قضبان إسرائيل تحرم فريقا فلسطينيا من نزول الملاعب
الموضوع: حقوق وحريات

من قيس أبو سمرة: في ملعب متواضع ببلدة النبي صالح غربي رام الله، يركض اللاعب مجد التميمي (23 عاما) وحيداً خلف كرته، بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي 11 فردا، هم لاعبو فريق كرة القدم لنادي البلدة الذي ينتمي إليه.

مجد (لاعب خط الوسط) يقول "منذ عدة أشهر ونحن نتدرب لخوض مباريات المناطق (مباريات تؤهل الفرق لدخول منافسات الدرجات في الدوري الفلسطيني) مطلع آذار/مارس القادم، لمحاولة الحصول على مراتب متقدمة لدخول مباريات الدرجات في الدوري الفلسطيني، لكن اعتقال الزملاء حطم الحلم".

وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل 11 لاعبا من أعضاء الفريق الرياضي، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة والقدس، أعتقل خلالها نحو 2000 فلسطيني، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

ويضيف التميمي "في كل عام يعتقل الجيش الإسرائيلي عددا من اللاعبين، ويحرمنا من الوصول إلى الدرجة الرياضية الأولى".

مجد، غاب عن معشوقته (كرة القدم) طيلة عامين، إثر إصابته بقنبلة غاز أطلقها الجيش الإسرائيلي خلال تفريق مسيرة شعبية مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في البلدة، بحسب قوله.

يقول الشاب "كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد تعهد بحماية اللاعبين الفلسطينيين، وضمان حرية حركتهم، كل ذلك ذهب أدراج الرياح"، فيما طالب الاتحاد الدولي بالتدخل والإفراج عن زملائه وحمايتهم.

وكان رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب، قد سحب في مايو/ أيار الماضي، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في مدينة زيوريخ السويسرية، مقترح بلاده بالتصويت على تجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي في الاتحاد الدولي، بعد تعهدات بتوفير الحماية للاعبين وتسهيل حركتهم.

ويقول مدرب الفريق محمد سرحان "إسرائيل رفعت البطاقة الحمراء لفريق بلدته"، مضيفاً "من الصعب جدا إيجاد بدائل لـ11 لاعبا أساسيا في فريق رياضي، الاحتلال يحاول كسر حلم الشباب، بالاعتقال وحتى بإطلاق النار عليهم وإصابتهم وقتلهم".

ويقول سرحان "منذ خمس سنوات وأعضاء الفريق الرياضي يتعرضون للاعتقالات، منهم من اعتقل أربعة مرات، إضافة إلى إصابة أربعة منهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز سببت لهم آثار صحية وغياب عن الملعب لفترات طويلة".

وتابع "غياب لاعب عن التدريب أربعة شهور، يؤخر قدرته (لياقته) عامين".

وسبق أن توقع سرحان، أن ينضم لاعبان على الأقل من أعضاء النادي للمنتخب الفلسطيني، لكن الاعتقالات المتواصلة حالت دون ذلك.

ومضى قائلا "نحن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 500 نسمة فقط، كيف يمكن ايجاد بدائل، نحاول الاستعانة بالأجيال الصغيرة رغم صعوبة ذلك".

وكان الجيش الإسرائيلي قتل عضو النادي الرياضي، الشاب مصطفى التميمي، خلال تفريق مسيرة مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري عام 2012، ولمصطفى اليوم أربعة أشقاء يلعبون في الفريق، ثلاثة منهم يقبعون تحت الاعتقال في السجون الإسرائيلية.

رئيس النادي، سميح التميمي، يقول "من الصعب في ظل الظروف الحالية التي تعيشها الرياضة الفلسطينية استقدام لاعبين جدد من خارج البلدة، لكن الجهود متواصلة للبقاء والاستمرار".

ومضى بالقول "اليوم نحن أمام تحد كبير مع الاحتلال، سنثبت أننا قادرون على هذا التحد، ولن يكسروا إرادتنا"، مشيراً أن "ناديه (النبي صالح) حقق بطولات محلية عديدة".

من جديد يقول اللاعب مجد، متفقداً مقتنيات اللاعبين المعتقلين "خلف قضبان السجون الإسرائيلية يقبع اللاعبون الـ11، بينما ملابسهم وكراتهم تنتظر عودتهم في مقر النادي لإكمال المسيرة".

وينظم أهالي بلدة النبي صالح، مسيرة أسبوعية كل يوم الجمعة منذ خمس سنوات، تنديدا بالاستيطان وبجدار الفصل العنصري، وتقوم القوات الإسرائيلية بتفريقهم، مستخدمة الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما يرشق الشبان القوات بالحجارة والعبوات الفرغة.

وبدأت السلطات الإسرائيلية بناء جدار فاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل عام 2002، تحت ذرائع أمنية.

ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار وحدود عام 1948 "إسرائيل"، بلغت حوالي 680 كيلومترا مربعا عام 2012، أي نحو 12% من مساحة الضفة. (الاناضول)

المركز اليمني للاعلام - الاناضول
الجمعة 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2015
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=11509