في ظل الأزمة الايرانية- السعودية.. : اليمن أمام تصعيد جديد لحرب اقليمية بالوكالة
الموضوع: ملفات وتقارير

ما ان بدأت الازمة السعودية الايرانية بالتصاعد حتى بدأت الاطراف الاقليمية تبحث عن ساحة لها في اليمن او بمعنى ادق بدأت الازمة تشير الى انها ستلقي بظلالها على اليمن. المركز اليمني للإعلام

سياسيون يدللون على ذلك باتهامات طهران للسعودية باستهداف سفارتها في صنعاء، عبر غارات جوية لمقاتلات التحالف وهو ما نفته دول التحالف، الا ان ايران اصرت على اتهامها معتبرة ذلك لن يمر دون رد.. هذا المؤشر العاجل للازمة الايرانية السعودية يمم وجهه شطر اليمن لا أي اقليم او دولة اخرى، ما يؤكد ان انعكاسات هذه الازمة سيتأثر بها الوضع باليمن على الرغم من تدهوره نظرا لما تمر به البلاد من ظروف استثنائية معقدة محبوكة بأزمة سياسية متراكمة وحروب اهلية وتدخل عسكري خارجي وتعددت في اطراف البلاد السلطات وامتد نفوذ الجماعات المتباينة في الجغرافيا على حساب الدولة المشتتة بين حراك انفصالي وجماعات متشددة "داعش والقاعدة" وجماعة الحوثي التي تريد لها قوى دولية الاستمرار بغية الحفاظ على التوازن.

• مستقبل بين 3 جبهات:

يقول الخبير العسكري علي الذهب ان السعودية التي تقود التحالف باليمن عمدت على محاصرة السلطة القادمة بثلاث جبهات، الجنوب بين جبهتي القاعدة والحراك الانفصالي وجماعة في شمال الشمال، فيما الاطراف السياسية الفاعلة عالقة في ازمة معقدة ومربكة، ولا يبدو هناك توجه لمساندة النخب الديمقراطية المدنية في تأهيلها لقيادة البلاد مستقبلا.. وهذا الوضع يسهل للسعودية امكانية اتقان لعبة توازن القوى في بلد ضعيف لا يتهدد مستقبلها القومي وبالتالي تسهل السيطرة عليه او توجيهه بعيدا عن التهديدات الايرانية القادمة من البوابة الجنوبية للسعودية.
لم تكن العلاقات الايرانية- السعودية على مايرام وزاد التوتر بين الجانبين منذ اسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وسط مباركة ايرانية.. ليزداد الأمر سوء بتدخل السعودية عسكريا باليمن فيما سمي بعاصفة الحزم حين ألبت الرياض عدد من الدول العربية لمساندتها فيما يسمى بالتحالف العربي ضد جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح.

• حرب بالوكالة:
يشير المحلل السياسي عبدالناصر المودع في حديث مقتضب لـ"المركز اليمني للاعلام" الى ان الخلاف الايراني- السعودي ليس جديد وأن ما حدث هو تصعيد لهذا الخلاف لكنه أوضح بان اليمن هي احد مسارح الصراع الايراني السعودي- الخليجي، وتوقع المودع ان يزداد هذا الصراع ويحتد في اليمن تبعا للصراع العام في المنطقة.

وفيما يستبعد سياسيون دخول ايران والسعودية في حرب مباشرة.. يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد الصمدي في حديثه لـ"المركز اليمني للاعلام" استمرار ايران في تكتيكاتها "الحرب بالوكالة"، حيث هناك مجال للتصعيد في اليمن، وكذلك في سوريا، حسبما قال.. ولعل الحرب بالوكالة.. لعبة تتقنها ايران مقابل ضعف السياسة الخارجية السعودية.

• اعدام النمر.. رسالة تحدي لإيران:
ووسط التهديدات الايرانية، ومواصلتها دعم الحوثيين باليمن، كما يبدو للنظام السعودي، أرسلت الرياض رسالة تحدي لطهران باعدام اكبر مرجعية شعي في السعودية، لتقول لها، مازلنا قادرون على التحدي..

وفي السياق اعتبر موقع "ميدل إيست مونيتور" في تقرير له إعدام السعودية للمرجع الشيعي الشيخ نمر النمر إخفاقا استثنائيا للعدالة، اذ كان الغرض منه ارسالة رسالة تحدي لايران..
ويضيف التقرير: حتى لو كان النمر ناريا، فإن قتله مع الإرهابيين كان خطأ، ومع ذلك فإنه لم يحل المشكلة. ولكنه كان إشارة إلى إيران بأنه بالرغم من الخسارة في سوريا وفي اليمن، فإن السعودية لا تزال قوية، وكانت تحذيرا لإيران بألا تستغل تخفيف العقوبات لتصنيع قنبلة نووية".
واثار اعدام المرجع الشيعي النمر مع عشرات الارهابيين بتهمة الارهاب، غضب ايرانيين هاجموا السفارة السعودية بالرياض ما دفع النظام السعودي وعدد من الدول الخليجية الى اعلان قطع علاقاتها مع ايران على الرغم من ضبط طهران لعدد من المحتجين الذي هاجموا سفارة الرياض، أعقب ذلك تصريحات نارية من الجانبين السعودي والايراني لتطفوا الى السطح اتهامات ايران للسعودية باستهداف سفارتها بصنعاء.

• أوطان مخترقة:
من جانبه يبدي الكاتب والمحلل السياسي اليمني خالد الصمدي قلقا حيال تطور الازمة السعودية- الإيرانية الى مواجهات مباشرة، معتبرا ذلك عامل مؤثر على المنطقة كلها لثقل السعودية ودورها الإقليمي والمساندة العربية والإسلامية لها..
ولفت الى ما تملكه ايران من اختراق للاوطان العربية عبر جماعات وخلايا يتم تحريكها تقدم في المنطقة تبعا لسياساتها التكتيكية وهويتها القومية الفارسية ووفقا لأبعاد مذهبية تتجاوز الثوابت الوطنية والدستورية لكل قطر عربي.
ويرى الصمدي ان قوى دولية عظمى حريصة على عدم حدوث حرب بين السعودية وايران لأسباب متعددة اما القوى التي تدعمها ايران في الدول العربية تحل مشاكلها مع اوطانها دون السماح بالتدخل الإيراني او تنفيذ اجندة ايرانية في المنطقة وَاذا تم الاخير يعني سيكون مؤثر على التسوية السياسية في اليمن وتحويل اليمن الى ساحة صراع على حساب الدم اليمني وتهديد للأمن القومي وحين توجه القوة العسكرية بدافع مذهبي تكون الكارثة على الاوطان وانهيار النسيج الاجتماعي الهدف من ذلك مخطط شرق اوسط جديد يسعى الى تقسيم الاوطان العربية على أسس عرقية ومذهبية .
وأشار الى ان توحد العرب ومن يتضامن معهم كفيل في افشال الاجندة التي تستهدف المنطقة.
المركز اليمني للإعلام- تقرير- عبدالحافظ الصمدي
السبت 16 يناير-كانون الثاني 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=13973