وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا سحبت بقية موظفيها من اليمن، مطلع الأسبوع، إثر اندلاع قتال بين مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، وبين مسلحي القبائل، قرب إحدى القواعد العسكرية، التي يتمركز فيها نحو 100 جندي أمريكي من قوات المارينز اضطرت على إثرها لسحبهم.
قاعدة العند الجوية بجنوبي اليمن، حيث كانت قوات أمريكية خاصة تتمركز، كانت تمثل منصة لانطلاق العمليات العسكرية بطائرات من دون طيار، ضد مواقع تنظيم القاعدة.
انسحاب القوات الأمريكية من تلك القاعدة؛ قد يقود إلى مزيد من الفوضى، كما أنه قد يعوق حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية ضد الجماعات المتطرفة في اليمن، وخاصة تنظيم "الدولة"، الذي بدأ يعلن عن نفسه، وأيضاً ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه التنظيمات، قد تستفيد من الفوضى الضاربة أطنابها في اليمن، خاصة أن تنظيم القاعدة في اليمن سبق له أن كان منطلقاً لهجمات إرهابية وقعت في أوروبا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم بأن واشنطن تخطط لمواصلة عمليات طائراتها من دون طيار على مواقع تنظيم القاعدة، غير أن ذلك سيكون صعباً في ظل غياب التنسيق على الأرض، فالمعلومات التي سيحصلون عليها ستكون قليلة.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون براينان، إن بلاده تشعر بالقلق من توسع نطاق المجموعات الجهادية، خاصة بعد أن قامت تلك المجموعات بنشر أسماء 100 جندي أمريكي، وحثت أتباعها على اغتيالهم.
ومن هنا، يتابع براينان، فإن التحالف ضد هذه الجماعات لا يمكن أن يلين، وإن التعامل مع هذه الجماعات المتشددة لن يقتصر على العراق وسوريا.
ويخشى مسؤولون في المخابرات الأمريكية أن تمنح الفوضى في اليمن، تنظيم القاعدة فرصة لالتقاط أنفاسه، والتخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن العشرات من أعضاء هذه الجماعة قتلوا في غارات لطائرات أمريكية من دون طيار.
وقال النائب الأمريكي مايكل ماكويل من تكساس، رئيس لجنة مجلس النواب للأمن الداخلي: إن الانسحاب من اليمن سوف يؤدي إلى إصابة قدرة الاستخبارات الأمريكية لمراقبة المتشددين، بالشلل.
وأضاف: "لن يكون هناك إمكانية لرصد تحركات القاعدة، أو تنظيم الدولة الإسلامية، أو حتى المليشيات الشيعية وما تفعله بالمنطقة".