وكان الإمام حضر برفقة بعض المسلحين الذين حاولوا فرض وجوده بالقوة، إلا أن المصلين تصدوا له، وحالوا بينه وبين الإمامة، ما دفع المسلحين إلى طلب قوة إضافية، لكن المصلين بدؤوا في ترديد شعارات مناهضة للانقلابيين، ورددوا هتافات "لا للقاعدة .. لا للإرهاب"، ما دفع المتشددين إلى الانسحاب من المسجد.
هدم المعالم الأثرية
وأشار أحد شهود العيان إلى أن كافة المصلين رفضوا وجود العنصر القاعدي وسطهم، وطالبوه بالخروج من المسجد، ولم يتهيبوا من وجود المسلحين الذين حاولوا فرضه بالقوة، وقال "المتطرفون باتوا يهددون السلم الأهلي بالمحافظة، وذلك بسبب تدخلهم في حياة الناس، وفرض آرائهم بواسطة العنف والتهديد، كما زادت النقمة الشعبية بحقهم بعد اعتداءاتهم على منشآت ثقافية حضارية، وهدمهم لكثير من المباني الأثرية التي كانت تميز المحافظة، بحجة أنها مخالفة للشريعة، ولم يكترثوا لمحاولات الكثيرين منعهم من ذلك، وإيضاح أنها لم تعد أماكن للعبادة، بل صروح حضارية تميز المحافظة وتشير إلى سبقها الحضاري والعمراني على بقية المحافظات".
وكانت مصادر مقربة من التنظيم - اشترطت عدم نشر هويتها - أكدت في تصريحات إلى "الوطن" وجود خلافات داخلية قوية باتت تعصف بقيادات التنظيم في المكلا، خصوصا بعد سيطرة عناصر من خارج أبناء المحافظة على مقاليد القيادة الفعلية، واتخاذها عددا من القرارات أسهمت في تأجيج الشارع الحضرمي ضدها، ومن بين تلك القرارات هدم وتفجير عدد من المعالم الدينية، تقع في وسط أحياء سكنية بقنابل شديدة الانفجار.
تزايد النقمة الشعبية
وتابع المصدر قائلا "كل هذه التجاوزات والاعتداءات على حريات المواطنين أدت إلى تأجيج مشاعر العداء والكراهية وسط سكان المكلا تجاه عناصر القاعدة، واتضح هذا في عدد من الصدامات التي وقعت بين الجانبين، وآخرها المظاهرة الحاشدة التي نظمها المواطنون للمطالبة بخروج المتشددين، رغم محاولة منعها بواسطة التهديد والوعيد".