أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أن بلاده لن تطلب الأذن من أحد لشراء أنظمة الدفاع الصاروخي إس-400 روسية الصنع.

وقال أردوغان في منتدى الأعمال التركي القرغيزي، المنعقد في عاصمة قرغيزستان، بيشكك: "لقد وقعنا مع روسيا صفقة بشأن إس-400، وهذا لم يعجب البعض، المعذرة، ولكن نحن لن نطلب الإذن من أحد للسماح في إشارة إلى المعارضة الأمريكية على هذه الصفقة".

كان الرئيس أردوغان قال الجمعة إن بلاده تحتاج إلى أنظمة الدفاع الصاروخي إس-400 روسية الصنع وستشتريها في أسرع وقت ممكن بالرغم من الضغوط الأمريكية لإفشال هذه الصفقة.

ووقعت أنقرة وموسكو في ديسمبر 2017، على اتفاقية القرض بين البلدين، وستشتري بموجب الاتفاقية أنقرة بطاريتين "إس-400" لإدخالهما في الخدمة.

وانتقدت الولايات المتحدة وشركاء في الحلف الاطلسي الناتو الغربيون مراراً وتكراراً تركيا من أجل هذه الصفقة، وتردد أن الكونغرس الأمريكي ينوي إيقاف تسليم طائرات "إف-35" للشريك التركي المقرر بسبب خطط أنقرة شراء "إس-400".

وتعد "إس-400 تريومف” أحدث منظومة دفاع جوية بعيدة المدى، ومصممة من أجل تدمير الطيران والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، بما في ذلك متوسطة المدى، وكذلك يمكن استخدامها ضد الأهداف الأرضية، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، وهي قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتر.

إلى ذلك اعتبر أردوغان إن الغاية من التلاعب بأسعار صرف العملات الأجنبية في بلاده هي إثارة الشكوك حول الاقتصاد التركي القوي والمتين، مؤكدا أن مؤسسات التصنيف الإئتماني العالمي مسيّسة ولا تتحلى بالصدق.

وأشار أردوغان في كلمته التي ألقاها في المنتدى في قرغيزستان، إلى أن الحروب التجارية والسياسات الحمائية تفرض وضع استراتيجيات جديدة.. مشدداً على ضرورة وضع حد وبشكل تدريجي لهيمنة الدولار من خلال التعامل بالعملات المحلية.

وأوضح "أصبح ارتباط التجارة العالمية على وجه الخصوص بالدولار مشكلة كبيرة يوماً بعد يوم"، مبيناَ أن البلدان والشركات والتجار يضطرون لمواجهة المصاعب التي يفرضها الارتباط بالدولار وضغوط أسعار الصرف، علاوة على المصاعب الناجمة عن طبيعة التجارة نفسها.

ولفت الرئيس التركي إلى أن النظام القائم على ادعاء "تسهيل التجارة" آخذ في التحول إلى عائق كبير أمام التجارة الحرة العالمية، مؤكداً أن البلدان الصاعدة تعاني من هذه المشكلة، وأن أكبر مثال على ذلك هو الهجمات الاقتصادية التي تعرضت لها تركيا في الأسابيع الأخيرة.

وتابع قائلًا: "كل الخطوات التي تقدم عليها مؤسسات التصنيف الائتماني العالمي مسيسة، فهي مؤسسات لا تتحلى بالأمانة والصدق، بل هي محتالة فلا تصدقوها".

وأكد عزم تركيا على التخلي عن اعتماد الدولار في مبادلاتها التجارية مع روسيا، خصوصاً أن الولايات المتحدة تتصرف مثل "ذئب ضارٍ" حد وصفه.

وخاطب اردوغان رجال أعمال أثناء زيارة قرغيزستان قائلاً: "إن أمريكا تتصرف مثل ذئب متوحش، لا تصدقوها".. مشيراً إلى ان تركيا بصدد التفاوض مع روسيا بشأن الاستغناء عن الدولار في مبادلاتهما التجارية وذلك رداً على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، على خلفية استمرار احتجاز ومحاكمة القس الأمريكي أندرو برونسون بتهم تتعلق بالإرهاب في غرب تركيا، وبسببه فرضت واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين وردت تركيا بالمثل. كما تبادلت الدولتان فرض رسوم جمركية على بعض واردات كل منهما.

وفقدت العملة التركية "الليرة" نحو ثلث قيمتها منذ بداية العام الحالي بفعل مخاوف بشأن نفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم، بالإضافة إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.