"الحزم 2": اتّساع الحرب نحو الحدود و"مبادرة" لصالح
الأحد 29 مارس - آذار 2015 الساعة 09 صباحاً / يمن ميديا - عادل الأحمدي عدد القراءات (1400)
وباستثناء "المبادرة" التي طرحها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تنص على "إيقاف ضربات الحزم وعمليات الحوثيين ونقل الحوار اليمني إلى الإمارات برعاية أممية"، لم تسجل تحركات سياسية "كبيرة" تمهّد لوضع حد للعمليات العسكرية مقابل استعادة المسار السياسي لمعالجة الأزمة، في ظل ارتفاع منسوب التهديدات الموجهة للحوثيين وخصوصاً بعد تأكيد المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، أحمد العسيري، أنه لن يُسمح لأحد، كائناً مَن كان، بإمداد الحوثيين بأي نوع من الإمداد، في ما بدا أنه إشارة إلى إيران. كل ذلك فضلاً عن تأكيده أن التحالف سيقوم بكل ما يجب لحماية عدن ومنع تقدم الحوثيين إليها، مشدداً على أن الهدف الرئيسي للعملية التي تقودها السعودية حماية الحكومة في عدن التي ينوي الرئيس عبد ربه منصور هادي العودة إليها فور انتهاء قمة شرم الشيخ، بحسب معلومات "العربي الجديد".
لكن الحدث الأبرز في مجريات يوم أمس، تمثل في ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر مقرّبة من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والتي أشارت إلى أن الأخير توجه إلى اليمن، في خطوة، إن تأكدت صحتها، فإنها تشير بوضوح إلى أن الأوضاع في اليمن تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري لا التهدئة، وذلك على الرغم من توقع وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أن تمتد عملية "عاصفة الحزم" لأيام لا لأسابيع.
في موازاة ذلك، عززت السعودية من مشاوراتها السياسية مع عدد من الدول المنخرطة في الحملة، إذ أجرى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، اتصالات هاتفية مع 8 زعماء وقادة تشارك دولهم في "عاصفة الحزم"، في وقت تلقى فيه اتصالاً من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أعلنت بلاده دعمها للعملية، كما تحدث وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، عن استعداد بلاده لتقديم جميع أنواع الدعم بما فيها المعلومات الاستخباراتية، عدا الدعم العسكري، بعد إشارته إلى أنه سيلتقي مسؤولين خليجيين من أجل تحديد نوع الدعم التركي.
وفيما تبدو خيارات الحوثيين في مواجهة ما يجري محدودة، على الأقل سياسياً، حاول الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لليوم الثاني على التوالي، النأي بنفسه عن الحوثيين، طارحاً نفسه كـ"طرف ثالث". وأعلن صالح، أمس الجمعة، عن إعداده لمبادرة لحل الأزمة، في محاولة على ما يبدو منه لتجيير المعركة لصالحه بحيث تؤدي لإضعاف حليفه الحوثي والإبقاء على القوات العسكرية الموالية بأقل قدر من الخسائر ليظل رقماً صعباً في مفاوضات ما بعد الحرب. وأبرز بنود "مبادرة صالح"، تنص حرفياً على النقاط الأربع التالية: 1 ـ وقف كافة الأعمال العسكرية فوراً من قبل التحالف الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ومن يتحالف معهم.
ميدانياً
وفي صعدة، أفادت أنباء محلية بأن تحالف "عاصفة الحزم" ضرب أهدافاً للحوثيين في مناطق مختلفة، بينها منطقة "كتاف" التي أجرى الحوثيون فيها مناورة على الحدود مع السعودية. أما في العاصمة، فتواصلت، أمس الجمعة، الضربات الجوية أيضاً، والتي استهدفت مواقع عسكرية للجيش اليمني، في الأغلب، كان أبرزها غارة استهدفت لواء الصواريخ، في حوالى الرابعة فجراً. كما جرى استهداف مخازن أسلحة لقوات العمليات الخاصة، الموالية لصالح، ومواقع الدفاع الجوي في الجبال المحيطة بصنعاء. وكشف مصدر عسكري، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن معسكر الاحتياط الرئيسي، جنوبي العاصمة، لم يتعرّض لأي قصف، وكذلك معسكر "رَيْمة حُميْد" التدريبي التابع لحراسة الرئيس السابق. وكانت أعنف الانفجارات تُسمع بين الساعة الثالثة والخامسة فجراً، ويُعتقد أنها استهدفت مخازن أسلحة تابعة للجيش، غير أن أي تفاصيل حول الخسائر وأعداد القتلى لم تتوفر. من جهتهم، أفاد مسؤولون في وزارة الصحة التابعة للحوثيين، عن ارتفاع حصيلة قتلى الغارات إلى 39 مدنيّاً على الأقل، فيما تحدت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عن إسقاط "طائرة استطلاع معادية"، من دون أن يعلن تحالف "عاصفة الحزم" عن أي خسائر تعرض لها. كما طالت غارات اليوم الثاني، مواقع عسكرية في محافظة الضالع، حيث يرابط اللواء 33 مدرع، الموالي لصالح، وكذلك قاعدة "طارق" الجوية، في محافظة تعز. وقصفت مجدداً قاعدة "العند" الجوية بمحافظة لحج، القريبة من عدن.
"العربي الجديد" |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا