مع تأزم قضيتي الحدود وسد النهضة..
هل يهيئ السودان وإثيوبيا المسرح لحروب بالوكالة
الثلاثاء 09 مارس - آذار 2021 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للإعلام - متابعات
عدد القراءات (430)


يتهيأ مسرح حروب الوكالة بين السودان وإثيوبيا يوما بعد يوم -حسب مراقبين- مع بلوغ أزمتي الحدود وسد النهضة بين البلدين ذروة التوتر، وهو ما يجعل الخرطوم وأديس أبابا تستعدان لمرحلة كسر العظام في حال انسداد أفق الحل السلمي.

ورغم الثقوب التي اعترت -حسب متابعين- تسريبات بثها الجيش السوداني بخصوص دعم إثيوبيا متمردا سودانيا لاحتلال نقطة الكرمك الحدودية، فإن قراءة الأحداث المتلاحقة تبين أن ثمة مشهدا يتم إعداده.

وأمس الأول الأحد، أفادت تسريبات للجيش السوداني بأن الحكومة الإثيوبية قدمت أسلحة وذخائر ومعدات قتال لقوات جوزيف توكا بولاية النيل الأزرق التابعة لجيش الحركة الشعبية-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو.

وحسب التسريب الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية، فإن الدعم وصل منطقة يابوس بتاريخ 27 فبراير/شباط الماضي، وكان في استقباله القائد جوزيف توكا وقادة قواته.

واتهم التسريب إثيوبيا باستخدام جوزيف توكا لاحتلال مدينة الكرمك بإسناد مدفعي إثيوبي بغرض تشتيت جهود الجيش السوداني على الجبهة الشرقية.


قراءات الأحداث
وقبل التسريبات الخاصة بجوزيف توكا بيوم، بثت استخبارات الجيش السوداني خبرا مدعوما بالصور عن ضبط بنادق آلية وقنابل يدوية وذخائر مهربة كانت في طريقها إلى المليشيات الإثيوبية عبر حدود ولاية القضارف مع إثيوبيا.

والشهر الماضي، أبدت السلطات الإثيوبية على الجانب الآخر من الحدود عند نقطة حمدايت (أحد أكبر مراكز استقبال اللاجئين الإثيوبيين) تحفظها على سماح السلطات السودانية للاجئين بالاحتفال بالعيد الوطني لجبهة تحرير تيغراي.

واحتفل اللاجئون من تيغراي في مراكز الاستقبال بحمدايت والهشابة ومخيمي أم راكوبة والطنيدبة بالعيد الوطني الذي يوافق 18 فبراير/شباط برفع العلم السوداني وعلم جبهة تحرير تيغراي.

وطبقا لمسؤول سابق بولاية النيل الأزرق للجزيرة نت، فإن تسريب الجيش السوداني لمعلومات استخبارية تتعلق بدعم إثيوبي لمتمردين سودانيين لاحتلال الكرمك؛ يعد التطور الأبرز، على الأقل يمكن أن يستغل كغطاء لنشر قوات سودانية قرب المحيط الحيوي لسد النهضة في إقليم بني شنقول-قمز.


ورقة بني شنقول

وبرزت الاتهامات الإثيوبية للسودان بشأن إقليم بني شنقول-قمز قبل التوتر الحدودي بالفشقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما نشر الجيش السوداني قواته واسترد أراضي شاسعة استغلها مزارعون ومليشيات إثيوبية لمدة 26 سنة.

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتهم رئيس الوزراء آبي أحمد أمام نواب البرلمان الإثيوبي السودان بإيواء مقاتلين يتلقون التدريب بولاية النيل الأزرق السودانية لتأجيج الصراع في إقليم بني شنقول-قمز.

وقال إن "بعض المقاتلين على الأقل يريدون قطع الطريق المؤدية إلى سد النهضة".

وهذا الأسبوع، وتزامنا مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للخرطوم، اتهمت لجنة برلمانية إثيوبية السودان ومصر بالوقوف وراء أعمال العنف ببني شنقول، حيث سد النهضة الإثيوبي، الذي تدور خلافات حوله بين البلدان الثلاثة.

وتاريخيا، ارتبطت شعوب بني شنقول بالسودان اجتماعيا وثقافيا، ويوم 25 فبراير/شباط الماضي سيّر بنو شنقول موكبا بالخرطوم إلى السفارة البريطانية وسلموا مذكرة موجهة إلى الحكومة البريطانية باعتبارها المسؤولة عن تخطيط الحدود الذي جعل إقليمهم تابعا لإثيوبيا، كما يقولون.

رسائل متبادلة
ويرى اللواء "م" أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الإستراتيجي ومحاضر أكاديمية الأمن العليا بالسودان، أن بث معلومات حول دعم إثيوبيا لجوزيف توكا في الوكالة الرسمية يعد رسالة لأديس أبابا، مفادها أن "أجهزة الأمن السودانية تتابع وترصد ويمكن أن ترد الرسالة، وتدعم من تدعمه في منطقة موجعة لإثيوبيا".

