هل ستكون معركة الشمال الصخرة التي تحطم التحالف؟
الإثنين 14 سبتمبر-أيلول 2015 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني للإعلام-ساسة بوست
عدد القراءات (1432)

قبل أسبوع تقريبا، أطلق الحوثيون صاروخًا روسيًّا "توشكا" على مقر اللواء 107 في منطقة صافر بمأرب، مقر قيادة القوات الإماراتية في مأرب، ويتأكد مقتل 60 من جنود التحالف العربي45 إماراتيا و10 سعوديين و5 بحرينيين الجمعة في هذا الهجوم الصاروخي، وترتفع وتيرة الأحداث في مسرح العمليات العسكرية لتتجه من منطقة الجنوب إلى الشمال في محاولة منه لحسم المعركة، خصوصًا بعد عملية الحشد العسكري، وبدء أول عملية برية في شمال اليمن. 

السطور التالية، تشرح مآلات هذه المعركة المُحتملة، والتي سيتم استخدام الغزو البري فيها لأول مرة منذ بدء عملية الهجوم على الحوثيين، كذلك استعراض الموقف العسكري للتحالف، والصعوبات التي تجعل من معركة الشمال أكثر صعوبة من معركة الجنوب .

 

ماذا حقق التحالف العربي بعد 3 شهور من القصف المتواصل لأهداف الحوثيين؟

نجحت ضربات التحالف في تدمير معقل الحوثيين في صعدة، مدينة تعز المركزية، ومدن أخرى، إلى جانب حصار جوي وبحري قاس منع بشكل أساسي وصول الغذاء والماء إلى الدولة الفقيرة، بجانب ارتفاع عدد القتلى إلى 1000 شخص، والقضاء على مئات العقود من العمل المتوفرة في اليمن، وهو ما دفع العديد من المنظمات الدولية إلى إدانة هذه الهجمات.

 

كذلك نجحت هذه الضربات الجوية في القضاء على الجزء الأكبر من القدرات الجوية والصاروخية للحوثيين وحلفائهم في الجيش اليمني في منطقة جنوب اليمن، وإعادة السيطرة على المدن اليمنية في منطقة الجنوب كعدن وشبوة، فيما ظلت معارك الوسط في تعز وإب مستمرة، بينما فشلت في الشمال في تحقيق أي تقدم ميداني أمام سيطرة الحوثيين .

 

منطقة شمال اليمن.. الصخرة التي قد تحطم آمال التحالف

تشير كل الحسابات العسكرية إلى أن معركة تحرير شمال اليمن ستكون أصعب وأكثر تكلفة من معركة الجنوب، وهو ما يجعل لمعركة الشمال تداعيات أساسية على اختيارات الدول المُشاركة في التحالف حال ارتفاع حجم الخسائر البشرية للعناصر المُشاركة، أو صعوبة تحقيق سيطرة على هذه المناطق .

 

تباين المصالح الإستراتيجية للدول المُشاركة في التحالف، يجعل من مسألة الخلاف الداخلي داخل الدول المُشاركة في التحالف أحد الاحتمالات المطروحة كأسس لإنهاء الأزمة في اليمن حال التعثر في تحرير الشمال.

 

في ضوء هذا التباين، يتبلور الخلاف بشكل رئيسي بين السعودية والإمارات؛ ففي حين خسرت الإمارات في تحريرها لمنطقة الجنوب 7 جنود في 4 شهور، فإن خسائرها البشرية وصلت إلى 45 جنديًّا في يوم واحد، وهو ما يرجح من صحة التقارير التي تتحدث عن تفضيل الإمارات لفصل جنوب اليمن عن شماله، تجنبًا للتكلفة الضخمة نتيجة هذه المعركة، والاكتفاء بالسيطرة على ميناء عدن الإستراتيجي، بينما يناقض ذللك وجهة النظر السعودية التي يُعد تمركز الحوثيين في الجنوب بالنسبة لها تهديدًا مباشرًا للحدود السعودية اليمنية، خصوصًا أن الهجمات التي تنطلق من جانب الحوثيين تجاه نجران تنطلق من الجنوب.

