هل تقود المقاومة اليمنية "عاصفة الحسم" ضد الحوثيين؟
الخميس 07 مايو 2015 الساعة 11 صباحاً / عدن – خالد الشودري
عدد القراءات (781)
أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قرارات قضت بتعيين اللواء الركن محمد علي المقدشي رئيساً لهيئة الأركان العامة، وتعيين اللواء الركن ناصر عبد ربه الطاهري نائباً له.

وبحسب مراقبين فقد تزامنت تلك التعيينات العسكرية مع مكاسب تحققها المقاومة الشعبية في كل الجبهات التي تخوضها ضد مليشيا صالح والحوثيين، وعلى رأسها مدينة عدن.

ويرجع المراقبون أسباب تقدم مقاتلي المقاومة الشعبية، إلى تنسيق الجهود بين الجبهات، وتشكيل مجلس تنسيق لجهود المقاومة، ظهرت ثماره جلية على مسرح العمليات.

وقال على الأحمدي، المتحدث باسم مجلس قيادة "المقاومة الشعبية" في عدن، جنوبي اليمن، إن المقاومة بسطت سيطرتها على مطار عدن الدولي.

وأكد أن "المقاومة تمكنت من فرض سيطرتها الكاملة على مطار عدن الدولي بعد معارك ضارية، بمشاركة قوة عربية برية محدودة".

وحاصرت المقاومة الشعبية مطار عدن (4) أيام دون أن تتمكن من دخوله، إلا أنها قالت إنها نجحت في السيطرة على كل المطار، ما يشكل متغيراً كبيراً على صعيد المعارك الدائرة في عدن وعدد من المحافظات اليمنية منذ قرابة 40 يوماً.

- الحسم بعد الحزم

لكن أبو محمد العدني (قيادي في المقاومة) يشير إلى أنه من السابق لأوانه الجزم بقدرة المقاومة على الحسم دون إسناد من قوات التحالف العربي، لافتاً إلى وجود صعود مطرد في ميدان المعركة الأخلاقية والعسكرية للمقاومة الشعبية في مدينة عدن، بحسب المؤشرات من الميدان.

وأشار في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إلى احتدام المعارك التي تشهدها مدينة عدن، وأنها الأعنف على الإطلاق.

وعن احتياجات مقاتلي المقاومة للحسم على الأرض، يقول العدني: "بحسب طبيعة المعركة وأهدافها المعلنة لاستباحة دمائنا ومدننا باعتبارنا "دواعش"، بحسب زعمهم، والتي فرضتها علينا كتائب وعصائب العدو الذي لا يتورع عن ارتكاب المجازر والجرائم في حق المدنيين، فإن ذلك يقتضي الحسم من خلال تعزيز قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية بالخبرات في فنون الحرب، وتغذية مفاصل المقاومة؛ لتتمكن من خوض الحرب، وتحافظ على نتائج الانتصارات التي تحققها يومياً؛ لتحصين المواقع من الهجوم المضاد من قبل العدو".

- بطء حكومي

ويستغرب العدني من تباطؤ إدارة الرئيس هادي في تشكيل مجلس عسكري يقود العمليات في جميع الجبهات، في ظل تسارع وتيرة الأحداث، مرحباً بقرار تعيين قيادة الأركان رغم تأخره.

ويضيف أن من شأن تشكيل مجلس عسكري "تعزيز التنسيق بين المقاومة والألوية العسكرية التي أعلنت ولاءها للشرعية"، مبدياً تذمره من غياب دور المنطقة العسكرية للعمل على إيجاد مناطق آمنة لإنزال السلاح وتوزيعه على الجبهات.

ويطالب قوات التحالف العربي بإدخال مروحيات (الأباتشي) لإسناد المهمات العسكرية التي تنفذها المقاومة، التي من شأنها تعزيز المكاسب على الأرض، وحسم الموقف لصالح المقاومة.

من جهته يقول المحلل السياسي باسم الحكيمي، إن فارق التسليح بين شبان المقاومة ومليشيات الحوثي أدى دوراً كبيراً في تأجيل حسم المعركة في عدن، "ولهذا على قوات التحالف أن تأخذ هذا الموضوع في الاعتبار".

ويلفت في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن تشكيل مجلس عسكري سيعمل على تسريع حسم المعركة، بشرط أن يضم قيادات عسكرية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، "كما يجب أن تنصهر كل فصائل المقاومة تحت هذا المجلس حتى توحد الجهود".

وحذر من وضع فوضوي نظراً لانتشار السلاح بشكل كبير، متسائلاً عمّن سيتلقف الوضع الأمني بعد خروج الحوثي من عدن، "فلا بد من وجود إطار مؤسسي عسكري يملأ الفراغ".

- وضع إنساني يعرقل الحسم

وعلى الصعيد الإنساني طالبت لجنة الصليب الأحمر في عدن مليشيا الرئيس المخلوع علي صالح والحوثيين، بسرعة سحب قواتهم من محيط مستشفى الجمهورية ومن على أسطحه، وإتاحة الفرصة لعودة المشفى لأداء دوره الإنساني.

ويعاني مرضى الفشل الكلوي من جراء إقفال المركز الوحيد لغسيل الكلى في المحافظة؛ جراء سيطرة مليشيا صالح والحوثي عليه.

ويقول الدكتور حميد سالم (طبيب جراح في مشفى الجمهورية) إن مليشيا الحوثي ترفض الانسحاب من داخل المستشفى، وتتمركز على أسطح المبنى وداخله.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في مدينة عدن؛ حيث تعاني المدينة من نقص حاد في مياه الشرب، والأدوية والمواد الأساسية ولبن الأطفال، والمشتقات النفطية وغاز الطبخ.

وعلى صعيد متصل يعاني نحو نصف مليون نسمة في مدينة عدن، من انقطاع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، في مديريات (كريتر، المعلا، خورمكسر، التواهي).

وبحسب المواطن ريمي سعيد، فإن الوضع الإنساني أصبح كارثياً في تلك المديريات.

وشهدت تلك المديريات موجات نزوح للأهالي إلى مديريات أكثر أمناً، وبحسب إحصائية شبه رسمية فإن عدد النازحين بلغ نحو (300) ألف نسمة، واستهدف الحوثيون قارباً يقل نازحين في مديرية التواهي، ظهر الأربعاء، وذهب ضحيته نحو (80) مدنياً على الأقل، وكانت القوارب والزوارق البحرية تستخدم باعتبارها الوسيلة الأكثر أمناً للمواصلات في مدينة عدن، قبل الحادث الأخير.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
محللون: طهران أكبر الرابحين من إطالة حرب اليمن
طيران التحالف يشن 3 غارات على عطان و9 غارات على صعدة
إعلان رسمي "هام" من شركة النفط اليمنية (بصنعاء)
الاتحاد الأوروبي : الوضع في اليمن خطير للغاية والصراع والفوضى في اليمن فتحا الباب أمام تنظيم القاعدة
الأمم المتحدة تتحدث عن مكان جديد لحوار الأطراف اليمنية