أطلق سراح مجموعة من المتظاهرين من بينهم رجل دين، اعتقلوا أواخر الأسبوع الماضي أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات التي انطلقت غاضبة في البصرة، أغنى مدن العراق نفطيا، في أقصى الجنوب، ضد البطالة والفقر وسوء الخدمات والمياه السامة.

وأعلن رئيس مجلس عشائر البصرة، الشيخ رائد الفريجي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأحد، 9 كانون الأول/ديسمبر، إطلاق سراح جميع المتظاهرين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي خرجت في أقصى جنوب العراق ضد عدم تلبية المطالب.
وأوضح الفريجي، أن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم قبل نحو يومين، وعددهم تسعة أشخاص، من بينهم رجل دين معمم في مركز محافظة البصرة، أطلق سراحهم بكفالات مالية على مدى الساعات القليلة الماضية.

ونوه الفريجي، إلى أن تجدد التظاهرات في البصرة، جاءت مع غليان الشارع إثر تسويف المطالب وعدم تلبيتها، من قبل الجهات المعنية.

وأكد الشيخ، رئيس مجلس عشائر البصرة، أن التظاهرات خرجت في مركز المدينة، ومنطقة الهوير، والأقضية والنواحي، بأعداد كبيرة وسط تشدد أمني.

تجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيا جنوبي العراق، عدة مرات منذ منتصف العام الجاري، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب عشرات الآلاف من المواطنين.

وانطلقت حملات لناشطين من البصرة، الواقعة أقصى الجنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر، وانستغرام"، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر.

أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، لـ"سبوتنيك"، الجمعة 31 أغسطس/ آب الماضي، تزايد حالات التسمم من المياه في محافظة البصرة الغنية بالنفط، محذرة من كوارث بشرية مستقبلا نتيجة ذلك.

وأوضح عضو المفوضية، علي البياتي، في تصريح لمراسلنا، أن حالات التسمم في البصرة، في تزايد، لأنه لم يتم تصفية المياه وتنقيتها، وما زال المواطنون يحصلون على المياه من صهاريج، كانت تستخدم لنقل مياه الصرف الصحي.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء 29 أغسطس/ آب الماضي، ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي، جراء تلوث المياه في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.