صنعاء .. عيد بائس في طريق العودة إلى الوراء عقودا طويلة
الجمعة 17 يوليو-تموز 2015 الساعة 08 مساءً / المركز اليمني للإعلام - فاروق الكمالي
عدد القراءات (1330)

العيد في صنعاء هذا العام يشبه صورة أخرى التقطت على عجل لكنها في طريق عودة المدينة إلى ما قبل ثمانينيات القرن المنصرم.

المركز اليمني للإعلامطوابير الراتب طوابير البترول

منذ السابع والعشرين من شهر رمضان، وحتى ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الأول لعيد الفطر كان الآلف من " موظفي الجهاز الإداري للدولة في العاصمة صنعاء مضاف إليهم من قدموا من المحافظات القريبة من العاصمة يقفون في طوابير طويلة من البشر أمام فروع البريد في كل المناطق منتظرين استلام مرتباتهم لعلهم يحضون بفرصة للتسوق وشراء ما تيسر من الاحتياجات الضرورية للعيد الذي شكل هذه المرة كابوسا ثقيلا جدا بعكس السنوات السابقة وبعيدا عن مكاتب البريد ، كان الألاف من المواطنين ينتظمون في طوابير أخرى أمام محطات الوقود على أمل التزود بلترات من البترول والديزل لتسير محركات سياراتهم أو لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بهم.
المركز اليمني للإعلام

لكن "توفيق العبسي " الموظف الذي وقف الساعات الطويلة ليومين متتالين أمام مكتب البريد حتى يتمكن من الحصول على مرتبه الذي لا يتجاوز 40 ألف ريال، لم يستطيع الوصول إلى شباك موظف البريد ليتسلم راتبه، ومثله الكثيرين من الموظفين ولم يكن من هم في الجانب الأخر مساربين أمام محطات الوقود بأفضل حض من منهم حيث أغلقت المحطات أبوابها والأف السيارات واقفة في طوابير طويلة جدا، وبينما قالت إدارة البريد أنها ستستمر في صرف المرتبات عبر مكاتبها حتى في إجازة العيد، فقد أغلقت المحطات أبوابها دون أي تنويه إلى موعد العودة للعمل مكتفيه بإشعار المواطنين بأن كمية الوقود لديها نفذت.

صبيحة العيد

المركز اليمني للإعلام

صبيحة العيد كان المشهد أكثر بؤسا في عاصمة شوارعها خالية من السيارات ومحلاتها التجارية مغلقة حتى تلك المحلات الخاصة ببيع الملابس وصالونات الحلاقة الرجالة التي كانت في كل عيد تواصل عملها حتى الثانية عشرة ظهرا كانت قد أغلقت أبوابها هذه المرة في الساعة الثانية عشر منتصف ليلة العيد، حيث تلاشت القدرة الشرائية للمواطنين يوما عن يوم في ظل ارتفاع جنوني للأسعار وفي مقدمتها أسعار المواصلات الداخلية، قالت صحيفة "العربي الجديد" نقلا عن تجار ملابس يمنيون أن محال الملابس الجاهزة في العاصمة صنعاء، تمر بحالة ركود بسبب ضعف الإقبال على الشراء من جانب المواطنين، رغم إعلانها عن تخفيضات قياسية تزامناً مع موسم عيد الفطر.

وأوردت الصحيفة الإلكترونية عن تاجر ملابس اسمه محمد حمود قالت إنه كان أحد تجار صنعاء المعروفين ويمتلك محلين تجاريين في شارع القصر أحدهما للملابس والآخر للأحذية الإيطالية لكنه بات بائعا متجولا بشارع هائل بعد تدهور القدرة الشرائية للمواطنين ولم يعد قادرا على دفع إيجارات المحلات ورواتب العمال، في ظل الحرب التي أصابت كثير من القطاعات الاقتصادية وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها بالركود وبشكل خاص سوق الملابس والأحذية، حيث يفضل المواطنين اليمنيين توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية عن شراء الملابس والأحذية إلا في حدودها الدنيا وللضرورة.

المركز اليمني للإعلام

وبدت حدائق الألعاب الخاصة بالأطفال والعائلات في العاصمة أطلال مهجورة إلا من بعض قراطيس تعبث بها الرياح في أرجاء تلك الحدائق التي على بساطتها كانت ترسم على وجوه الأطفال ملامح العيد، لكنها هذه المرة لم تكن قادرة على رسم أية ملامح للابتسامة في وجوه الأطفال ونفوس الأهالي وظل الأطفال حبيسي حواريهم ومنازلهم مكتفين بالعبث بالألعاب النارية " الطماش " والاستماع إلى أصوات مضادات الطيران وانفجارات صواريخ طائرات التحالف العربي ومع كل انفجار قادم من خلف السحاب ترتسم على وجوههم علامات استفهام كبيرة تستوضح طبيعة ما يجري في بلادهم ولماذا يقف أباءهم هذه المرة عاجزين عن نقلهم إلى الحديقة كما كانت عليه العادة.

  
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
بعد فشل الهدنة.. الأوضاع الإنسانية تتفاقم في اليمن
«الصحة العالمية» تعلن عن تقديمها إمدادات عاجلة لعدن
مقتل 21 في اليمن في ضربات جوية للتحالف بعد يومين من سريان هدنة
الصحة: توقف الخدمات الصحية في 11 محافظة
الفن الصخري اليمني ضمن قائمة جديدة للتراث العالمي