 

ما هي أبرز خسائر التحالف العربي في معاركه ضد الحوثيين؟

في 6 يونيو العام الحالي، انطلق صاروخ روسي "توشكا"، الذي أطلقته قوات الحوثيين، مُستهدفة قاعدة الملك خالد الجوية، أكبر قاعدة جوية في السعودية ومركز عمليات لحملة القصف الحالية، والذي راح ضحيته قائد القوات الجوية السعودية الفريق الركن محمد بن أحمد الشعلان، والذي ينتمي لعائلة شعلان وهي عائلة سعودية بارزة، وتربطها صلات نسب مع عائلة آل سعود .

 

وحاول النظام السعودي التكتم على خبر مقتله، والتكتم على ضحايا هذا الهجوم، لكن سرعان ما انكشف للوسائل الإعلامية بعد الإعلان عنه، وتعتبر عائلة شعلان هي عائلة بارزة على الصعيد الوطني، وتربطها صلات عن طريق الزواج والتحالف السياسي بعائلة آل سعود الحاكمة.

 

كذللك كانت واقعة الهجوم الصاروخي في بداية هذا الشهر الجاري على مقر قيادة القوات الإماراتية في مأرب، والذي راح ضحيته 60 من جنود التحالف العربي (45 إماراتيا و10 سعوديين و5 بحرينيين).

 

معركة التحالف الحقيقية.. من عدن إلى مأرب وصنعاء

منذ انطلاق "عاصفة الحزم" ومن بعدها "إعادة الأمل"، تركزت مُعظم هجمات التحالف على تحرير "عدن" باعتبارها المدينة التي يمكن تأمينها، أو جعلها عاصمة مؤقتة لليمن، كما أعلن ذلك "هادي" قبل إخراجه منها. وذلك بهدف تهيئتها كمنطقة آمنة لعودة الرئيس "عبدربه منصور هادي" والحكومة الشرعية لممارسة مهامهم من "عدن" وهذا بحد ذاته سيخفف من العبء الذي يمثله وجود كل هؤلاء في العاصمة السعودية الرياض.

 

إلا أن عمليات القصف المُستمرة من جانب الحوثيين خصوصًا بعد الهجمة الأخيرة القادمة من مأرب، جعلت إعادة النظر في أولوية تنسيق الهجمات العسكرية تجاه الشمال، شرًّا لابد منه، خصوصا مع الهجمات المُستمرة التي تتعرض لها قوات التحالف من هذه المنطقة.

 

تُعتبر مأرب هي المعركة الكُبرى المُممهدة لصعدة مقر الحوثيين، وكذللك صنعاء، حيث تصل طرق مأرب مباشرة إلى صنعاء وجبال صعدة.

 

في سياق التجهيز للمعركة، تم الدفع بقوات إضافية هي قطرية ومصرية ومن جنسيات دول أخرى تشارك في التحالف، وستكون لها مهام قتالية محددة، بجانب التعزيزات السعودية، وكذللك إرسال الخرطوم 6 آلاف جندي من قوات الصاعقة السودانية إلى اليمن للانضمام لقوات التحالف.

 

ما الذي يجعل تحرير منطقة الشمال أصعب بكثير من منطقة الجنوب؟

تعد معركة تحرير منطقة الشمال أكثر كلفة لقوات التحالف، لاعتبارات جغرافية وسياسية حيث أن انحصار تواجد مقاتلي "القاعدة" في جنوب اليمن، وهي العناصر التي كانت أحد العناصر الداعمة لقوات التحالف في حربه الضروس مع الحوثيين، بجانب أن تقدم القاعدة نحو شمال اليمن يجعلها قاب قوسين أو أدنى من الحدود السعودية، مما يهدد بالدخول إلى الداخل السعودي .

 

كذللك فالطبيعة الجغرافية في الشمال تختلف بشكل كامل عما هي عليه في الجنوب؛ فالشمال يتمتع بطبيعة جبلية وعرة تجعل منه حصنًا للقوات المدافعة وعائقا كبيرًا أمام القوات المهاجمة، مما يصعب عملية تقدم القوات البرية وإمدادها اللوجستي، بالإضافة إلى ضعف مناورة سلاح الجو وعدم قدرته على إصابة أهدافه بدقة في مثل هكذا مناطق.

