أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد شاباً من القدس المحتلة بعد إطلاق النار عليه تحت ذريعة دهسه لأفراد من شرطة الاحتلال في بلدة الطور في المدينة.
وقال مفيد أبو غنام رئيس لجنة متابعة حي الطور إنن الشاب الذي ادعت شرطة الإحتلال محاولته دهس عناصر من الشرطة في القدس: «لم يكن ينوي دهسهم بل حاول تجاوز سيارة والإلتفاف في الاتجاه الآخر، إلا أن الشرطة أطلقت النار عليه قبل وصوله إليهم».
وبينما أغلقت قوات الاحتلال المنطقة بالكامل وشارع الطور الرئيسي المؤدي إليها، منعت المواطنين من الإقتراب من الشاب المصاب مع جعل وفاته حتمية لعدم تقديم الاسعافات الأولية السريعة له. وذكرت المصادر في القدس المحتلة أن الشهيد هو عمران أبو دهيم من منطقة جبل المكبر في المدينة المقدسة ويبلغ من العمر 41 عاماً.
وفي القدس أيضاً اضطرت شرطة الاحتلال وقواته الخاصة التي ترافق مجموعات المستوطنين خلال جولاتهم داخل المسجد الاقصى إلى إخراج أحد المتطرفين اليهود من المسجد بعد أدائه طقوساً وشعائر تلمودية فيه.
وكانت مجموعات صغيرة ومتتالية من اليهود المتطرفين قد جددت اقتحامها للمسجد الاقصى عبر باب المغاربة وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التابعة لها بينما شهد المسجد توتراً شديداً رافقه مواصلة المصلين وطلبة العلم الاحتجاج على هذه الاقتحامات بهتافات التكبير.
من جهة اخرى تلقت عائلة الرجبي في القدس المحتلة بلاغات من جماعات استيطانية تطالبها بالأرض المقامة عليها منازل العائلة في حي بطن الهوى داخل بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى. وتسلمت العائلة أوراقاً من محكمة الاحتلال تمهلها خمسة أيام للرد على قبول هذه الدعوى المرفوعة من مستوطنين حول ملكية الأرض المقام عليها مباني العائلة المقدسية.
يذكر أن منزل عائلة الرجبي يقع بالقرب من البؤرتين الاستيطانيتين «بيت يوناتان» و»بيت العسل» وملاصق لمنزل عائلة أبو ناب الذي إستولي عليه قبل أيام لصالح المستوطنين.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت قال فيه وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمقدسات الإسلامية في الأردن هايل داوود إن كل من يحضر إلى فلسطين وتحديدا إلى المسجد الأقصى يشارك إخوانه الفلسطينيين في جهادهم وصمودهم ورفع المعنويات.
وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ردا على من يدعي أن الزيارة جاءت تطبيعا مع المحتل أن «عدم الزيارة هو الذي يترك إخواننا الفلسطينيين لكل الأطماع والطامعين الذين يريدون أن ينالوا من قضيتهم وقدسيتها وإسلامية المسجد الأقصى».
وأشار إلى أن من يتحدث عن أن هذه الزيارة غير جائزة ومحرمة وأنها تطبيع هي حرف للمفاهيم الحقيقية وتضييع للمصالح وهي مسألة أقرها مجمع الفقه الإسلامي ـ أكبر مجمع فقهي إسلامي دولي بحضور أكثر من 56 عالما من كل أنحاء العالمين العربي والإسلامي ـ الذي خرج بقرار العام الجاري إن زيارة الأقصى هي زيارة مندوبة ومستحبة ومرغوب فيها كما أمر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إليه وبه يتأكد حجم الخطر الكبير الذي يحيط به.
وفي سياق الحرب الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني، قالت صحيفة «هآرتس» ان تنظيمات اليمين في القدس المحتلة، تواصل محاربة الخطة لبناء حي فلسطيني في القدس الشرقية. ويوم الاحد الماضي، قدمت ثلاث تنظيمات يمينية تحمل اسماء «بحق»، «اخضر الآن» و»المنتدى القانوني لأرض إسرائيل» التماسا إلى المحكمة العليا ضد قرار المحكمة المركزية عدم إلغاء خطة بناء الحي الجديد في عرب السواحرة، وتم تقديم الالتماس من قبل.
يذكر أن الخطة التي صادقت عليها لجنة التنظيم والبناء المحلية عليها قبل شهر ونصف الشهر هي الأولى التي أعدت بمثل هذا الحجم للسكان الفلسطينيين في القدس منذ عام 1967، وتشمل بناء 2500 وحدة اسكان على مساحة 1500 دونم، والمصادقة على مبان قائمة على هذه الارض، وإنشاء مناطق عامة لبناء مدارس ومؤسسات عامة ومناطق خضراء.
كما أن قوى اليمين في البلدية ولجان التخطيط عملت بمساعدة نواب من اليمين في الكنيست على إعاقة المصادقة على الخطة طوال اربع سنوات على الأقل. ويدعي الملتمسون إلى المحكمة أن الخطة تمس بالمناطق المفتوحة ذات القيمة البيئية، وأقرت من دون إعداد إستطلاع لإحتياطي البناء في المنطقة، يفحص ما إذا كانت هناك حاجة لهذا البناء، ورفضت البلدية هذا الالتماس. واعتبرت أن الخطة «تعبر بشكل واضح عن السيادة الإسرائيلية على كل اجزاء القدس وتعمق وحدة المدينة».
وبحسب المعلومات، فإن إسرائيل بنت منذ عام 1967 عشرة احياء يهودية جديدة في الجانب الشرقي من القدس وراء الخط الأخضر، ولم تخطط أو تشيّد أي بناء للفلسطينيين في القدس. بل إن خطة البناء في عرب السواحرة، ايضا، ستقوم على أراض خاصة، ولذلك فإن الدولة لن تزودها بالبنى التحتية، كما تفعل في الجانب اليهودي.