حصن عطان مأساة 53 أسرة أجبرها العدوان على السكن في مجاري السيول
الخميس 30 إبريل-نيسان 2015 الساعة 08 مساءً / يمن ميديا : فار وق مقبل
عدد القراءات (2482)

 

لطالما كانت قرية " حصن عطان " المتربعة على هضبة متوسطة تتوسط منطقة فج عطان بمبانيها القديمة مثار للإعجاب لكل من قادته قدماه إلى المكان ذو المنازل العصرية الأنيقة تعتليها قرية تشبه الحصن يحيطها سور قديم.

53 أسرة تضم نحو 250 فردا من النساء والرجال والأطفال هم كل سكان هذه القرية المحافظة على طابعها القروي القديم، لكن هذه الأسر بكامل أفرادها باتت اليوم تقطن المجرى الخرساني للسيول الذي لم يكتمل إنشائه بعد أن وجدت فيها ملجأ لها من صواريخ وقنابل العدوان السعودي المستمر منذ نحو 35 يومي.

ظهيرة يوم الإثنين 20 إبريل الجاري شهدت عطان أبشع وأقوى الانفجارات على الإطلاق لصواريخ الغارات السعودية " عاصفة الحزم " التي عصفت بكل ما يملكه هؤلاء المواطنين ومثلما قذف الانفجار بالأحجار الضخمة في كل مكان وعصف بعطان الحي الجميل وأحاله إلى ركام عصف الانفجار بسكان القرية ليستقروا في قعر مجرى السيول الخرساني أطفال ونساء ورجال تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم حفاة عراة جياع يسكن الخوف نفوسهم ويرتسم على وجوههم وأجسادهم النحيلة يبحثون عن الأمان مستجيرين بمجرى السيول هذا لعله يوفر لهم بعض الأمان من قذائف وصواريخ العدوان الغاشم.

 

داخل مجرى السيول الإسمنتي الذي توقف العمل فيه بسبب العدوان أيضا تكدست عشرات الأجساد لمواطنين يمنيين رجال ونساء وأطفال كان لهم منازل تستر عورتهم لكن المقاتلات السعودية المعتدية سلبتهم هذا الحق، دمرت منازلهم وكل ما يملكون فلم يجدوا مكانا يأويهم عدا مجرى السيول هذا يفترشون الحصير ويقتاتون خبزا جافا وبعض الماء.

 يتسللون جميع إلى داخل المجرى الإسمنتي من فتحات جنبية وضعت لزوم تسهيل العمل أثناء إقامة هذا المجرى، وضعهم يشبه تماما وضع الغاب يلعب الصغار بالقرب من المكان بين أكوام الأتربة وحين يسمعون المضادات الجوية يحسون بالخطر السعودي المحدق بهم من الأعلى يتقفزون سريعا هاربين إلى داخل المجرى كصغار أرنب استشعروا اقتراب الثعلب من مكانهم.

 

 

 صالح رجل أشيب من أبناء قرية حصن عطان في العقد الخامس من العمر يقول: هذا المكان هو ما خطر ببالنا الهرب إليه بعد أن كانت منازلنا تتدمر فوق رؤوسنا يوم 20 ابريل حين انفجر الجبل بعضنا استشهد وبعضنا أصيب لكننا حملنا أنفسنا وهربنا سريعا بما علينا من ملابس فقط لم نقدر على أخذ شيء مما نملك لا ملابس ولا مفروشات ولا مواد غذائية، تركنا كل شيء نملكه للدمار وهربنا بخفة إلى هذه المجاري الإسمنتية ولم يترك العدوان لنا خيار ولم يترك العدوان السعودي أي مكان نأوي إليه.

يعول صالح أسرة تضم 15 شخصا من الأبناء ذكور وإناث وجميعهم وجدوا في مجرى السيول هذا مكانا أمنا من هجمات طائرات العدوان السعودي على منطقة فج عطان بأمانة العاصمة دون توقف منذ 35 يوما لكن الذي دفعهم إلى الهرب كان ذلك الانفجار المرعب الذي شهده الحي يوم الإثنين 20 ابريل الذي حول منطقة فج عطان إلى ركام وتراب وأحجار ضخمة تسحق كلما تسقط عليه وصواريخ وشظايا ومتفجرات قاتلة.

250 شخص من النساء والأطفال والرجال والمسنين منذ عشرة أيام ينتظرون من يغيثهم من يستر عليهم لكن الحياة تمشي ببطيء شديد ولا أحد يفكر بالذهاب إلى عطان التي تتلقى العدوان السعودي يوميا ليل نهار دون رحمة.

حين وصلنا كانا فريقين من منظمات إغاثية تصل المكان للمرة الأولى وكان سمير يافع في الخامسة عشرة من العمر من أبناء قرية حصن عطان قد ذهب لينادي على والدته ووالده لمقابلة ثلاث من الفتيات العاملات لدى شبكة من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الإغاثة الفتيات يحملنا في أيديهن استمارات خاصة بالرصد للأسر والعائلات التي أجبرها العدوان على النزوح من منازلها إلى العراء في منطقة فج عطان حضر الوالدان وجلسا إلى أحد الفتيات التي أخذت تدون في الاستمارة أوضاع العائلة وعدد أفرادها واسمائهم وأعمارهم ، قالت الفتاة المشرفة على المجموعة أن تحالف من المنظمات المدنية العاملة في مجال الإغاثة تريد تقديم الدعم لهؤلاء ولكنهم بحاجة إلى قاعدة بيانات لمعرفة الأوضاع التي يعيشونها مجبرين تحت وطأة العدوان، حتى يكون الدعم المقدم بحسب الاحتياجات لكل فئة عمرية " غذائية وملبوسات ومفروشات واحتياجات الأطفال والنساء ".

 

حسن محمد الكبوس رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة ونائبة محمد صلاح أكدا أن القطاع التجاري لن يتردد لحظة واحدة في مد يد العون لهؤلاء بدء من اليوم وبصورة عاجلة فوضعهم لا يحتمل التأخير.

قالا إنهم سيضعان ألية سريعة وعاجلة للإغاثة إلى جانب إغاثة أهالي صعدة النازحين وسيعملنا على مد هؤلاء بالمستلزمات الضرورية الأولية، واشارا إلى أن الخسائر التي تعرض لها القطاع التجاري في اليمن منذ بدء العدوان السعودي على اليمن والتي تجاوزت 13 مليار دولار لن تثني القطاع التجاري ورجال الأعمال عن مسئوليتهم الاجتماعية في إغاثة النازحين والمنكوبين من أبناء الوطن.

أمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين محمد جمعان قال إن أمانة العاصمة خصصت مبنى المركز الأولمبي بمدينة الثورة مقرا جديداً لهذه الأسر والأسر النازحة. وأنه بالتنسيق مع اللجنة الثورية ولجنة الإغاثة سيتم نقل هذه الأسر إلى مقر اللجنة الأولمبية في الأيام القليلة القادمة.

       
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
اليمن .. أزمة عنوانها الفشل في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب
‎القائد البارز جواس يخاطب الشعب ويعاهده على النصر
‎«كوميرسانت»‫:‬ لا يمكن كبح جماح اليمن‫