أعلنت وزارة الصحة الليبية، مساء الأحد، أن حصيلة قتلى الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس على مدى شهر بلغت نحو 115 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون وإصابة 383 آخرين.

وقالت مدير قسم الإعلام في وزارة الصحة وداد أبو النيران لرويترز: "حصيلة القتلى الاشتباكات التي بدأت يوم 26 أغسطس الماضي يمكن أن ترتفع لوجود حالات حرجة واستمرار القتال".

وتشهد العاصمة طرابلس منذ قرابة الشهر، اشتباكات عنيفة بين اللواء السابع من بلدة ترهونة الواقعة على بعد 65 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس من جهة، وكتيبة ثوار طرابلس وكتيبة النواصي وهما أكبر جماعتين مسلحتين في العاصمة من جهة أخرى. وخلف القتال عشرات القتلى ومئات الجرحى، كما تشهد العاصمة حالة انفلات أمني غير مسبوق نتيجة هذه الاشتباكات.

وتدير حكومة، مدعومة من الأمم المتحدة وجماعات مسلحة، طرابلس وغرب ليبيا أما شرق ليبيا فتسيطر عليه حكومة منافسة. ويشهد البلد حالة من الانقسام منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وشن اللواء السابع وجماعات أخرى من خارج طرابلس هجوما على العاصمة في أواخر أغسطس وسط حالة من الغضب بشأن تقارير عن الثروة والسلطة ونمط الحياة المترف لبعض قادة الجماعات المسلحة في طرابلس.

وعند خط الجبهة في منطقتي وادي الربيع وفاطمة الزهراء السكنيتين لا تزال المنازل المهدمة والمركبات المحترقة والمتاجر المدمرة والشوارع المهجورة شاهدة على شدة القتال.

ويأتي تجدد المعارك رغم قرار وقف إطلاق النار الذي أبرم في الرابع من سبتمبر الجاري ، برعاية الأمم المتحدة بين الفصائل المتحاربة في العاصمة طرابلس.

وتجوب المنطقة جماعات مسلحة محسوبة على حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة داخل مركبات مدرعة وعلى ظهر شاحنات صغيرة محملة بمدافع مضادة للطائرات.

وأثر القتال على معظم محطات توليد الكهرباء في طرابلس وأصاب المطار الرئيسي في العاصمة بالشلل.

وزاد التوتر بعد إعلان تحالف من عدة جماعات مسلحة من بينها مجلس مصراتة العسكري ، أمس السبت وقوفه إلى جانب اللواء السابع في القتال مؤكدا رفضه لحكم الجماعات المسلحة داخل طرابلس.

وتسببت الحرب المستعرة في ليبيا، منذ سقوط نظام الرئيس معمر القذافي عام 2011 ، بين المليشيات المسلحة من أجل السيطرة على طرابلس في مقتل مئات الآلاف، وتشريد الآلاف داخل ليبيا ، وفرار أمثالهم إلى الخارج.