عيد الأضحى في اليمن..غارات وغلاء وأمل بالإنفراج -تقرير خاص
الخميس 01 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 10 مساءً / المركز اليمني للإعلام-خاص
عدد القراءات (2771)
       

عاش اليمنيون عيد الأضحى المبارك وسط المعاناة المستمرة التي تخلفها حرب مليشيا الحوثين وقوات الرئيس السابق، وغارات التحالف العربي، فيما كانت العاصمة المؤقتة عدن تعيش الأمل على خلفية عودة الرئاسة والحكومة الشرعية اليها والبدء بالإغاثة الإنسانية وتطبيع الأوضاع .

عيد صنعاء : غارات وغلاء
استقبلت العاصمة صنعاء التي تخضع لهيمنة الحوثيين وقوات صالح العيد بإرتفاع كبير للأسعار ومتطلبات الأسرة ، حيث ارتفعت اسعار البنزين والملابس ومستلزمات العيد مع توقف الحالة الشرائية لدى المواطنين .
في أسعار الأضاحي ، وصل سعر بعض راس البقر إلى مليون ريال يمني ، وارتفعت اسعارها مع ايام عيد الأضحى المبارك، ليصل سعر كيلو اللحم البقري إلى "1800، بدلاً منن "1400" مع توقف الإستيراد من افريقيا .
ومما زاد من الحالة الإقتصادية لدى سكان صنعاء ، اختفاء المشتقات النفطية من المحطات الرسمية وظهورها في السوق السوداء بأسعار خيالية، وصل سعر الـ20 لتر إلى"18 ألف ريال يمني" .
المدينة التي كانت قبلة اليمنيين من كل المدن لم تعد كما كانت بسبب ملاحقة الحوثيين لمن يعتبرونهم خصومهم السياسيين والناشطين والصحفيين ، فيما كانت الغارات التي استهدفت منازل ومواقع وسط المدينة ومعسكرات تزيد من المعاناة .
صبيحة العيد ، سقط قتلى وجرحى في تفجير انتحاري استهدف مسجد البليلي بصنعاء اثناء صلاة العيد، الأمر الذي اخفى الابتسامة من وجوه سكانها، وحول العيد الى مأتم .
طائرات التحالف العربي لم تغب مع حلول العيد ، حيث ساهمت في تعكير الفرحة و شنت غارات على مقر قوات الشرطة العسكرية في شارع مارب وسط صنعاء ومواقع مدنية في سعوان المدينة، ما جعل القلق يسيطر عليهم خشية استهداف اماكن متعددة تحول الفرح إلى حزن مصاحب للتفجير الانتحاري.

تعز.. حصار وحرب وغارات
حاولت مدينة تعز استعادة إنتاج مظاهر الحياة والاحتفاء بالفرح كموسم سنوي لمدينة تشهد موسما طويلاُ من الحزن ، في ظل حصار خانق تفرضه قوات صالح والحوثي ، واستمرار القصف على الأحياء السكنية ، لكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح مع استمرار القصف والحصار .
توجه أبناء المدينة المحاصرة الى المحلات التجارية لإقتناء مستلزمات العيد، لكن الأسواق تغيرت ولم تعد كانت ، وارتفعت قيمة أسعار السلع التقليدية كالملابس والألعاب وأنواع الحلوى .
ومع اقبال الناس لشراء الأضاحي ، شهد سوق المواشي ارتفاعاً كبير في الأسعار ، بسبب توقف الإستيراد من أفريقيا وزيادة الطلب عليها والحصار المستمر ، حيث وصل سعر الماشية الواحدة الى 50 أف ريال .
وفي صبيحة يوم العيد ارتكبت قوات الحوثي وصالح مجزرة راح ضحيتها أكثر من 30 شخصا بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال حيث استهدفت حي الضبوعة والتحرير المكتظ بالسكان وسط المدينة بقذائف الهاون ، فيما ارتفع القتلى خلال اسبوع العيد الى أكثر من 50 قتيلاً و80 جريحا من المدنيين حسب مصادر طبية .
ولم يغب طيران التحالف العربي عن غاراته التي استهدفت مواقع للحوثي وصالح بجنوب وشرق المدينة ، فيما تبادل التحالف والحوثي الإتهامات حول المسؤولية عن مجزرة ذباب المخا التي استدفت عرسا نسائيا وراح ضحيته أكثر من 50 معظمهم من النساء والأطفال .


عدن : عيد ممزوج بالأمل وتجاوز مخلفات الحرب
3 أشهر تحت سيطرة الحوثي لعدن كفيلة بتغيير ملامح المدينة وإغراقها بالنكبة ، ومع حلول العيد وتدفق قوافل الإغاثة ، بدأ الأمل يعود تدريجيا للمواطنين ، وبدأت الكهرباء والخدمات الأساسية تعود تدريجيا .
بعد غباب استمر لنصف عام عادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته الى عدن التي تعرضت لإجتياح قوات الحوثي وصالح في مارس المنصرم قبل ان ينسحبوا تحت ضربات التحالف والقوات الموالية للشرعية في يوليو الفائت .
فبعد أشهر من الانتظار بدأ الناس يتسلمون رواتبهم قبل العيد، وينتظر كثيرون في صفوف طويلة منذ الصباح للحصول على راتب شهر، لكن الأعداد التي تأتي إلى مكتب البريد يبدو أنها تفوق قدرته بكثير.
وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع في عدن إلا أنها مستقرة مقارنة بغيرها من المحافظات، فالأفق هنا مفتوح على أيام يتمنى اليمنيون أن تكون أفضل.

وعاد أكثر من 66 الف نازح ينتمون الى عدن لمنازلهم بعد مغادرتهم لها اثناء الحرب التي خلفت المئات من القتلى وآلاف الجرحى ,وانتشرت احتفالات للمواطنين بشوارع المدينة احتفالا بالعيد وبرعاية الهلال الأحمر الإماراتي الذي يتولى ملف الإغاثة للمدينة .

لكن الألغام التي خلفتها قوات الحوثي وصالح وزرعتها في أكثر مناطق المدينة وأبرزها حول المطار ، مازالت تفاقم من المعاناة وتعكر الاحتفال بالعيد ، حيث قتل أكثر من 8 أشخاص في انفجارات متفرقة بالمدبنة.
وتدهور الوضع الإنساني بشدة في اليمن على خلفية تمرد نفذته جماعة «الحوثي» وقوات في الجيش موالية للرئيس السابق، «علي عبد الله صالح» منذ شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي؛ حيث استولت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.


وكانت العديد من المنظّمات الإغاثية الدولية وصفت الوضع الإنساني في اليمن بـ«الكارثي»، ووفق أرقام أممية، تجاوز عدد الضحايا في اليمن جراء القتال، المستمر منذ نحو 6 أشهر، حاجز الـ 4 آلاف قتيل، بينما يحتاج نحو 13 مليون شخص (أكثر من نصف عدد السكان) لمساعدات إنسانيه عاجلة.

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مقاومة البيضاء .. وخذلان القيادة
ضحايا مدنيون وأضرار بالغة بالممتلكات حصيلة ليلة مرعبة عاشتها صنعاء بفعل غارات طائرات التحالف- تقرير
الحكومة اليمنية تحاصر صنعاء وتستعد للعودة الى عدن (تقرير خاص)
برلمان الأطفال في اليمن: يجب أن تتوقف الحرب
الحرب المنسية في اليمن (تقرير)