اعتبرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن موقف الحلفاء العرب من التحالف الأميركي ضد تنظيم الدولة المتشدد "داعش"، يقلل من شأن ادعاءات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعمق وامتداد التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن الدول العربية الكبرى التي كانت تعد ضرورية للقتال ضد "داعش" في سوريا والعراق، انسحبت بشكل كبير من الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.

وأضافت أن إدارة "أوباما" تتحدث باستمرار عن أنها شكلت تحالفا يضم 65 دولة لقتال "داعش" لكن المنتقدين يتحدثون عن أن أقل من 12 دولة فقط مازالوا يساهمون في الحملة العسكرية للتحالف.

وذكرت أن مسؤولي الإدارة الأمريكية والمسؤولين العسكريين يعترفون خلف الأبواب المغلقة بأن الدعم الجوي من حلفاء عرب كبار كالأردن والسعودية والبحرين والإمارات ،الذي اعتبر من قبل البيت الأبيض من قبل غير مسبوق وضروري بالنسبة للتحالف ، قد تبخر.

وذكر مسؤول في البنتاجون مشارك في القتال ضد "داعش" للصحيفة أن السعودية لم تقلع طائراتها الحربية لاستهداف التنظيم منذ ما يقرب من 3 أشهر.

وأضاف المسؤول أن البحرين مازالت مشاركة، إلا أن الأردن أوقفت طلعاتها الجوية ضد التنظيم منذ أغسطس والإمارات لا تشن هجمات منذ أغسطس الماضي.

ونقلت عن مسؤول سابق في إدارة أوباما ساعد في تشكيل التحالف العام الماضي أن دول الخليج قامت بمغامرة إستراتيجية قبل أشهر عبر تركيز مصادرها العسكرية على مساعدة السعودية في حربها ضد المتمردين الحوثيين الذين ينظر إليهم على أنهم وكلاء لإيران في اليمن، مضيفا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيقود القتال ضد "داعش".

وأكد المسؤول السابق على أن تركيز الدول الخليجية منصب الآن على اليمن وانتباههم يميل بشكل كامل في هذا الاتجاه، لكن المسؤول الأمريكي السابق أكد على أنه من الخطأ الادعاء بأن السعودية وباقي الدول تخلوا بشكل كامل عن جهدهم ضد "داعش".

وأضاف أن حساباتهم تقوم على أن الأمريكيين سيتولون مهمة قيادة التحالف ضد "داعش" بينما يقومون هم بتولي مهمة قتال الإيرانيين في اليمن.

ونقلت عن "أنتوني كوردسمان" من مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن أن التحالف من المفترض أنه يضم 65 دولة لكن 9 دول فقط هم الذين يفعلون شيئا فيه، معتبرا أن السبب في تراجع نشاط دول التحالف يعود إلى فشل إدارة أوباما في وضع إستراتيجية واضحة لحملة القصف الجوي ضد التنظيم في سوريا والعراق.