وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: حرب اليمن قتلت 70 ألف شخص منذ عام 2016
الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2019 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (634)

 

كشف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، أمس الاثنين، إن نحو 70 ألف يمني، قتلوا منذ اندلاع الحرب الدامية في هذا البلد الفقير مطلع عام ٢٠١٥.

وقال لوكوك في إحاطته أمام جلسة المطولة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، حول اليمن، ": يوجد اليوم أكثر من 30 جبهة قتالية أمامية نشطة في اليمن، والعنف في ازدياد، فخلال هذا العام، تسبب القتال الدائر في نزوح أكثر من 250 ألف شخص".. مشيرا إلى أن عدد قتلى الحرب اليمنية، منذ عام 2016، يزيد عن 70 ألفا.

وذكر أن "حوادث قتل أو إصابة الأطفال تضاعفت في الربع الأول من هذا العام بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بالربع الأخير من 2018".. موضحا أنه ": في الأيام الأخيرة، شهدنا أيضًا زيادة خطيرة في الهجمات على السعودية، فضلاً عن الغارات الجوية في صنعاء وغيرها من المناطق".

وأشار المسئول الأممي، إلى أنه أبلغ مجلس الأمن الدولي، في أكتوبر الماضي، بضرورة اتخاذ "خمسة إجراءات ذات أولوية لتجنب وقوع كارثة في اليمن.. مؤكدا، أن "هذه الأولويات ما زالت قائمة حتى اليوم، وهي الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وتيسير جميع الأطراف عمليات الوصول الإنساني بسرعة ودون عوائق، وتوفير التمويل الكامل للعملية الإنسانية".

ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين حكومة "هادي" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014، خلّف أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

وشن التحالف العسكري العربي منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥، الآلاف ضربات جوية وبرية وبحرية ضد مواقع ومعاقل جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بهدف إعادة الرئيس هادي وحكومته للحكم في العاصمة صنعاء، لكن لم تحقق هذه الغارات أهدافها حتى اللحظة، بل خلفت خسائر بشرية هائلة للمدنيين، ودمرت البنية التحتية لليمن بشكل شبه كامل.

وأضاف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، في إحاطته " أن العام الجاري 2019، تحتاج الأمم المتحدة نحو 4.2 مليار دولار، وتلقينا حتى الآن 1.15 مليار دولار، أي 27 في المائة فقط من احتياجات المنظمة الدولية.

وجدد لوكوك، التأكيد على أهمية الأولوية الرابعة، التي تتعلق بالحاجة الماسة إلى تدابير مستدامة لتعزيز الاقتصاد اليمني، في حين تتمثل الأولوية الخامسة وهي الأهم حسب قوله، في "إحراز تقدم حقيقي نحو السلام".

وحذر المسؤول الأممي مجلس الأمن الدولي، من أنه دون تلك الأولويات الخمس يمكننا أن نتوقع المزيد من القتال والموت والدمار والجوع والمرض، والمزيد من المؤتمرات والتعهدات المالية والمزيد من تقديم إفادات إلى هذا المجلس".

كما حذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، من أن الأوضاع الإنسانية في اليمن تتجه نحو الأسوأ، والأزمة الإنسانية هي الأسوأ في المنطقة.

وكان ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية العالمي، حذر في وقت سابق الاثنين من احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجياً هذا الأسبوع بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ودعا بيزلي في إحاطته هو الأخر أمام مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين، الحوثيين إلى تنفيذ اتفاقيات للسماح لبرنامج الغذاء العالمي بالعمل بشكل مستقل.

وأكد للمجلس، أن برنامج الأغذية العالمي لم يستطع تسجيل الأشخاص المحتاجين وتدشين نظام للقياسات الحيوية باستخدام مسح القزحية أو رفع بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه لدعم عملية تسليم المساعدات.

وأضاف "إذا لم نتلق هذه التأكيدات، فسنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجياً، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع. وإذا بدأنا التعليق، فسنواصل برنامجنا لتغذية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل والأمهات الجدد".

وكان برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة قد أعطى جماعة الحوثيين، مهلة إلى يوم الخميس القادم لتقدم موافقتها على ضمان عدم سرقة تلك المساعدات ووصولها لمستحقيها المحتاجين وتنفيذ شروط برنامج الغذاء العالمي بهذا الخصوص.

وفي مايو الماضي هدد البرنامج التابع للأمم المتحدة بوقف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيصال المساعدات لمستحقيها.

ويوم الأربعاء الماضي اتهم برنامج الأغذية العالمي جماعة الحوثيين (أنصار الله) بعرقلة بدء العمل بنظام القياسات الحيوية للتحقق من الهوية لتحديد الأشخاص الأكثر احتياجاً للمساعدات.

وقال المتحدث باسم البرنامج، إيرفيه فيروسيل، ، إن "استمرار وقف تسجيل بيانات القياسات الحيوية من جانب بعض قياديي جماعة الحوثي، يقوض عملية أساسية تتيح لنا التحقق بصورة مستقلة من أن الغذاء يصل للأشخاص الذين صاروا على شفا المجاعة".

وتعدُّ العمليات الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي الإنسانية في اليمن أكبر عملياته على مستوى العالم، ويقول البرنامج إنه يسعى حالياً إلى زيادة نطاق المساعدات الغذائية لليمن لتصل إلى نحو 12 مليون شخص؛ أي ما يعادل 40 بالمائة من عدد السكان.

وأنتج الصراع الدامي المستمر في اليمن، أوضاعاً إنسانية صعبة تؤكد الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، إذ أصبح أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

كان تقرير للأمم المتحدة نشر في 24 أبريل الماضي، حذر من تراجع التنمية البشرية في اليمن بمقدار 20 عاماً، نتيجة الحرب الصراع المستمر الذي دخل عامه الخامس بين حكومة هادي مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية وجماعة الحوثيين (أنصار الله).

وأظهر التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن "الحرب أدت حتى الآن إلى مصرع قرابة 250 ألف شخص، سواء بسبب العنف بشكل مباشر، أو لانعدام الرعاية الصحية وشح الغذاء".

واستند التقرير الأممي إلى دراسة أعدها فريق باحثين من جامعة دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية، تتناول انعكاسات الصراع في اليمن على مسار تحقيق أولويات التنمية التي اعتمدتها الدول الأعضاء في خطة التنمية المستدامة 2030.

وتقارن الدراسة بين ثلاثة سيناريوهات محتملة لنهاية الصراع في اليمن خلال أعوام 2019 أو 2022 أو 2030، وسيناريو رابع مضاد يقوم على فرضية عدم احتدام الصراع بعد 2014.

وتوقع التقرير أنه إذا انتهى الصراع خلال العام 2019، فسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 88.8 مليار دولار، وإذا انتهى عام 2022، فسيكون معدل التراجع في مكاسب التنمية حوالي 26 عاماً.

وأشار إلى أنه إذا استمر الصراع حتى عام 2030، فسوف يعيش 71 بالمئة من السكان في فقر مدقع، فيما سيعاني 84 بالمائة من سوء التغذية، وسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 657 مليار دولار.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
التحالف العربي يعلن اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون نحو السعودية
بعد أسبوع من طلبه إرسال قوات إلى اليمن:
ترامب يرسل ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط
القوات الموالية لحكومة صنعاء يستهدفون مطار أبها للمرة الخامسة خلال أسبوع
الريال اليمني يواصل انهياره امام العملات الأجنبية اليوم الاثنين الموافق 17 يوينو 2019م.
ميناء الحديدة... عدم تفريغ شحنة دقيق من برنامج الغذاء العالمي لعدم صلاحيتها