أطفال اليمن يواجهون الحرب بالرسم
الموضوع: ملفات وتقارير
يتقاسم أطفال اليمن أوجاع الكبار، ورغم بساطة الأعمال التي يقدمونها، إلا أنها تعطي صورةً واضحةً عن الغضب الذي يعتري قلوب هؤلاء الصغار، مما يحدث في البلد بسبب الحرب.
يأتي في مقدمة تلك الأعمال: المسرحيات والرسم والفن التشكيلي والمجسمات وكذلك تنظيم المعارض الفنية في المدارس والميادين العامة.

الكاتب على المسعدي أوضح أن هذه الأعمال انعكاس للواقع وبالتالي انعكاس للمستقبل، مضيفاً إنها "إحياء روح الرفض للحرب وإثبات أن المجتمع، بكل فئاته، لن يُسلم لهذا الواقع".
ولفت المسعدي في حديث لـ"العربي" إلى أن "الصغار هم واقع اليوم، لكنهم حديث الغد وحكامه"، مشيراً إلى أن "هذه الأعمال تنمي فيهم حاسة الوعي بما يحيط بهم واستيعاب ما يحدث، ومن خلال ذلك يقررون من يحبونهم ومن يكرههم، والرسومات للأطفال هي تعبير عن واقع معاش الآن، ويتعايش معه، لكنه يرفضه".

وطوال الأشهر الماضية، تنظم مدارس اليمن سلسلة من المعارض الفنية والإبداعية، صنعتها أنامل الأطفال والتلاميذ، تعبر في مجملها عن رفض الحرب والدعوة إلى الصمود، وعدم الرضوخ والإنكسار، وتحظى بزيارات كبيرة من قبل الأهالي. يشار هنا إلى أن تلك الأعمال تصنع من مواد وخامات بسيطة موجودة في البيئة، ليتم تحويلها الى قطع فنية جميلة.
مدير مدرسة "الرائدة"، عصام المفراع أوضح أن إعداد المعارض والمجسمات الفنية أتت من المعاناة التي يعيشها اليمن وشعبه.

وأكد المفراع لـ"العربي" أن "الأعمال تكشف مدى وحشية الحرب ضد الأرض والإنسان"، مضيفاً: "تستهدف الحرب تدمير اليمن، من خلال استهداف منشأة اقتصادية وثقافية وتعليمية وأحياء سكنية وحتى مقابر أموات، والأطفال يلخصون ذلك بالرسم والمجسمات". وعن تجربة أحد طلاب مدرسته، قال المفراع: "بقطعة بلاستيكية ومعجون أسنان ولعبة سيارة صغيرة، صنع تلميذ مجسماً جميلاً، ولقي ذلك المجسم اهتمام الزوار... أطفالنا يصنعون من الأشياء البسيطة صوراً عظيمة للصمود". 

ويرى أستاذ علم النفس الجنائي في جامعة "ذمار"، لطف محمد حريش، أن "استمرار الحرب يدخل الخوف إلى نفوس الصغار"، مبيّناً أنه "لكسر هذا الخوف يتم خلق حالة إبداعية تتمثل في المشاركة في المعارض الفنية والرسم والتمثيل".

وشدّد حريش، في حديث لـ"العربي"، على أن "الأطفال الأكثر عرضة للصدمات النفسية المرتبطة بالحروب والصراعات والأزمات"، مضيفاً "التعبير عن الغضب من الحرب وممارساتها الوحشية... ينشط أطفال اليمن في المجال الإبداعي للحد من الآثار النفسية".

وقال إن "الأزمات والحروب تعود بالخطر الشديد على دماغ الطفل العاطفي الذي يقع في جزء الدماغ الأيمن، الذي ينمو وفقاً لما يكتسب الطفل من حب وعطف وحنان، وأي إحباط للجانب العاطفي يؤدي إلى ضمور في هذه المنطقة من الدماغ"، مضيفاً أن "هذا الضمور يسبب شُحاً واضطراباً عاطفياً، ولتفادي هذا التطور النفسي السلبي للأطفال؛ يلتفت الطفل إلى البوح بالمشاعر للحد من تلك الآثار من خلال الأعمال الفنية".
*نقلا عن العربي 
ذمار - صقر أبو حسن
الأحد 03 إبريل-نيسان 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=17146