قالت وزارة الخارجية الصومالية، مساء الثلاثاء، إن مقديشو أبلغت مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصومال، نيكولاس هايسوم بأنه "شخصية غير مرغوب فيها، ولا يمكنه الاستمرار في العمل بالبلاد"، وذلك بعد أيام من المخاوف التي أثارها بشأن ممارسات قوات الأمن الصومالية المدعومة من المنظمة الدولية.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت إصابة ثلاثة أشخاص بجروح في قصف بقذائف الهاون استهدف ظهر الثلاثاء مجمعها الرئيسي في العاصمة الصومالية مقديشو، وتبنته حركة الشباب الإسلامية المتشددة.

وقالت الأمم المتّحدة في بيان "سقطت سبع قذائف هاون في حرم (المجمع) ممّا أسفر عن إصابة اثنين من موظّفي الأمم المتحدة ومتعاقد"، مشيرة إلى أن حياة المصابين الثلاثة "ليست في خطر".

وأعلنت حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.

وذكرت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أن الحكومة الفيدرالية أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة قرارها، متهمة السفير هايسوم بخرق قواعد العمل لمكتب الأمم المتحدة في الصومال والمساس باستقلالية البلاد.

ويأتي القرار بعد أن أرسل هايسوم، الإثنين، رسالة إلى وزارة الأمن الصومالية طلب فيها توضيحات حول اعتقال شيخ مختار ربو، القيادي السابق بحركة "الشباب"، المرشح في الانتخابات السابقة لولاية جنوب غرب الصومال.

كما طلب توضيحات بشأن مقتل 15 شخصاً، واعتقال 300 آخرين، معظمهم أطفال، خلال مظاهرات شهدتها مدينة بيدوة في تلك الولاية، منتصف ديسمبر الماضي.

وقال هايسوم في رسالته إنه تسلم رسالة من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبريطانيا حول إيقاف مؤقت للدعم المقدم إلى الشرطة الصومالية، بسبب طبيعىة معالجتها لأحداث الشغب في بيدوة.

وفي السياق أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجمات ضد مجمع المنظمة الدولية، مشيراً إلى أن توجيه الهجمات المسلحة ضد موظفي الأمم المتحدة عمداً قد يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

وحث الأمين العام السلطات الصومالية على التحقيق في الاعتداءات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، وفق ما جاء في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، تمنى فيه السيد غوتيريش الشفاء العاجل للزملاء المصابين.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة مجددا أن هذه الأعمال لن تقلل من عزم الأمم المتحدة القوي على مواصلة دعم شعب وحكومة الصومال في جهودهما الرامية إلى بناء السلام والاستقرار في البلد.

وتشن حركة الشباب الصومالية منذ سنوات هجمات متكررة لـ"إقامة حكم يرتكز على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية".

وكانت قوات أمريكية وصومالية خاصة قتلت ما لا يقل عن 34 عنصراً من الحركة بينهم 4 قياديين أثناء غارة ليلية في بلدة جليب بمنطقة جوبا الوسطى جنوبي البلاد ليلة السبت 29 ديسمبر حسب ما أفادت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية.