن من نقلهم الى البادية جراء وصول مقاتلين محليين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد التنظيم قبل القضاء على عدد منهم ودحر آخرين.

وأسفر الهجوم الأربعاء، وفق حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل أكثر من 250 شخصاً بينهم 139 مدنياً على الاقل، قضى أكثر من ستين منهم في الشبكي، بعدما عمد التنظيم خلال هجومه إلى اقتحام منازل المواطنين وإطلاق النار عليهم أو ذبحهم بالسكاكين.

ويعد هذا الاعتداء الأكبر الذي تتعرض له الأقلية الدرزية في سوريا والتي تشكل ثلاثة في المئة من إجمالي السكان قبل الحرب، كما أنه من بين هجمات التنظيم المتطرف الأكثر دموية في سوريا.

وتسيطر قوات النظام على كامل محافظة السويداء، معقل الدروز الأبرز في سوريا، فيما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطرافها الشمالية الشرقية.

وبعد طرده من مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، لا يزال التنظيم قادراً على التسلل من الجيوب والمناطق الصحراوية التي يتحصن فيها لتنفيذ هجمات دموية.

وخلال السنوات الماضية، شكلت الأقليات هدفاً للتنظيم خصوصاً المسيحيين الذين هجروا من بلدات عدة بينها مدينة القريتين في سوريا وقراقوش في الموصل العراقية.

وفي آب/اغسطس 2014، شنّ التنظيم هجوماً واسعاً على منطقة سنجار في العراق خطف خلاله آلاف النساء والفتيات الايزيديات. وفي شباط/فبراير 2015، خطف التنظيم المتطرف 220 مسيحياً اشوريا بينهم نساء وأطفال من محافظة الحسكة (شمال شرق).


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
لبنان.. تحذيرات من تفجيرات واغتيالات حال التأخر بتشكيل الحكومة
مصر تعلن عن مناورات رباعية في البحر الأحمر!
مشاورات سوتشي تنطلق لوضع اللبنة الأولى لدستور سوري جديد
طهران: المفاوضات مع الولايات المتحدة مستحيلة حاليا
الفلسطينية عهد التميمي بعد خروجها من السجن: المقاومة مستمرة