تعهدت إيران، بعدم السماح للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بالسيطرة على مضيق هرمز، في وقت أعلنت الحكومة البريطانية عن وصول مدمرة حربية ثانية إلى مياه الخليج لتأمين السفن التجارية للمملكة المتحدة عبر المضيق هرمز ، ما يرفع حدة التوتر في المنطقة.

وأكد أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، أن بلاده لن تسمح لأي من الولايات المتحدة أو بريطانيا بالسيطرة على مضيق هرمز، متهماً واشنطن ولندن بالسعي إلى تفاقم التوتر في الخليج والسيطرة على أمن المضيق، وفقاً لوكالات أنباء إيرانية.

وقال رضائي، لدى لقائه يوم الأحد مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، سونغ تاؤو، إن "زعزعة الأمن في المنطقة وإثارة أي حرب ستضران بالاقتصاد والأمن والسلام في العالم كله، وإيران لا تسعى للحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا حال حدوث أي اعتداء".

وأشار إلى أن إيران تتطلع إلى التعاون مع أصدقائها في الصين في مواجهة السياسات الأمريكية، متهماً واشنطن بالرغبة في زيادة المواجهات والتوترات.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا، في وقت سابق عملهما على خطتين منفصلتين لتأمين الملاحة في منطقة الخليج خصوصاً مضيق هرمز، على خلفية حوادث متزايدة خاصة بناقلات النفط هناك.

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران ولندن بعد احتجاز إيران للناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" بدعوى اصطدامها بقارب صيد في 18 يوليو الجاري في المضيق الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية والتي تتولى إيران حمايته كما تقول طهران، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاز قوة بريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، قبالة منطقة جبل طارق، للاشتباه في خرقها العقوبات الأوروبية بنقل النفط إلى سوريا.

وتعهدت طهران بالتراجع عن احتجاز السفينة البريطانية إذا ما تراجعت بريطانيا عن احتجاز سفينتها بجبل طارق، فيما ذكرت لندن أنها مستعدة لفعل ذلك بعد الحصول على ضمانات بعدم نقل السفينة الإيرانية نفطا إلى سوريا.

ومضيق هرمز ممر ملاحي دولي حيوي لأغلب صادرات النفط من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج يمر خلاله خمس الإمدادات العالمية من النفط في هذه المنطقة، وتعد حرية الملاحة بالمضيق أمرا ضروريا لاستقرار الاقتصاد العالمي، وتسبب احتجاز الناقلة في ارتفاع حاد في أسعار النفط.

إلى ذلك أكدت الحكومة البريطانية، يوم الأحد، وصول سفينة حربية بريطانية ثانية إلى الخليج لتأمين ملاحة السفن التجارية للمملكة المتحدة عبر مضيق هرمز.

وقالت الحكومة في بيان، على موقعها الرسمي أن المدمرة "HMS DUNCAN" التي وصلت مضيق هرمز، ستعمل على مرافقة السفن البريطانية في المنطقة مع الفرقاطة "HMS MONTROSE" التي تنتهي مهمتها في المضيق أواخر أغسطس.

وقال وزير الدفاع البريطاني الجديد، بين والاس، في بيان إن حرية الملاحة عبر مضيق هرمز تعد أمراً حيوياً ليس للمملكة المتحدة وحدها، بل ولشركائها وحلفائها الدوليين، مشيراً إلى أن السفن البريطانية الحربية ستعمل على حراسة السفن التجارية لبلاده ما لم يتم إيجاد حل دبلوماسي للخلاف مع إيران.

وأشار البيان إلى أن الفرقاطة "HMS KENT" ستستبدل المدمرة "HMS DUNCAN" في وقت لاحق من العام الجاري، فيما ستبقى "HMS MONTROSE" في الشرق الأوسط حتى عام 2022 دون الإشارة إلى مكان تواجدها الدقيق، ضمن إطار تواجد البحرية الملكية الدائم في المنطقة.

وفي وقت سابق من يوم الأحد، اعتبرت إيران، أن إعلان الدول الأوروبية عن إرسال سفن حربية إلى الخليج خطوة عدائية من شأنها تصعيد التوترات في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمر صحفي "لقد سمعتم بأنهم (الأوروبيون) يريدون إرسال سفن حربية إلى الخليج الفارسي، بما يمثل رسالة عدائية واستفزازية من شأنها تصعيد التوترات".

وأضاف، "يجب على أوروبا أن تتراجع عن إرسال أسطول بحري إلى منطقتنا"، و"على بقية الدول الامتناع عن دعم هذا الإجراء الأوروبي، لأنه سيسبب زيادة التوتر في المنطقة".