خروج بريطانيا: ضربة موجعة للاتحاد الأوروبي
الموضوع: عربي وعالمي

يعتبر فوز حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة للاتحاد الأوروبي، الذي لم يستفق بعد من ازمة المهاجرين، وأزمة عملة اليورو، وكذا المخاوف مما ينظر إليه على أنه "الاعتداء من الجار الروسي على أوروبا".

يمكن القول أن استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي هو الضربة الأقوى لحد الآن، التي ترسل بموجات ارتدادية إلى خارج بريطانيا، لأن وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يمنحه مقعدا ثانيا في مجلس الأمن الدولي إلى جانب فرنسا، ودعما دبلوماسيا يحسب له حساب من حيث الخبرة، وكذا تمنح بريطانيا للاتحاد قوة محركة للسوق الموحدة، وتجعلها أكثر تنافسية.

كل ماسبق ذكره سوف يختفي من واجهة الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي يراقب فيه البريطانيون بقلق الأسواق المالية وتأثير الخروج البريطاني على الجنيه الإسترليني، فإن الأوروبيين في الوقت ذاته يخشون على مستقبل عملة اليورو التي بالكاد بدأت تتعافى في المرحلة الأخيرة.


المخاوف أيضا تسري على دول أخرى، ربما سيكون الوقع أكثر تاثيرا على الأزمة اليونانية؟ أوإيطاليا التي تحيط بها مخاوف ممماثلة؟! كيف سيؤثر كل ذلك على جيوب مئات الآلاف من العائلات التي تعيش عبر القارة الأوروبية؟!

كما يخشى الاتحاد الأوروبي من تأثير نتيجة استفتاء البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي على مسيرة سبعين عاما من الإدماج والتوحيد التي مرت بها أوروبا.

في كل حياتي المهنية التي أقضيها في مراقبة السياسات الأوروبية، لم أر أبدا هذا الكم الهائل من التشكيك في المشروع الأوروبي. كما أن الكثير من الأوروبيين تابعوا أخبار الاستفتاء وإعلان نتائجه بنوع من الحسد ليلة الجمعة.

الكثير من القضايا التي كان معسكر حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي يحاجج بها خصومه، لاقت صدى لها بين الكثير من المواطنين الأوروبيين عبر القارة.

وكان الكثير من القادة المناهضين للمشروع الأوربي والمشككين فيه اصطفوا تلك الليلة للتعليق على نتائج الاستفتاء البريطاني. لوبان تطالب
"إنه تصويت على الحرية" بهذه الكلمات علقت مرينا لوبان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية على نتائج الاستفتاء، وطالبت بخطوة مماثلة في فرنسا، كما ظهرت أيضا أصوات أخرى مماثلة في إيطاليا وهولندا وبلدان أخرى.

أما عن الوضع في بروكسل فيمكن وصفه بالكئيب جدا، فالخروج البريطاني يدق ناقوس الخطر، ويرسل بصرخة تحذيرية كبيرة من أن الاتحاد الأوروبي على الوجه الذي هو عليه حاليا غير مقبول.

أما فيما يخص بريطانيا بعد نتيجة الاستفتاء، فسيكون هناك مساران كلاهما محفوف بالمخاطر: تفكيك كل ما يربط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، ثم الدخول في مفاوضات جديدة تحدد العلاقة الجديدة بين الطرفين، وذلك بمجرد أن يشرع رئيس الوزراء ديفيد كامرون أو من سيخلفه في محادثات رسمية حول اجراءات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

أما المسار الثاني فهو محاولة الاتحاد الأوروبي الحفاظ على كيانه، وتجنب مزيد من التفكك خلال مرحلة المفاوضات القادمة والخاصة بخروج بريطانيا منه.

من المتوقع أن تكون هناك انقسامات عميقة بين الدول المكونة للاتحاد الأوروبي والمسؤولين الأوروبيين في بروكسل ، وذلك حول الاتجاه الذي سيمضي فيه الاتحاد في المرحلة القادمة.

وينظر كثير من رؤساء الحكومات الأوروبية حاليا بقلق إلى تصاعد موجة التشكيك في الاتحاد الأوروبي من حولهم، وكذا التيارات السياسية القومية المناوئة لهم.

المركز اليمني للإعلام - BBC
السبت 25 يونيو-حزيران 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=20194