أعربت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ بصنعاء عن "استيائها" من تصريحات السفير الأمريكي لدى اليمن، التي اتهم فيها الحوثيين بالمماطلة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم المبرم بين الجماعة وحكومة "هادي" في السويد أواخر العام الماضي.

وقال سفير واشنطن في اليمن ماثيو تولر في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس في مدينة عدن إن الولايات المتحدة تشعر بإحباط بالغ لما تراه من تأخير ومماطلة من جانب الحوثيين في تنفيذ ما اتفقوا عليه في السويد، لكن لدي ثقة كبيرة في مبعوث الأمم المتحدة وفيما يقوم به".

وأبرم طرفا الصراع اتفاقاً في ختام مشاورات السويد، يقضي بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غربي اليمن وإعادة انتشار قواتهما من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف الحوثيين الحصار عن مدينة تعز جنوب غربي البلاد.

لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.

وقالت وزارة خارجية حكومة صنعاء على لسان مصدر مسؤول "إن هذه التصريحات تهدف إلى عرقلة أي تقدم في مسار التسوية، وتمهد لإفشال اتفاق السويد واستئناف التصعيد العسكري" حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء.

وأضاف السفير الأمريكي: "نحن مستعدون للعمل مع آخرين كي نحاول تنفيذ هذه الاتفاقات، ونرى ما إذا كان بوسع الحوثيين في الواقع إبداء نضج سياسي والبدء في خدمة مصالح اليمن بدلا من العمل بالنيابة عمن يسعون لإضعاف وتدمير اليمن".

وزعم المصدر المسؤول أن تصريحات تولر تهدف أيضاً إلى التغطية على تعنت حكومة "هادي" وتشجيعها على المضي في التنصل من تنفيذ استحقاقات السلام، مضيفاً "وتأتي (التصريحات) في إطار دعم الإدارة الأمريكية اللامحدود للرياض وتوجهها العدائي ضد الشعب اليمني"، على حد تعبيره.

وأشارت وزارة خارجية الإنقاذ بصنعاء إلى أن هذه التصريحات تتناقض مع تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث التي كشف فيها عن وجود تقدم ملموس في الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار وفقاً لاتفاق الحديدة.

وأضاف مصدر الوزارة: "كان بالأحرى الضغط على الطرف الذي يعرقل اتفاق ستوكهولم وليس كيل التهم للطرف المتعاون"، مدعيأ أن جماعته قدمت العديد من التنازلات في ستوكهولم بغية حقن دماء الشعب اليمني وإنهاء معاناته..

وقال إن قوات الجيش التي تسيطر عليها الجماعة مارست أقصى درجات ضبط النفس للحفاظ على وقف اطلاق النار بالحديدة بالرغم من الخروقات المتواصلة لقوات حكومة "هادي" المسنودة بالتحالف.

وذكر أن خروقات قوات حكومة "هادي" والتحالف بلغت نحو 11 ألف خرق منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، شملت الغارات الجوية واستقدام التعزيزات والتحشيد والتصعيد العسكري.

ووفقاً لوكالة "سبأ" جدد المصدر التزام حكومة الإنقاذ بتنفيذ اتفاق ستوكهولم ودعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، داعياً المجتمع الدولي للضغط على دول التحالف وحكومة هادي للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار في الحديدة، وإحراز تقدم في ملف الأسرى وتعز تمهيداً لعقد الجولة الثانية من المشاورات والتوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع.