حاجة اليمنيين للسلام في رمضان.. (تقرير خاص)
الخميس 11 يونيو-حزيران 2015 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (1627)

"يا رمضان يابو الحمائم..اعطي لأبي سلة دراهم" ، لم تعد هذه الأهزوجة التي تختزل الجانب الاقتصادي هي المطلب الوحيد لطفلة يمنية من هلال رمضان.. تصدرت أمنياتها وقف الحرب المشتعلة في عدة مدن وتوقف قصف الطيران وعودة الحياة تدريجيا خاصة مع قدوم هذا الشهر الفضيل الذي يمثل لليمنيين تحديدا متنفسا روحانيا بطقوس مختلفة وخاصة.  المركز اليمني للاعلامويستقبل اليمنيون رمضان لهذا العام بصورة مختلفة ومغايرة لما الفوها طيلة الاعوام السابقة.
خلال رمضان قبل الماضي كانت المعارك بين الحوثيين ومناوئيهم السلفيين تدور في منطقة دماج بصعدة ، في مساحات محدودة ، والعام المنصرم كان الحوثيون قد سيطروا على دماج واقتربوا من العاصمة صنعاء بعد ان فرضوا سيطرتهم على مدينة عمران 50 كم شمال العاصمة. وحل رمضان لهذا العام وقد فرضت جماعة الحوثي سيطرتها الكاملة على العاصمة صنعاء وعدد كبير من المدن اليمنية فيما تدور مواجهات عنيفة وشرسة بينها والمقاومة الشعبية في عدد اخر من المدن اكثرها ضراوة ما يجري في عدن وتعز. عدا ذلك يستقبل اليمنيون رمضان هذا العام على دوي الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي والتي تقوم بطلعات جوية شبه يومية على العاصمة اليمنية وعدد اخر من المحافظات وتستهدف معسكرات ومواقع تابعة للحوثيين وصالح.
وقالت اليونسيف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" في تقرير لها، مؤخرًا، إن أكثر من 300 طفل قتلوا في اليمن منذ اندلاع الحرب، في 26 مارس الماضي، سواء بالغارات الجوية أو بالمعارك على الأرض في مدن مختلفة.
و أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة نحو 10 آلاف آخرين في اليمن منذ 26 مارس الماضي وحتى نهاية شهر مايو ، نصفهم من المدنيين، بينما وصل عدد الجرحى إلى 9755 شخصا، وسط استمرار آلة الموت في حصد أرواح المتصارعين والمدنيين على السواء .
وتستقبل المدن اليمنية رمضان ، بوضع يصفه رئيس منظمة اطباء بلاحدود بالكارثي، يقول: " لقد عُزلت المدينة بحواجز يحرسها مسلحون، فيما اعتلى القناصون أسطح الأبنية ، ما من طريقة للتعامل مع ما قد يتحول إلى كارثة عظمى، غير رفع الحصار عن الغذاء والوقود، وإنشاء قنوات فاعلة من دون معوقات تسهل الوصول جواً وبحراً وبراً، بهدف تأمين ما يحتاج إليه المدنيون للبقاء على قيد الحياة".
ومع اشتعال المعارك اضطر مئات الآلاف لمغادرة منازلهم في المدن ، الى الأرياف ومخيمات النزوح ، هرباً من جحيم الموت ، حيث نزح أكثر من مليون شخص داخل اليمن خلال نفس الفترة، وهم بحاجة الى مساعدات انسانية وسط ارتفاع باهظ في اسعار المواد الغذائية والخدمية انعدام عدد كبير منها .
وتغيب تقاليد رمضان وطقوسه ذات النكهة المميزة لليمنيين هذا العام ، مع غلبة نكهة الباروت والأدخنة المشتعلة من ضربات الغارات ، حيث تعطلت الحياة في أغلب مناطق المواجهات.  المركز اليمني للاعلامغاب مدفع رمضان الذي توارثه اليمنيون عن العهد العثماني والذي تدوي طلقاته ايذانا بالإمساك وعند الافطار وحظرت مدافع عدة وأنواع مختلفة من الاسلحة التي ارعبت حياة المواطنين وحولتها الى معاناة مستمرة وجحيم لا يطاق.
فعدن تعيش تحت اصوات القذائف وكذلك الحال في تعز ولحج وأبين ومأرب والبيضاء وإب وصنعاء، وتعيش بقية المدن تحت الغارات العنيفة للمقاتلات العربية.
ويتمنى علي العزب وهو صاحب محل بيع مستلزمات الهاتف النقال بوسط صنعاء أن يكون شهر رمضان المقبل بوابة لتوقف القتال بين الإخوة ، وأن يكون شهر الصيام عن الأكل والشرب أيضا صيام من إرهاق الشهور الماضية والمتمثلة بالحروب وتداعياتها الاقتصادية الصعبة .
ويرى المتخصص في الشؤون الإسلامية محمد الشميري ان شهر الصيام وسيلة مهمة بالنسبة لليمنيين والدول العربية والإسلامية لوقف الاقتتال والصراع بين الأشقاء ، منوها الى حديث النبي الكريم"ص" حينما حث على تجنب الحرب اللفظية في رمضان بقوله"إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم ".
ويشير الشميري الى أن الدين الحنيف شدد على التزام المسلم بالحلم وأن يمتلك نفسه ويتحلى بأداب الصوم العظيمة ومنها ترك السباب والشتائم والغضب ، ويتساءل "ماذا عن سفك الدم اليمني في المدن واستهداف الأرواح الآمنة في منازلها " ، يجيب "هذه جرائم مغلظة في ايام السنة وأعظم منها في شهر الصيام ".
ويدعو في حديثه للمركز اليمني للإعلام خطباء المساجد ورجال الدين وقادة الأطراف التي تقاتل بعضها أن يستغلوا هذا الشهر لوقف الإقتتال ، وبث روح الإخاء والتسامح، وحفظ أرواح الأبرياء التي تزهق كل ساعة تمر .
ويأمل اليمنيون إحلال السلام في رمضان والدخول في هدنة دائمة تنهي الاقتتال في البلد التي لم تعد تحتمل المزيد.

 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
«جنيف» يربك المشهد اليمني.. (تحليل خاص)
في ما يسمّى التطرّف
طريق السنغال إلى أموال السعودية تمر عبر اليمن
طلق المخاض وحوار الرياض
صاحبة الجلاله في غرفة الانعاش