سيناريو ما بعد مفاوضات الكويت
الموضوع: ملفات وتقارير
ليس تشاؤماً أو تطيراً،حين نقول بأن المفاوضات التي جرت مؤخراً بين حركة أنصار الله والحكومة السعودية في الرياض أو ظهران الجنوب(عسير)،وأفضت لإتفاق الطرفين على وقف الحرب في اليمن وعلى الحدود اليمنية - السعودية ،قبل أسبوع من عقد مفاوضات الكويت التي ستنطلق صباح الغد،مجرد ذر الرماد على عيون الشعب اليمني وشعوب الخليج أولاً ،وعيون حكومات وشعوب العالم ثانية،وإنما نتيجة لقراءة متواضعة لما جرى بين طرفي المفاوضات في السعودية،دفعتني لهذا القول ،وإلى الإعتقاد بل والإيمان بأن القصد من وراء تلك المفاوضات، هو حفظ ماء الوجه بالنسبة لحكومة السعودية ،بعد أن وجدت أنه من المستحيل تحقيق هدفها المتمثل بإعادة الشرعية إلى صنعاء ،عن طريق الحرب..،أما بالنسبة لقيادة حركة أنصار الله فتعد وسيلة لإعادة ترتيب صفوف جماعتها ،والحفاظ على ما تبقى لها من إمكانيات بشرية وعسكرية..،وبشكل أدق تكمن أهداف الطرفين (السعودية وحركة أنصار الله)في الأتي:
-تريد السعودية من خلال المفاوضات ،أن تعيد هادي لليمن ليشكل حكومة إنتقالية، يكون لأنصار الله فيها نصيب كبير..لفترة إنتقالية لا تزيد عن ستة أشهر ولا تقل عن ثلاثة أشهر،لتوهم الشعوب الخليجية وشعوب وحكومات العالم بأنها قد حققت هدفها ،المتمثل بإعادة "الشرعية "إلى العاصمة صنعاء فيما تسعى الحركة لإيقاف إستنزاف المزيد من دماء لجانها الشعبية وما تبقى لديها من أسلحة ،ولحفاظ على المحافظات والمناطق اليمنية التي ما زالت تحت سيطرتها ،لتثبت لأنصارها والشعب اليمني بأن ما حصل ليس نتيجة هزيمة وإستسلام ،وإنما نتيجة لصمودها وفشل السعودية والتحالف العربي طيلة أكثر من عام من الحرب في تحقيق هدف إعادة الشرعية .

-تهدف السعودية من وراء مفاوضات الرياض والكويت ،إلى التخلص أو التملص من تبعات وعواقب الحرب المشتعلة في اليمن منذ أكثر من عام، خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب وإعادة إعمار ما دمرته و..و..الخ،ومن جانبها تهدف حركة أنصار الله إلى فك الحصار المفروض على اليمن ،لتعد العدة للثأر من خصومها السياسيين والدينيين ،وفي المقدمة الرئيس عبدربه منصور هادي والتجمع اليمني للإصلاح ،ومن ثم التفكير جدياً بالثأر من السعودية .

- تحاول السعودية تجنيب خزينتها العامة ،دفع المزيد من الأموال الطائلة لشراء الأسلحة ،وشراء المواقف والولاءات الدولية ،ولتجنب إراقة دماء المزيد من الضباط والجنود السعوديين في الحدود اليمنية -السعودية ،وفي بعض المحافظات اليمنية ،خاصة بعد أن وجد النظام السعودية أن تقديم المزيد من الخسائر المالية والبشرية لبلده في هذه الحرب ،قد تؤدي إلى سقوطه في المستقبل القريب -إن لم يكن في القريب العاجل،وفي ذات السياق تحاول حركة أنصار الله الحفاظ على ما حققته سياسياً وأيضاً عسكرياً ..،والعمل على تقوية موقفها وتعزيز تواجدها -مذهبياً وسياسياً وإعلامياً - في مختلف محافظات الجمهورية . 

-كما تعمل السعودية على إدخال اليمنيين في حرب أهلية طاحنة قبل إنتهاء الفترة الإنتقالية ،فتتخلص من خصومها بتضحيتها بحلفائها ،كون شرط تسليم الأسلحة التي بحوزة كافة المليشيات باليمن للدولة ،سيواجه رفض بعض تلك المليشيات ،خاصة تنظيمي داعش والقاعدة والحراك الجنوبي وقطاع كبير من مسلحي حزب الإصلاح،وهذا بدوره سيؤدي إلى رفض جماعة الحوثي تسليم السلاح الذي بحوزتها للدولة،وبالتالي إلى إندلاع حرب أهلية شرسة وطاحنة في اليمن ،وكل هذا يدركه النظام السعودية الذي شدد على ضرورة تسليم المليشيات للأسلحة التي تسيطر عليها ،قبل أن تقوم السعودية والتحالف العربي الذي تقوده والجيش الوطني بالتهيئة لتنفيذ هذا الشرط ،من خلال القيام بالقضاء على الجماعات الإرهابية التي تسيطر على بعض المناطق والمحافظات اليمنية ،والتي لا تؤمن بالقوانين والدساتير ولا بالحلول السياسية والحرية والديمقراطية والشراكة ..،حركة أنصار الله هي الأخرى تدرك بإستحالة تسليم القاعدة وداعش والحراك وبعض الإصلاحيين للأسلحة التي بحوزتها ،كونها لم تكن ضمن أطراف الحوار الذي جرى في الرياض والذي سيجري في الكويت ،وهذا ما شجع الحركة على قبول شروط وقف الحرب ،وخاصة شرط تسليم المليشيات للأسلحة..،لتستطيع التملص من الإلتزام من هذا الشرط. 

وحينها ،أي حين تندلع الحرب الأهلية باليمن -لا سمح الله- تكون السعودية قد أنتهت من ترويجها عبر وسائل الإعلام السعودية والعربية والدولية ل"إنتصارها" في اليمن،وأخلت مسئولياتها عن أي حروب وصراعات داخل اليمن، وبدورها تكون حركة أنصار الله قد حققت غايتها من المفاوضات ،وهي الحفاظ على ما تبقى لديها من إمكانيات بشرية وعسكرية ومادية ،وحشد وتوفير المزيد من تلك الإمكانيات وغيرها من الإمكانيات التي تزيدها قوة وتضمن لها التفوق على خصومها وتصفية حساباتها معهم ،وتحقيق أهدافها
المركز اليمني للاعلام - محفوظ البعيثي
الأحد 17 إبريل-نيسان 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=17688