هل صارت "المكلا"مصيدة "الدرونز" لقيادات "القاعدة"؟!
الأحد 13 سبتمبر-أيلول 2015 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام-صنعاء
عدد القراءات (1221)
          

تصاعدت وتيرة الهجمات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار "الدرونز" في اليمن ضد قيادات تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، منذ سيطرة مسلحي التنظيم مطلع أبريل الماضي، على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ، في وقت يحاول علماء دين ووجهاء قبليون وسياسيون استمرار الحوار مع مسلحي التنظيم لإنهاء سيطرتهم على ما تبقى من المقرات الأمنية ومعسكرات الجيش.   

وتواصل الطائرات الأمريكية بدون طيار هجماتها المميتة ، ضد المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة"، رغم غياب الدولة الشرعية التي اختطفتها مليشيات الحوثي - صالح الانقلابية، وانشغال اليمنيين بظروف الحرب التي تشنها ضده هذه المليشيات منذ عام، تحت ذريعة محاربة "التكفيريين والدواعش"، الأمر الذي لطالما اُعتُبِر في نظر المراقبين للشأن اليمني بمثابة تحالف سري بين مليشيات الحوثي الانقلابية والولايات المتحدة الأمريكية في حربها على ما تسميه "الإرهاب".

   

يأتي فيما لا تزال المعلومات متضاربة بشأن هجوم لطائرة أمريكية دون طيار استهدفت أمس الأول منزلاً بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، أثناء اجتماع لقيادات من تنظيم "القاعدة"، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بحسب رويترز، غير أن مصادر محلية نفت حدوث غارة هناك في حينه، مشيرة إلى وقوع العديد من الغارات في وقت سابق.

   

ويعزو محللون سياسيون نجاح ضربات الطائرات الأمريكية في تصفية عدد من قيادات "القاعدة"، بمن فيهم أمير التنظيم ناصر الوحيشي المكنى "أبو بصير"، إلى الظهور العلني لقيادات التنظيم بسيطرتهم على المكلا، وذلك على غرار ما حدث قبل أربعة أعوام في محافظة أبين عندما سيطر التنظيم على عدد من المدن، قبل أن يعلن انسحابه منها بعد خسارته العديد من قياداته الميدانية خلال الحرب مع القوات الحكومية آنذاك وهجمات الطائرات دون طيار.

   

لَكِن الصحافي اليمني المتخصص بشؤون القاعدة عبدالرزاق الجمل في تصريح لموقع "الإسلام اليوم"، يرى أنه لا توجد علاقة لظهور القاعدة شبه العلني في حضرموت باغتيال قياداته في هجمات الطائرات بدون طيار، "بل للجواسيس المزروعين في صفوف التنظيم منذ زمن، ومن هؤلاء من كان يصل إلى الدائرة الصلبة في التنظيم، وقد أعدم التنظيم اثنين (جنسية سعودية) كانا السبب في مقتل كثير من قادة التنظيم".

   

وأضاف الجمل بأن "القاعدة لم تسيطر على مدينة المكلا وإنما سيطرت على المعسكرات والمقرات الأمنية الموجودة في المدينة، بحجة أن قوات الجيش والأمن هي التي سهلت لجماعة الحوثي السيطرة على كثير من المحافظات اليمنية"، مشيراً إلى أن "خروج قوات الأمن والجيش من مدينة المكلا كان يعني دخول المدينة في حالة من الفراغ الأمني، لهذا قررت القاعدة تسلميها لمجلس أهلي تشرف هي على أدائه".

   

وتابع الصحافي الجمل: "لو كانت القاعدة تريد السيطرة على مدينة المكلا والبقاء فيها، كما حدث في أبين عامي 2011 و 2012م، لما سلمتها للمجلس الأهلي".

   

وَقَد طالت هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار معظم المناطق اليمنية، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين كثر طيلة السنوات الماضية، وأثارت انتقادات واسعة لمنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، كما أثارت انتقادات خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

   

وتصاعدت وتيرة هذه الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مسلحين ينتمون إلى جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في مدينة المكلا، كبرى مدن جنوب اليمن، حيث يواصل علماء دين وشخصيات اجتماعية ومكونات سياسية الحوار مع قيادات في الجماعة، لإنهاء ما تبقى من سيطرتهم على المقرات الأمنية ومعسكرات الجيش، من أجل تجنيب هذه المحافظة، المعروفة بهدوئها والمترامية الأطراف، ويلات الصراع والحرب التي تدور رحاها في العديد من مناطق البلاد.

   

وكان مسلحو "أنصار الشريعة" بسطوا سيطرتهم على مدينة المكلا مطلع أبريل الماضي، وقاموا بتحرير عشرات السجناء المنتمين للجماعة، قبل أن يسلموا معظم المرافق الخدمية والمؤسسات المدنية لمجلس أهلي يضم ممثلين عن أبناء حضرموت، وذلك بموجب اتفاق يضمن حماية المحافظة من أي اجتياح محتمل للمتمردين الحوثيين.

   

وشهدت مدينة المكلا، الخميس الفائت، لقاء تشاورياً، بحضور ممثلين عن الحراك الجنوبي وممثلي بعض منظمات المجتمع المدني وعدد من قيادات المجلس الأهلي الحضرمي والعلماء، لمناقشة السبل الكفيلة بتجنيب حضرموت الاحتراب والوصول إلى تفاهم مع عناصر "أنصار الشريعة"، من أجل الخروج الآمن من مدن ساحل حضرموت في ظل الحوار الذي يجريه عدد من العلماء مع جماعة "أنصار الشريعة" من جهة، والسلطة الشرعية من جهة أخرى.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الحرب المنسية في اليمن
ما هدف التحالف من تصعيد عملياته باليمن؟
الاقتصاد اليمني محاصَر برّاً وبحراً وجوّاً
48 مليون دولار كلفة حفلات الزواج اليمنية خلال الصيف
جهود أممية وتنازلات لتفادي معركة صنعاء وتصعيد سعودي غير مسبوق