 

من هي أبرز القوات المُشاركة في تحرير منطقة شمال اليمن؟

كذللك دفعت القوات المسلحة المصرية بـ 800 جندي مصري إلى اليمن، للمشاركة في عملية التدخل البري ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين، وفقا لما نقله مصدر لوكالة رويترز.

 

كذللك يشارك في المعركة 1000 جندي قطري وصلوا إلى حضرموت برفقة 150 مدرعة عسكرية بعد عبورالحدود السعودية اليمنية حيث ستنتقل القوات إلى مأرب عبر شبوة .

 

كذللك تشارك السودان بستة آلاف جندي بقيادة لواءين من قوات الصاعقة ووحدة المهمات الخاصة للمشاركة في العملية العسكرية لتحرير صنعاء وبقية المدن اليمنية من ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح.

 

كذلك أعلنت قيادة الجيش اليمني جهوزية نحو 10 آلاف مقاتل في الجوف للمشاركة في تحرير محافظات مأرب والجوف وصعدة والتوجّه صوب صنعاء.

 

عُمان ..دولة مجلس التعاون الخليجي البعيدة عن المعركة

من بين دول مجلس التعاون الخليجي الخمس بقيت عُمان بعيدة، حيث رفضت عُمان الانضمام للحرب على اليمن للعلاقات الودية مع طهران. بالإضافة إلى ذلك، فالمواطن العُماني يكنّ عداء وكراهية للسعودية باعتبارها الدولة التي تسعى لإشعال الفتن دوما بين السنة والشيعة في المنطقة، وهذا ما انعكس على السلطة في عمان، خصوصا أن الأغلبية في عُمان من المسلمين الإباضية .

 

الغزو البري.. إستراتيجية محفوفة المخاطر

في العملية البرية المحُتمل تنفيذها خلال الأيام المُقبلة، ستكون محفوفة بالعديد من المخاطر كوقوع ضحايا في مثل هذه الحملة وستكون أرقامهم كبيرة، خصوصًا أن جغرافية المناطق التي يعرفها الحوثيون بشكل جيد ستمكنهم من كسب العديد من النقاط حيال هذه القوات البرية، التي وقعت نتيجة التضاريس الجغرافية في قبضة العناصر الإرهابية كما هو الوضع للجيش المصري في سيناء رغم كثافة الحملات الهجومية .

 

في حالة نجاح هذا التحالف البري في تحقيق الانتصار على الحوثيين، فإنه سيقع في خطر قلب السكان المحليين ضدّه، كذلك فستكون القوات البرية المنتشرة في اليمن أيضًا عرضة لهجمات من المليشيات القبلية التي تكره القوة الأجنبية ولهجمات القاعدة في الجزيرة العربية ولوكلاء الدولة الإسلامية.

 

إستراتيجية التحالف لتحرير «صنعاء» أبرز مدن الشمال

إستراتيجية قوات التحالف تنطلق من مأرب حيث ستوكل المهمة في ذلك إلى قوات الجيش الوطني المتواجدة حاليا في المحافظة، البالغ عددها أكثر من 20 ألف جندي، على أن تتولى قوات برية من التحالف العربي مهمة الهجوم من على جبهة الجوف المحاذية للأراضي السعودية، وفق مصادر جواس.

 

أما المحور الثاني من معركة الإطباق على الميليشيات المتمردة في صنعاء، فيتمثل بمحافظتي صعدة الواقعة على الحدود مع السعودية، والحديدة المطلة على البحر الأحمر والمحاذية لمحافظة تعز، التي تعد، بدورها، عاملا هاما في عملية حماية ظهر القوات المتقدمة.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مسيحيو اليمن.. حضور بجزيرة العرب منذ القرن الرابع الميلادي
هل صارت "المكلا"مصيدة "الدرونز" لقيادات "القاعدة"؟!
الحرب المنسية في اليمن
ما هدف التحالف من تصعيد عملياته باليمن؟
الاقتصاد اليمني محاصَر برّاً وبحراً وجوّاً