ويوضح مجذوب أن توكا كان يعمل تحت إمرة الحركة الشعبية-شمال بقيادة مالك عقار، قبل أن ينشق عنها وينضم للجناح الآخر من الحركة برئاسة عبد العزيز الحلو.

ويؤكد أن الرجل لا يملك قوة عسكرية تهدد أمن المنطقة أو السودان، لكن يمكن استغلاله من أجهزة مخابرات أجنبية لإحداث خلخلة أمنية في مناطق بعينها.

ويشير إلى أنه وتبعا لخبرته الشخصية بالكرمك، فإنها منطقة جبلية متداخلة مع الحدود الإثيوبية؛ لذا كانت تاريخيا ضحية للمدفعية وإسناد المتمردين السودانيين.

ويتابع "إثيوبيا تحاول إحراج السودان بأن هناك منطقة محتلة مثل الفشقة ودفْع الجيش السوداني بسياسة شد الأطراف للتعامل مع مناطق أخرى غير الفشقة".

ويضيف أن "الكرمك وقيسان مناطق حدودية هشة ومتداخلة، وكان من المفترض تهيئة قرى دفاعية يكون سكانها مسلحين ويمارسون الزراعة".

وسبق للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق أن سيطرت على الكرمك وقيسان في عامي 1986 و1997، لكن سرعان ما كان الجيش الحكومي يستعيدهما.

الشعبية تنفي

لكن زاهر عكاشة القيادي في الحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو، نفى للجزيرة نت تلقي قوات جوزيف توكا التابعة للحركة أي دعم إثيوبي، قائلا "لم يعرف عن الجيش الشعبي خوض حرب بالوكالة ولسنا بندقية لأي أحد".

واعتبر عكاشة التسريبات ضمن حرب إعلامية تصور الحركة كرافضة للسلام، رغم أنها لا تدق طبول الحرب، وجددت وقف إطلاق النار من طرف واحد، ووفدها المفاوض ظل مرابطا شهورا طويلة بجوبا في انتظار وفد الحكومة.

وأكد أن جوزيف توكا رقم كبير في الحركة وقواته بمنطقة النيل الأزرق ملتزمة بموجهات الجيش الشعبي والحركة التي تعرف موازناتها ميدانيا وسياسيا باعتبارها تنظيما سياسيا لديها جيش منضبط.

وجوزيف توكا هو حاكم إقليم النيل الأزرق من قبل الحركة الشعبية في مناطق سيطرتها بالمنطقة.

ويعزو التسريبات إلى ما يعتبره رسالة للجانب الإثيوبي، لكنها غير موفقة من أطراف الحكومة الانتقالية، لأنها ضد رغبة السودانيين في استكمال السلام.

ويقلل زاهر عكاشة من أهمية ربط التحركات في منطقة يابوس بتهديد سد النهضة، لأنها بعيدة للغاية عن السد الإثيوبي، إذ إن خور يابوس الممتد في جيب ضيق جنوب ولاية النيل الأزرق يصب في نهر السوباط بدولة جنوب السودان.


حالة إرباك
وحسب اللواء "م" أمين إسماعيل مجذوب فإن وصول أي دعم عسكري إثيوبي في يابوس يحتاج لقطع مسافة بين 17 و35 كيلومترا وصولا إلى الكرمك، وحينها يمكن للجيش السوداني التعامل مع هذا الإمداد.

ويشدد على أن الجيش يستطيع تحمل الصدمة الأولى بفتح جبهة جديدة من دون أن ينهار، فقد سبق أن قاتل في جبهة ممتدة من البحر الأحمر شمالا وحتى جنوب النيل الأزرق، وزاد أن "للجيش خطة إستراتيجية لكل الحدود".

وأبدى عضو الحركة الشعبية محمدين عمر للجزيرة نت دهشته من التسريبات، قائلا إن قوات الحركة بمقدورها دخول الكرمك نهارا جهارا لكنها ملتزمة بوقف إطلاق النار.

وفي مشهد مربك، اتهم عمر الحركة الشعبية-شمال فصيل مالك عقار، بتلقي دعم من حاكم إقليم بني شنقول الإثيوبي، معتبرا أن مراكز تجميع قوات عقار في أصوصا داخل إثيوبيا.

المصدر : الجزيرة


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
إيران تعلن استعدادها لمبادلة جميع السجناء مع واشنطن
اقترحتها مصر والسودان.. إثيوبيا ترفض الوساطة الرباعية  
وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي: نستطيع توجيه ضربات لإيران
أميركا تعلن خبرا سارا للحاصلين على لقاح كورونا
فرنسا ترفع السرية عن "وثائق أرشيفية" متعلقة باستعمار الجزائر