رمضان في اليمن.. جلسات القات تتسيد المشهد
الثلاثاء 16 يونيو-حزيران 2015 الساعة 12 مساءً / المركز اليمني للإعلام-إرم
عدد القراءات (4193)
         
مع اقتراب شهر رمضان المبارك لا يبدو أن شيئاً ما سيتغير بالنسبة لمتعاطي نبتة القات عدا توقيت مضغها ، إذ يتعين على المخزنين صوم نهار رمضان ، فيما سيكون الليل عبارة عن مجالس يتجمع فيها اليمنيون وكالعادة يتناقشون طويلاً ويخرجون ممتلئين بتهديدات مبهمة.

ويتغير الجدول اليومي للمخزنين مع حلول شهر رمضان في اليمن إذ تكون فترة النهار للنوم عدى ساعات الصلاة وبعد آذان المغرب يتناول اليمنيون وجبات شعبية كثيرة الدسم وقليلة الفائدة ثم يجلسون لمضغ القات ، مع الأصدقاء والأقارب.

ويقول بدر العنسي (بائع قات) لشبكة ارم الإخبارية" "شهر رمضان يكون شاقاً بالنسبة لمزارعي وبائعي القات على عكس المتعاطين ،حيث نقضي الليل في بيع النبتة ، وبعد تناول وجبة السحور نذهب إلى مزارعنا لقطف الشجرة ورصها استعداداً لبيعها ويتطلب ذلك ست ساعات على الأقل".

وفي صنعاء مئات الأسواق الكبيرة المتواجدة في شوارع رئيسية، وتتراوح أنواع القات وأسعارها حسب قدرة المستهلك، إذ قد يصل سعر بعض الأنواع الشهيرة والتي لا يتجاوز وزنها نصف كيلو جرام أكثر من 50 دولارا، وأقلها جودة 5 دولارات.

وعند سؤاله عما إذا كان هناك وقت يقضيه مع أسرته أو للتنزه يضحك بدر: "لا مجال للتنزه مع الأسرة أو الأصدقاء في الأيام العادية ناهيك عن شهر رمضان الذي يعتبر موسما رائعا لجمع الأموال".

ولم يعد تناول القات في اليمن مقتصرا على الرجال حيث اتسعت في السنوات الأخيرة ظاهرة "تخزين" النساء وشملت مختلف الشرائح الاجتماعية.

وباتت رؤية النساء الباحثات عن شجرة القات في الأسواق التي يتسيدها الرجال أمرا اعتياديا.

طقوس مضغ القات

ثمة طقوس معينة لمضغ القات في بعض مناطق اليمن ، فعادة ما يحضر كل شخص حزمة القات الخاصة به يحملها تحت ساعده ،إذا كان القات من ذلك النوع الطويل ، ثم يخلع نعليه عند عتبة "الديوان" ويقوم بتحية الحضور قائلا السلام عليكم ، فيرد عليه الحضور بانسجام "وعليكم السلام" وأحيانا يزيد الحضور بالقول "ورحمة الله وبركاته" يقوم بعدها بمصافحة الحضور فرداً فردا باتجاه عكس عقارب الساعة.

ويقوم من يعرف الشخص القادم أو يكن له الاحترام بالنهوض ومصافحته واحتضانه ، ويجلس الناس وظهورهم إلى الجدار متكئين بمرافقهم اليسرى على وسائد ثابتة ومرتفعة قليلاً وثني أرجلهم وأوساطهم ، ويعتبر مد القدم وسط المجلس نقصاً في أسلوب آداب الجلوس مالم يكن الحضور من الأصدقاء المقربين أو من أفراد العائلة.

ويقوم البعض بتدخين السجائر بينما يشترك البعض في شرب"النارجيلة" وتجد أمام ماضغي القات قوارير الماء والشاي ومشروبات الطاقة.

وتجمع الحضور صداقات حميمة وفي الغالب يقوم أحدهم بانتقاء غصن من القات ويرميه لشخص آخر كتعبير عن الصداقة وحسن النوايا.

وبالنسبة لحديث الحضور فغالباً ما يدور حول الحكومة والسياسة والأحداث الدولية وأي شي يخطر على البال، ولكن ليس عن الفروسية أو كرة السلة.

وهذه الجلسات تشكل حاجة اجتماعية في بلد كاليمن حيث وسائل الترفيه محدودة.

نسبة التعاطي

وتشير التقديرات إلى أنّ نحو 90% من الذكور البالغين يمضغون القات يومياً،. أما نسبة الإناث فتشكل قرابة 50% ، وتشير نتائج إحدى الدراسات التي أُجريت لصالح البنك الدولي في الآونة الأخيرة إلى أنّ 73% من النساء في اليمن يمضغن أوراق القات بشكل متكرّر نسبياً.

وما يثير الدهشة ، في الوقت ذاته، نزوع 15% إلى 20% من الأطفال دون سن 12 عاماً إلى تعاطيه بشكل يومي أيضاً.

مجالس القات

يضع المتعاطي أوراق القات في فمه ثم يقوم بمضغها وتخزينها في أحد شدقيه ويمتصها ببطء مع الكثير من الماء أو خلطات متنوعة من مشروبات الطاقة.

ويجلس متعاطو القات في مجموعات مفعمة بالحيوية يتجاذبون أطراف الحديث ويضحكون ويقتلعون في الوقت ذاته، الأوراق الطرية من الأغصان لوضعها داخل خدودهم حتى تمتلئ وتتخذ شكل كرة التنس تقريباً.

وتستمر الجلسة التي تتخذ شكلاً حميمياً بين الناس لساعات طويلة، حيث يبدأ "التخزين" بعد تناول وجبة العشاء الذي يكون غالباً بين الثامنة والتاسعة ليلاً ويستمر إلى قبيل أذان الفجر.

القات والاقتصاد

يتسبّب القات في تدهور الاقتصاد اليمني الضعيف أصلاً حيث يقوم المزارعون باقتلاع الأشجار المثمرة وأشجار البنّ لاستبدالها بمحاصيل القات التي تعود بفوائد مالية كبيرة وسريعة.

ويقوم المزارعون برش القات بأنواع محرمة من السموم تعمل على تسريع عملية نموه في أقل من وقته المعتاد بشكل كبير.

وتراوحت المساحة المُخصّصة لزراعة القات في اليمن، في الحقبة الممتدة من عام 1970 إلى عام 2000، بين 8000 هكتار و103000 هكتار.

ويُخصّص نحو 60% من الأراضي التي تُزرع فيها المحاصيل النقدية لزراعة القات بحسب دراسات.

القات والمياه

والقات لا يتسبّب في استبعاد المحاصيل اللازمة الأخرى فحسب، بل إنّه يمتصّ الموارد المائية أيضاً، ذلك أنّ سقي محاصيل القات يستهلك بحسب منظمات مدنية نحو 27% إلى 30% من مياه اليمن الجوفية.

وصنفت صنعاء على أنها أفقر عاصمة في العالم فيما يتعلق بمخزون المياه الجوفية، وتقول تقارير اقتصادية إنه ربما بحلول العام 2026 ستشهد صنعاء جفافاً للمياه الجوفية.

 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
هيئة الأثار تستنكر استهداف التحالف لسد مأرب
‎رغم الصعوبات والعراقيل‫..‬ منجم الذهب بأفلح الشام‫..‬وواعدية الاستثمار
أعجوبة صور الصين العظيم