مسيحيو اليمن.. حضور بجزيرة العرب منذ القرن الرابع الميلادي
الإثنين 14 سبتمبر-أيلول 2015 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام-عبدالإله تقي عدد القراءات (2242)
قد يعتقد البعض أن مدينة عدن اليمنية هي أول مدينة احتضنت أربع كنائس مسيحية في الجزيرة العربية منذ القرن التاسع عشر، لكنهم لا يعلمون أن اليمن كانت أول حاضن للمسيحية في الجزيرة منذ القرن الرابع الميلادي. وتوجد في وسط اليمن اليوم قرية "ماريا" المسيحية التي تم تعديل اسمها إلى "حامية القرية ماريا" قرب عاصمة الحميريين "ظفار" (100 كلم جنوب العاصمة صنعاء). وتتبع القرية نمط بناء الأديرة الحصينة القديمة، ويقال إن تاريخ بناء هذه القرية يرجع إلى القرن الخامس الميلادي لتكون أقدم أثر مسيحي قائم في اليمن والجزيرة العربية، بينما توجد كنيسة صغيرة لا تزال قائمة في منطقة وصاب. وفي قلب "صنعاء القديمة" كنيسة قديمة تُدعى "القُلّيْس" وهي كلمة "إغريقية" تعني الكنيسة التي بناها حاكم الأحباش الغازي لليمن "أبرهة الأشرم" عام 525 ميلادية، وحوّلها إلى كعبة العرب في الجزيرة. وهي اليوم مجرد حفرة واسعة تسمى "غُرقة القليس" كشاهد على فشل حركة التنصير في أرض الجزيرة العربية. وتشير مصادر تاريخية أنه في عام 354 ميلادية، أرسل الإمبراطور الروماني قنسطانطيوس الثاني، المبشر ثيوفيلوس في بعثة إلى اليمن الذي اجتذب قبائل حميرية بكاملها للمسيحية وشيد ثلاث كنائس، كانت كنيسة ماريا نواة القرية المذكورة. وقد آمن بالمسيح عدد كبير من أهل اليمن في القرن الرابع ميلادي، مثل قبيلة الغساسنة و قبيلة الحارث بن كعب الذي ظل يقاتل الجماعات المضطهدة للمسيحيين في الجزيرة العربية. كما تنصّرت قبائل من نجران وقبيلة الفرسانيين التي سكنت مدينة المخاء على الساحل الغربي وقبيلتي بني الصدف وبني الحارث بن عمر الذين سكنوا حضرموت، ولم يعد لهم جميعاً وجود اليوم. التاريخ الحديث المسيحيون اليمنيون اليوم طائفة صغيرة مبعثرة تعيش حياة معزولة، وبحسب بعض المصادر إن غالبيتهم من أصول هندية مهاجرة إلى اليمن وتحمل الجنسية اليمنية، في حين تقول بعض المصادر إن من بينهم أعضاء من المتحولين عن الإسلام، ولا يسمح في اليمن بالتبشير الديني. والمسيحيون عموما في اليمن لا يمثلهم كيان علني، خاصةً مع منع القانون أنشطة التبشير ووجود الإعدام كحد للردة عن الإسلام.
الانقلاب الحوثي ومع ظروف الحرب الأهلية الراهنة، نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، المدفوعة بأسباب مذهبية، يكون من الخطورة لليمني البوح بنصرانيته خوفاً على حياته من النهاية حداً، رغم أن حداً مشابهاً لم يحدث في تاريخ اليمن المعاصر، غير أن حادثاً إرهابياً أدى لمقتل كامل طاقم أميركي كان يؤدي مهمة طبية في مرفق طبي تبشيري في منطقة "جِبلة" الريفية وسط اليمن قبل 10 سنوات.
ويتذكر الشاب أن السفارتين الأميركية والألمانية رفضتا لمنظمته ثلاثة مقترحات لمشروع ثقافي يهدف لنشر الحوار والتسامح الديني، ويضم شباباً من الديانات السماوية الثلاث، إلا أن المقترحات رُفضت بنفس السرعة خوفاً من تحريض الصحافة المحلية والرأي العام المحلي ضدهما، رغم أن المشروع سينفذ في الخارج. يختصر الشاب حديثه قائلاً "حينها فقط عرفت خطورة معنى أن تكون مسيحياً يمنياً". |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا