أميرة العقيق اليماني تخص المركز اليمني للإعلام بلقاء تتحدث فيه عن العقيق "حرفة ومنافسة و معوقات"
الأحد 26 أغسطس-آب 2018 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام- خاص
عدد القراءات (3030)

 

حاورها جمال الورد

لايزال العقيق اليماني محتفظاً بمكانته بين الأحجار الكريمة والنفيسة التي اشتهرت بها اليمن قديماً وحديثاً، محتلاً موقع الصدارة عليها في مختلف العصور، حيث أسهبت العديد من كتب التاريخ في وصفه وإبراز جماله وعظمته، وحيكت حوله الكثير من القصص والمعتقدات التي ترقى بعضها إلى مصاف الأسطورة.

ورغم اندثار الكثير من المصنوعات والمزروعات التي عرفت بها اليمن، إلا أن العقيق حافظ على مكانته كأبرز منتج يمني تقليدي لم تغيبه الحداثة، ومما ساعد على بقاء هذه الحرفة والرونق الأخاذ هو الاهتمام الذي يبديه الحرفيون العاملون في هذا المجال.

كانت لمراسل "المركز اليمني للإعلام" جولة في أحد أعرق أماكن الحرفيين في صنعاء "سمسرة النحاس" ليلتقي بموهبة فذة صنعت اسمها بعملها وتفانيها، فاستحقت لقب "أميرة العقيق اليماني"، كما لقبتها صحف وقنوات أجرت معها مقابلات سابقة، ليندهشوا بهذه الفتاة التي اقتحمت هذا المجال الذي ظل حكراً على الرجال، فكانت من بين القلائل إن لم تكن الوحيدة على مستوى الساحة اليمنية والجزيرة العربية التي تعمل في هذا المجال.

صفاء الفقيه، امتلكت من الإرادة ما يكفي لأن تكون أول حرفية في اليمن وأول فتاة لم يغرها بريق المجوهرات بقدر ما أغرتها الصخور التي تحولها "بيدين رقيقتين" من أحجار صماء جامدة إلى مجوهرات تنطق بالجمال والإبداع.

تقول صفاء، إنها منذ الصغر تحب العقيق اليماني والمرجان وكل الأحجار الكريمة، وهذا ولد عندها رغبة في التعرف على كيفية التفريق بين أصنافها وجودتها، وكيفية صقلها وإبرازها بهذا الجمال، لذا وجدت تشجيعاً ودعما كبيراً من والدها وإخوانها للتوجه للالتحاق بدورة تدريبية في مجال قطع وصقل وتركين وتلميع الاحجار الكريمة وشبه الكريمة اقيمت في الإدارة العامة للحرف والمشغولات اليدوية (دار الحمد) على يد خبراء هنود تعلمت على يدهم التركين وعمل القصات في الفصوص وهو عمل حديث، أما العمل التقليدي في الحرفة فهو تراثي يمني اشتهرت به اليمن منذ القدم، وتمكنت من اجتياز الدورة بامتياز، والتعرف على كل ما تحتاجه هذه المهنة من مهارات وما تمتلك من أسرار فنية وإبداعية، واستطاعت من خلال تلك الدورة صقل مهاراتها وترجمة حلمها المرتبط بالتراث اليمني الأصيل.

بالإضافة لتشجيع زملائها حيث تقول: إلى جانب تشجيع والدي واخواتي، لقيت أيضا تشجيعا من فريق عملي ابتداء من مدربي ومعلمي مجاهد الانسي ومدير المركز الأستاذ إسماعيل المهدي الذي اعمل فيه الذي كان نعم الأخ، ولا أنسى توجيهاته وآراءه الصائبة، وأيضا وكيلة القطاع سابقاً امه الملك الثور، وانتهاءً بوزير الثقافة (في حكومة صنعاء) الأستاذ عبدالله الكبسي، الذي له الفضل بعد الله في أكبر تشجيع لي في هذه الحرفة، واعتبره أيضا في مقام والدي.

