فلاديمير وتميم يتقاذفان الكرة ويستهدفان العقوبات!
الموضوع: عربي وعالمي

  

لم تؤثر الترجمة المتعثرة لكلمة أمير قطر في حفل تسلم المونديال؛ من بوتين على الابتسامات العريضة للمحتفين.

فبدلا من أن ينقل المترجم إلى بوتين قول أمير قطر، إنه لا يتوقع لفريق بلاده في مونديال الدوحة نتيجة كالمنتخب الروسي في مونديال موسكو ، ظهرت الترجمة وكأن الشيخ تميم يتوعد بتحقيق فوز أكبر مما حققه المنتخب الروسي.
لكن فلاديمير بوتين، الذي أدخل في ملعب السياسية، أهدافا، ما كانت لتتحقق، لولا المونديال، بدا غاية في السعادة، وهو يسلم الكرة لتميم بن حمد الذي قذفها بحركة رشيقة لمساعديه.
وقبل أن تهدأ ملاعب مونديال روسيا، تحدث المراقبون، عن الحصاد الوفير للكرملين، على صعيد تغيير النظرة النمطية المتسمة بالعداء للرئيس الروسي، وانسحبت على شعبه ودولته.
وليس غريبا أن نسمع من صحفيين غطوا المونديال، كانوا قدموا من الغرب، أنهم حملوا حقائب مثقلة بالأطعمة، متأثرين بالدعاية أن أسواق روسيا المحاصرة تعاني من شح في المواد الغذائية ، وإن وجدت فهي فاسدة!
وبلغ فساد الدعاية المعادية حدا، لم يتحقق حتى حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي و" العالم الحر" بزعامة الولايات المتحدة.
فإذا كانت “الأصوات المعادية"؛الوصف الذي أطلقته الأدبيات السوفيتية على الإذاعات الغربية الموجهة بلغات شعوب الاتحاد السوفيتي السابق ، تنفث عداءها من الخارج، باتت بعد انضمام روسيا الى " العالم الحر" تعمل من استوديوهات في موسكو، والمدن الروسية الكبرى، تعاونها إذاعات وقنوات تلفزيونية محلية على الانترنت، تساهم بفاعلية في الحملة المعادية للكرملين و بوتين.
وبذلت وسائل إعلام مرموقة، جهدا ملحوظا، في رسم صورة مخيفة عن روسيا على أنها ملوثة،تسرح في مدنها المافيات، ويخضع فيها كل شيء لرقابة المخابرات!
بيد أنه ومنذ الساعات الأولى لوصول أفواج المشجعين، انقلبت الصورة إلى الضد تماما.
وجد المحتقنون، بفيروس الكراهية، استقبالا سهلا ووجدوا في الروس البسطاء أهلًا. وتمتعوا برخص الأسعار والخدمات بفضل فارق صرف العملات الصعبة، قياسا الى الروبل الذي يتندر الروس ويصفونه بالخشبي كناية عن ضعفه.

وعلى مدى شهر المونديال، تهاوت مثل البالونات الجوفاء، الصور النمطية عن روسيا.
واكتشف زهاء مليون ونصف المليون مشجع، ومعهم مئات ملايين المشاهدين تابعوا المونديال عبر عالم الاتصالات السحري؛ أن لبوتين وشعبه عينين وأذنين ، مثل بقية البشر. وأنهم ليسوا عدوانيين، ولا يسعون لاحتلال " العالم الحر" !
صحيح أن ممثلي العرش البريطاني قاطعوا المونديال، ولم يحضر أي مسؤول بريطاني رفيع، حتى لتشجيع الفريق الإنكليزي المندحر ، إلا أن اغلب زعماء الدول الكبرى المشاركة بمنتخبات، حضروا المباريات ولأكثر من مرة.
وحضر إلى ملعب لوجنيكي في المبارات الختامية؛ رؤساء أكثر من عشرين دولة، بينهم الفلسطيني محمود عباس والسوداني البشير والقطري تميم . إضافة إلى رؤساء أوروبيين في الخدمة وسابقين.
الملفت أن بين موسكو والدوحة المضيفة لمونديال 2022، قاسما مشتركا صنعه الخارج.
فمع فارق الحجم، والدور العالمي والإقليمي، يسعى الروس لاختراق العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم، بذريعة معاقبة بوتين على سياساته في أوكرانيا وفِي سوريا وغيرها من الملفات التي يقول “العالم الحر" إنها تخيفه، وأدرج روسيا في قائمة" الدول الخطرة"!
وبرز الكرملين في وضع المتحدي للعقوبات، بنجاح باهر للمونديال.
وفِي منقلب آخر من الكرة الأرضيّة، يفرض أشقاء وجيران لقطر عقوبات على الدوحة عقابا على سياسات أميرها المتهم من قبلهم "بدعم الارهاب".
ولعل حصار روسيا، كان أحد أبرز المحفزات لأن يبذل الكرملين أقصى الجهود لانجاح موندياله. واستحق من رئيس الفيفا تقدير أحسن مونديال في التاريخ.
ربما تلعب مقاطعة قطر، دورها المحفز لأن تعمل الدوحة على إنجاز مونديال، يعترف الشيخ تميم، بأنه قد لا يصل إلى ما وصله مونديال روسيا، لكنه تعهد بأن يبذل أقصى ما يمكن لبلوغ التفوق.
ينقلب السحر على الساحر!
هكذا يردد الروس الفخورون بالنجاح الباهر لمونديال 2018 في بلادهم؛وبرعاية يومية من رئيسهم الذي سيبقى في سدة الحكم ست سنوات أخرى، قد تمتد إلى نهاية العمر، الأمر الذي يدفع بمحبيه وكارهيه إلى تلقيبه "بالقيصر".
وثمة من يعتقد أن الأنظمة الملكية، أكثر استقرارا؛ ويورد دول الخليج العربية مثالا وبينها قطر التي تلقف أميرها من " القيصر" طابة المونديال، وقذف بها لمساعديه وكأنه يقول لهم " خليكم شطار مثل الروس"!

المركز اليمني للإعلام
الإثنين 16 يوليو-تموز 2018
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=34308