لاكسبريس: ماذا بعد انهيار اليمن؟
الأحد 10 مايو 2015 الساعة 04 مساءً / عبد المقصود خضر عدد القراءات (830)
لأسابيع تشن المملكة العربية السعودية غارات جوية على بلد يعاني الحروب والإرهاب. هذا هو الحل الوحيد، تقول الرياض، لقطع الطريق على منافسها الإيراني الكبير.. اليمن أفقر دولة في العالم العربي، لكن مصيره قد يكون له آثار تتجاوز الحدود. تحتل اليمن موقعًا استراتيجيًا خاصة مضيق باب المندب، عصب التجارة البحرية العالمية؛ هذا المكان الذي يربط بين المحيط الهندي والبحر البحر المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ففي عام 2013، عبر ما يقرب من 4 ملايين برميل نفط من هذا المضيق. في الجانب الأفريقي الغربي، الأمريكيون والفرنسيون لهما قواعد عسكرية في جيبوتي؛ راداراتها ترصد تطور الأزمة في اليمن، بلد جبلي عدد سكانه نحو 25 مليون شخص، تسيطر عليه الانتماءات القبلية المتغيرة ومعقدة. من يتذكر أن هذه الأراضي التي كان يطلق عليها "اليمن السعيد" نسبة إلى مملكة سبأ القديمة، تتمزق اليوم بفعل العديد من النزاعات، سواء الصراع على السلطة أو الصراع الديني ومكافحة الإرهاب. وفي لعبة الشطرنج الجيوسياسية للجهات الفاعلة في هذا البلد - المملكة العربية السعودية وإيران- أول الضحايا هم المدنيون.
منذ ترسيم الحدود، الذي أيد ضم ثلاث محافظات في الجنوب بموجب معاهدة الطائف عام 1934، تعتقد السلطات السعودية أن استقرار اليمن جزء من الأمن الداخلي للمملكة، يقول ديفيد ريغولي روز، الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات الاستراتيجية. العائلة المالكة في السعودية لديها علاقات معقدة وغامضة مع عدة لاعبين في السياسة اليمنية، إذ يؤكد بيير رازوكس، مدير الأبحاث ومدرس في معهد العلوم السياسية في باريس أنه: "ما بين 1962 و 1970، على سبيل المثال؛ خلال الحرب الأهلية دعم السعوديون الأئمة الزيديين أجداد الميليشيات الحوثية ضد الجيش المصري وجمال عبد الناصر ومن المفارقات، الرياض والقاهرة الآن حلفاء ضد الحوثيين "
لكن النزاعات، التي تغذيها الخلافات الإقليمية أو القبلية أو الدينية، لم تتوقف أبدا، وازدادت مع انتفاضة الحوثيين الذين يملكون خبرة القتال منذ عام 2013. "حكم اليمن.. الذي شببه الرئيس السابق بأنه مثل الرقص على رؤوس الثعابين".. يصعب على متتبع المشهد فهم ما يحدث هناك! والدليل هو "صالح" نفسه الذي أصبح الآن حليفًا للحوثيين، أعداؤه السابقين، على أمل أن المتمردين سيسهلون عودته للسلطة مرة أخرى بعد طردهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، المقيم في الرياض حاليا، من قصره الرئاسي في مارس. يوم 26 مارس، بدأت السعودية هجوما جويا يتوقف ثم يعود، ونادرا ما يحقق أهدافه. فصنعاء على وجه الخصوص، لا تزال في أيدي المتمردين الحوثيين.
قرار الهجوم، الذي جاء بعد فترة طويلة من الخمول بسبب مرض الملك السابق عبد الله، اتخذ بواسطة الملك الجديد سلمان المدعوم من قبل جيل الشباب من الأمراء الطموحين - بما في ذلك محمد بن نايف، وزير الداخلية، البالغ من العمر 55 عاما والذي تمت ترقيته كولي عهد للمملكة، ومحمد بن سلمان ، البالغ من العمر ثلاثين عاما وعين وزيرا للدفاع من قبل والده. القرار جاء بهدف الحفاظ على الزعامة الإقليمية السعودية في مواجهة النفوذ المتزايد للمنافس الإقليمي إيران، التي تدعم نظام بشار الأسد في سوريا، والميليشيات الشيعية التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادية في العراق وكذلك دعم حزب الله في لبنان. وخوفا من أن تطوق ، جمعت الرياض تحت لوائها ثماني دول عربية سنية أخرى، حتى وضع الحليف التاريخي الولايات المتحدة أمام الأمر الواقع. واشنطن تدعم هذه العملية من خلال توفير المعلومات والتزود بالوقود أثناء الطيران، لكن السعودية تشتبه في أن إدارة أوباما ترغب في إبرام اتفاق بأي ثمن مع طهران بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه. عسكريًا، النظام الملكي السعودي يشعر بأن أجنحته تنمو للمرة الأولى، بعد أن تولى الجيش قيادة العمليات الجوية الرئيسية في الائتلاف.
ومع حماس القادة الجدد، هل تقع السلطة السعودية في فخ؟ ليس من المستبعد"، يشير ديفيد ريغولي روز. هذا التدخل كان لا مفر منه بعد سيطرة الميليشيا الحوثية على ميناء عدن، وبعيدا عن قاعدتهم في الشمال، لكن بعد القصف، ما هي الرؤية الاستراتيجية للرياض؟ يبدو أن النظام السعودي في مأزق لأن التحالف لا يبدو قادرا على غزو اليمن.
مصر العربية |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا