هل يغير الإرهاب أولويات التحالف العربي؟
الموضوع: أخبار المحلية

يواجه التحالف العربي بقيادة السعودية تحديات كبيرة في اليمن، مع تنامي الجماعات الإرهابية والهجمات الدامية، التي حصدت العشرات من المجندين في المكلا وعدن.

"خريطة طريق" أممية للسلام في اليمن

وإذا كان التحالف يفاخر بتمكنه من تحرير مدينة عدن وعدد من المحافظات من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق، فإن من الواضح أن هذا التحالف، وبعد نحو عام على تحرير المدينة، لا يزال عاجزا عن تأمينها، لتعود الحكومة إليها. وبرزت عناصر "القاعدة" و"داعش" فاعلا رئيسا داخلها، يمتلك القدرة على مهاجمة كل شيء، واستهداف المسؤولين والجنود وغيرهم.

ولأن الحال كذلك، فقد طالت الهجمات الإرهابية في عدن القصر الرئاسي، ومِنقبله المقر المؤقت للحكومة. وتمكن الإرهابيون من قتل محافظ المحافظة السابق، ونفذوا هجمات انتحارية استهدفت المحافظ الحالي ومدير أمنها، واستهدفوا معسكرات الجيش بثلاث عمليات، كانت آخرها أكثر دمويةوإجراما، وأدت إلى مقتل 45 مجندا وإصابة أكثر من ستين.

وبما أن قوات التحالف لا تزال تمسك بالملف الأمني في عدن والمكل، فإنها تتحمل مسؤولية هذه الإخفاقات، ونتائج الخطة العسكرية التي رافقت تحرير المدينة؛ لأنها كانت تعرف أن الجماعات الدينية هي القوة الرئيسة في المواجهة مع الحوثيين، وأن هؤلاء وبمن فيهم عناصر من "القاعدة" و"داعش" تمكنوا من الوصول إلى مخازن الجيش، والحصول على كميات كبيرة من الأسلحة. كما حصلوا على أسلحة حديثة من قوات التحالف، التي كانت تدعم المسلحين المناهضين لتحالف الحوثيين وصالح.

وخلافا لما كان ينبغي فعله، تم طرد الحوثيين من عدن ولم تكن هناك قوات نظامية تتولى استلام المدينة وتأمينها، وتم الركون بذلك إلى الجماعات المسلحة بتوجهاتها المختلفة؛ وهي غالبا توجهات دينية. واحتفظت الجماعات الإرهابية بقوتها وبحضورها. وعندما بدأ التحالف بمواجهتها، تمكنت من الاختفاء وسط السكان ولجأت إلى العمليات الانتحارية.

ومع استمرار صراع الجماعات المسلحة على النفوذ في المدينة، بدا واضحا حجم الخلافات بين هذه الأطراف عبر بيان السلطة المحلية في عدن بشان العملية الانتحارية الأخيرة؛ حيث اتهم البيان ضمنا قائد اللواء 39 العميد عبد الله الصبيحي بالإهمال، لنقله عملية استكمال إجراءات ضم المجندين إلى منزله، وليس في مقر اللواء؛ وهو أمر رفضه العميد الصبيحي، قائلا إنه اضطر إلى ذلك بسبب عدم وجود كهرباء في المعسكر.

ومع استمرار الجماعة السلفية كقوة فعلية مسلحة في عدن وخارج سلطة المحافظ أو القيادة العسكرية، واتهام اللواء 39 بقيادة الصبيحي بالولاء لجماعة حزبية أخرى، وبقاء محافظ المحافظة ومدير أمنها من دون قوة فعلية على الأرض؛ فإن القضاء على الإرهاب في عدن لن يكون عملية سهلة وسريعة كما يتصور بعضٌ، بل إن هذه العمليات تشكل ضغطا حقيقيا على الفريق الحكومي المفاوض في الكويت؛ حيث يستخدمها الحوثيون وأتباع الرئيس السابق كدلائل على فشل التحالف والحكومة في تأمين المناطق الخاضعة لسيطرتها، فيما يفاخرون بأن المناطق الخاضعة لسيطرتهم أكثر أمانا.

ولن يقتصر تأثير هذه الهجمات الإرهابية على موقف الحكومة المطالَب باستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد، بل إنها ستشكل عامل ضغط دولي كبير على التحالف بقيادة السعودية، من اجل إنهاء الحرب والقبول بالحوثيين وحزب صالح كطرف في السلطة الانتقالية، حتى تتفرع هذه القوى ومعها التحالف لمواجهة خطر الإرهاب الذي جعل فرع "القاعدة" في اليمن الأقوى والأخطر بين بقية فروع التنظيم في الشرق الأوسط.

وما يزيد الوضع غرابة، هو أن العمليات الكبيرة للتنظيمين الإرهابيين تنفَّذ في المناطق التي تم تحريرها، وتكاد تنعدم مثل هذه الهجمات في المناطق والمحافظات، التي يديرها التحالف القائم بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق. وهو أمر تستخدمه الحكومة للحديث عن ارتباط الجماعات الإرهابية بأجهزة استخبارات الرئيس السابق.

محمد الأحمد

المركز اليمني للإعلام - RT
الثلاثاء 24 مايو 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=19051