أثار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قلقاً عالمياً خاصة بعد أن ذكرت مصادر تركية مطلع الأسبوع أن السلطات تعتقد بأنه قتل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
إذ دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو السعودية إلى دعم إجراء "تحقيق شامل معمق وشفاف " بشأن اختفاء خاشقجي.
و قال بومبيو في بيان له "ندعو حكومة السعودية لدعم تحقيق معمق حول اختفاء خاشقجي ولتكون شفافة بشأن نتائج هذا التحقيق".
وأضاف "لقد رأينا تقارير متضاربة حول سلامة ومكان وجود الصحفي السعودي البارز والمساهم بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي".
وأشار بومبيو إلى أن كبار مسؤولي وزارته تحدثوا مع السعودية عبر القنوات الدبلوماسية عن هذا الشأن.
و طلبت فرنسا الاثنين ، توضيحات حول مصير جمال خاشقجي "في أسرع وقت ممكن" بعد اختفائه في ظروف غامضة إثر دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول منذ الثاني من أكتوبر وسط ترجيحات بقتله داخلها، وهو معروف بانتقاده لبعض قرارات ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون در موهل إن "فرنسا قلقة لاختفاء جمال خاشقجي الشخصية السعودية المعروفة والمحترمة".
وتابعت في الندوة الصحفية الإلكترونية اليومية للخارجية، "نتمنى توضيح وضعه في أسرع وقت ممكن".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض تعليقاً على اختفاء خاشقجي "أشعر بالقلق هناك تداول لروايات سيئة. أنا لا أحب سماع ذلك".
وأضاف : " أتمني أن تحل هذه المسألة من نفسها. الآن لا أحد يعرف أي شيء ".
وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إنه يشعر "باضطراب عميق" بشأن التقارير الإعلامية المتصلة بمصير خاشقجي.
وكتب بنس في تغريدة "اذا كان ذلك صحيحاً، فهذا يوم مأساوي. العنف ضد الصحافيين في جميع أنحاء العالم هو تهديد لحرية الصحافة وحقوق الإنسان. العالم الحرّ يستحق الحصول على إجابات".
من جهته حذّر السناتور الأمريكي ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترامب، السعودية الإثنين من أنه إذا تأكّد اغتيال الصحافي السعودي، فإنّ العواقب ستكون "مدمّرة" على العلاقات بين الرياض وواشنطن. واعتبر أنّ على السعودية تقديم "إجابات صادقة".
المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين سموأل، أكد أن حكومة بلاده تعمل على التحقق من الوقائع التي تحيط بحادثة اختفاء خاشقجي.
وقال سموأل لـ CNN بالعربية عن القضية: "هذه مزاعم خطيرة جدا. نحن على دراية بما ورد أخيرا في التقارير الإعلامية، ونعمل عاجلا – بما في ذلك مع الحكومة السعودية - للتحقق من الوقائع".
وأضاف أن بريطانيا "تتطلع قُدُما للاطلاع على نتائج التحقيق الذي تجريه تركيا".
والإثنين طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، القنصلية السعودية في إسطنبول، بإثبات مغادرة الصحفي السعودي مقرها ، وتقديم تسجيلات مصورة تؤكد ذلك.
وخاشقجي وجه مألوف في البرامج الحوارية السياسية على القنوات الفضائية العربية وكان في وقت من الأوقات مستشارا للأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا سابقا.
و ذكرت محطة (إن.تي.في) التلفزيونية يوم الاثنين أن تركيا طلبت السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال مسؤول تركي إن تركيا استدعت السفير السعودي في أنقرة إلى وزارة الخارجية مرة أخرى أمس أول الأحد وأبلغته أنها " تتوقع تنسيقاً كاملاً في عملية التحقيق " .
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية صورة للصحفي السعودي جمال خاشقجي وهو يهم بالدخول لقنصلية بلاده في اسطنبول الثلاثاء الماضي.
وحسب الصورة المنشورة التي التقطتها كاميرا خارج المبنى، فقد هم خاشقجي –الذي كان يرتدي بدلة سواء- بالدخول لمبنى القنصلية السعودية عند الساعة الواحدة ظهرا و14 دقيقة، فيما شخص واقفا أمام الباب لم تحدد هويته.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على الصورة من شخص مقرب من التحقيق من دون إبداء مزيد من التفاصيل.
وقالت إن الشرطة التركية استجوبت الاثنين للمرة الثانية خطيبة الصحفي السعودي خديجة جنكيز التي قالت إن المحققين أخذوا بعضا من ملابسه وأغراضه الشخصية لإجراء اختبارات الحمض النووي عليها.
وأكدت خديجة جنكيز للشرطة في الاستجواب الأول -حيث قُدمت لها صورة يظهر فيها شخص يهم بالدخول لمبنى القنصلية- أن خطيبها هو من يظهر في الصورة التي التقطتها الكاميرا.
وفي مقابلة مع الصحيفة الأمريكية كشفت خطيبة خاشقجي أنه كان متوجسا من الذهاب إلى القنصلية قبل أسبوع، وقال لها "لربما سيكون من الأفضل عدم الذهاب"، وأضافت أنه "كان قلقا من أن شيئا ما قد يحدث" لكنه غير رأيه لاحقا وقرر الذهاب.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السعوديين في القنصلية رفضوا طلبها إجراء استجواب معهم بخصوص الموضوع.
وكانت صحيفة غارديان البريطانية نقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصل إليها المحققون التابعون للشرطة والمخابرات التركية.
وذكرت الصحيفة أن المحققين عكفوا على مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة، كما تحدثوا مع مخبرين داخل القنصلية السعودية.
وأوضحت غارديان أن المحققين حللوا تسجيلات خمسة أيام من كاميرات المراقبة التي صورت كل الداخلين والخارجين عبر بوابتي القنصلية السعودية.
وأضافت أن المحققين لاحظوا في تلك التسجيلات رجالا من داخل المبنى ينقلون صناديق إلى سيارة سوداء خلال الساعات التي أعقبت اختفاء خاشقجي.
وقصد الصحفي السعودي قنصلية بلاده لإجراء معاملات شخصية، لكنه لم يخرج منها منذ ذلك الحين، وفق تصريحات المسؤولين الأتراك وخطيبته التي كانت تنتظره خارج القنصلية، وتنفي السلطات السعودية مسؤوليتها عن اختفائه ، مؤكدة أنه زار القنصلية ولكنه غادرها بعد ذلك .