وتقول صفاء، حكايتي مع الأحجار الكريمة والعقيق اليماني تبدأ بالتعرف عليها داخل المعمل وهي ما تزال في شكلها الطبيعي “حجر خام” وسرعان ما ارتبط بها وأبدأ بتدوين حكايتي معها ابتداءً بالتعرف عليها وانتهاء بتشكيلها وتحويلها إلى فص للزينة جاهز لتثبيته في الخاتم.

تتحدث صفاء بمرارة عن ما عانته خلال مسيرتها الحرفية ومن ذلك التلاعب الذي حصل بدرجتها الوظيفية أثناء فترة حكومة الوفاق الوطني في اليمن، وتقول: لقد باعوا درجتي الوظيفية مرتين، ولكني لم أيأس وما زلت مستمرة وبإصرار أكبر، فالعقيق اليماني والأحجار الكريمة عنوان من عناوين حضارتنا اليمنية وإرثنا التاريخي، ولذا أشعر أنني أقدم خدمة مجتمعية وأخلاقيه ووطنية تجاه هذا الإرث الجميل.

وعندما سألناها عن العقبات والصعوبات التي تواجه عملها في سمسرة النحاس التي تعتبر أول مركز للحرف والمشغولات اليدوية، قالت: في الحقيقة نحن نشكل أسرة عمل متفانية ومتساعدة، فنحن في بداية الأمر لم يكن لدينا معمل وحينها قرر المدير أن يأتي بآلته الخاصة وكذلك أحد الزملاء، ثم بعد ذلك قدم وزير الثقافة (في حكومة صنعاء) عبدالله الكبسي خدمة جليلة ودعما كبيرا عندما أمر برفدنا بإحدى الآلات مع كافة مستلزماتها من "دار الحمد"، ولكن المهنة تعاني من المنافسة التجارية بسبب استيراد الخواتم الصينية التي تأتي على شكل العقيق بمختلف الألوان وتباع بأسعار زهيدة، ولذا نتطلع لقرار حكومي يمنع استيرادها لما لها من أثر على كساد حرفة العقيق اليماني الأصلي، وهناك دول منعت استيراد أي منتج يؤثر على منتجاتها الحرفية مثل "سلطنة عمان" التي منعت استيراد أي سلعة تؤثر على منتج حرفي أصيل.

وفي نهاية اللقاء أكدت صفاء أنها تتطلع لنقل الحرفة وتعليمها كل من له رغبة في هذا المجال.

وأكدت أنها تتأمل خيراً في قيادة القطاع والإدارة العامة للنهوض بالحرف اليدوية وإحياء نشاط المركز الوطني للحرف والمشغولات اليدوية "سمسرة النحاس"، وذلك من خلال ما انتهجه الأستاذ عبدالله الكبسي وزير الثقافة (في حكومة صنعاء) في رفد المركز بالالات والمعدات والامكانات والدعم المعنوي ليقوم المركز بدوره المناط به، خاصة في ظل هذا الوضع، ليستعيد المركز نشاطه في إقامة الدورات التدريبية والتأهيلية للشباب من الجنسين لإدماجهم ضمن برامجها واكسابهم حرفة وكسب دخل مالي يساعدهم في اعالة اسرهم، والحد من البطالة والحفاظ على الموروث التراثي والحضاري للوطن.

وفي الختام توجهت صفاء لموقع "المركز اليمني للإعلام" بالشكر والعرفان لاهتمامه في إبراز هذه الحرفة وتسليط الضوء عليها إعلاميا، كما توجهت بالشكر لكل من وقف ويقف إلى جانبها في مجال عملها ويحرص على تطويرها في هذه الحرفة ولكل من يساندونها في دراستها وعملها..


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
عدن: مدير مستشفى الأمراض النفسية يشكو من التجاهل الحكومي
موجه نزوح مهولة للصحفيين اليمنيين
مريم السقاف .. يمنية تحت قبة البرلمان الهولندي
اليمن: الحرب تفاقم الازمة الانسانية وتؤدي إلى كارثة
تقرير أممي: السعودية والإمارات تمولان مليشيات باليمن