الكوليرا.. سبب آخر للموت في اليمن
الموضوع: ملفات وتقارير

المركز اليمني للاعلام

تتعدد أسباب الموت في اليمن، وتتعاظم المخاطر المحدقة باليمنيين الذين يعيشون ظروف أمنية وصحية واقتصاديا غاية في البؤس، منذ اندلاع الحرب التي تقترب من انهاء عامها الثاني دون أفق واضح للحل.

ومن لم يمت بالقصف الجوي او القذائف والألغام المزروعة في المناطق المشتعلة، يموت جراء الامراض والاوبئة التي استشرت في أجساد الكثير من المواطنين بسبب الفقر وانعدام التغذية، وتردي الخدمات الصحية وعجز المستشفيات الحكومية والخاصة عن مجابهة الامراض الفتاكة، والتي وجدت بفعل الحرب والحصار والفساد المفزع الذي أفرز لليمنيين فقر مدقع أدى إلى سوء في تغذيتهم ، وتلوث في المياه ألتي يشربونها ويغتسلون بها ،وتلوث في الهواء الذي يستنشقونه بسبب انتشار القمامة في شوارعهم وتلوث في الاطعمة التي يأكلونها ،حتى الادوية المهربة التي يتناولونها باتت احد اسباب انتشار الامراض والاوبئة.
وبعد ان كانت اليمن قد تخلص من وباء الكوليرا قبل عقود طويلة من الزمن، عاد هذا المرض القاتل ليطل برأسه المرعب من جديد خلال الشهور الاخيرة وبأكثر من محافظة يمنية.
شح المواد الطبية:
أكثر من 4.527 مواطن يمني تم ابلاغهم بانهم من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا ، منهم المواطن رائد الريمي الذي ألتقيناه في مختبر الصحة المركزي بصنعاء الذي يزوره مرة كل ثلاثة ايام لإجراء فحوصات مخبرية.
يقول الريمي لـ"المركز اليمني للإعلام": لقد أصبت بإحباط وقلق شديدين بسبب الالام المصاحبة للمرض من اسهال ومغص عطلتني عن اداء عملي خصوصا انني اعمل بالأجر اليومي وقد تعبت وأنا اتردد على المختبر للـتأكد من أنني مصاب بالكوليرا وفي كل مره يقول لي الأطباء عليك بإعادة الفحص مع العلم أن ألأدوية التي استخدمها لم تجدى نفعا ولم توقف لي الإسهال الحاد الذي اعاني منه .
وفي هذا الخصوص يقول الدكتور صلاح علي في حديثه لـ(المركز اليمني للإعلام) : كانت تأتي الينا حالات نشك انها مصابة بالكوليرا لكن نقص المحاليل الطبية وشح المواد الطبية أدى الى شلل في عمل المختبر الذي يقدم خدماته برسوم رمزية لعامة الموطنين في صنعاء و الكوليرا مرض يمكن علاجه بسهولة في الأغلب، عندما يتم الإسراع في تقديم أملاح الارواء الفموي لتعويض السوائل المفقودة للمريض وفي الحالات الشديدة بوجه خاص يمكن أن يكون المطلوب هو إعطاء السوائل في الوريد من أجل إنقاذ حياة المريض، ولكن اذا تركت الكوليرا بلا علاج فإنها سرعان ما تؤدي إلى الوفاة عقب ظهور الأعراض مباشرة.
متفرجون:
في السادس من اكتوبر2016 تفاجأ اليمنيون اليمنيين بخبر عودة الكوليرا مرة اخرى الى صنعاء واعتبروا الحديث عنها من لشائعات، لكن بعد ايام ظهرت الى العلن حالات الإصابة بالوباء في حي النصر بمنطقة شعوب غرب العاصمة صنعاء.
ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا اُ علن عن وفاة ثمانية أشخاص كحالات تم التأكد من ان سبب موتهم هي الكوليرا ووفاة 61 شخص أخرين بإمراض شبيهة بذات المرض بحسب الدكتور عبدالحكيم الكحلاني مدير عام مكافحة الأمراض والترصد بوزارة الصحة العامة والسكان والذي قال لـ"المركز اليمني للإعلام ": ان المرض ينتشر بسرعة فائقة في مختلف المحافظات اليمنية رغم إن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف كانتا قد أطلقتا نداء استغاثة للمجتمع الدولي وطلبت منه 22 مليون دولار للحد من انتشار الوباء، إلا أن التجاوب كان ضعيف ، وأن كل ما وصل لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف لا يزيد عن مليون و900 ألف دولار وأن وزارة الصحة في صنعاء لم تحصل على أي دعم لمواجهة الوباء.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، الى أن أكثر من 7.6 مليون يمني يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا، كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضون تعرضا خاصا لخطر الإصابة بالوباء في اليمن، ويحتاج اليمنيون لإجراءات عاجلة لعلاج الحالات المصابة بتوزيع المضادات الحيوية والاملاح التي توقف الإسهال في المستشفيات والمراكز الصحية ، او للوقاية والحد من انتشار الوباء عبر وسائل منتظمة.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور علي العماد المشرف العام لحملة مكافحة وباء الكوليرا في منظمة DRC: الكوليرا تنتشر بسرعة فائقة حيث أن فترة العدوي تتراوح بين 5 ساعات إلي 5 ايام وفي العادة من يومين الي خمسة ايام .
ويضيف العماد في حديثه لـ"المركز اليمني للإعلام ":نفذنا في منظمة DRC الخطة العاجلة التي وضعناها لمكافحة الوباء في احياء عدة بصنعاء التي توجد فيها مناطق حاضنة للوباء لوجود قنوات للصرف الصحي فيها كمنطقة الرحبة، وقد قمنا بالتعاون مع الهيئة العامة لمياه الريف والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعقيم الاحواض وتجمعات المياه والابار بالكلور،و توزيع حقائب نظافة وتوزيع عدد2500قطارة فلتر للأسر الأشد فقرا ،كما اننا قمنا بعمل برامج توعية و ونشر المعلومات الصحية استهدفنا فيها عقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية و ومندوبي الصحة المدرسية وعلى مستوى المدارس و المنازل الواقعة في نطاق مديريات بني الحارث والصافية و السبعين وازال.
واكد ان مكافحة الكوليرا تتطلب وجود شراكة حقيقية بين المنظمات المحلية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ، وما لم يتم تدارك هذا الوباء فان مالاته ستتجاوز قدرة الدولة والمجتمع على مواجهته.

   


المركز اليمني للإعلام- خاص - علاء الدين الشلالي
الخميس 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2016
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=25079