بتلك الكلمات علقت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) على الإعلان المفاجئ للسعودية أمس الثلاثاء عن توقف عملياتها العسكرية داخل اليمن زاعمة أن العملية قد حققت أهدافها منها حماية الشرعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية.
ويشير التقرير إلى أن أطرافا أخرى استطاعت توسيع نفوذها خلال عملية "عاصفة الحزم" ومن بينها فرع تنظيم القاعدة في اليمن قد حقق مكاسب على الأرض مستغلا حالة الفوضى في البلاد التي خلفها القتال بين القوات الموالية لهادي والمناهضة له.
وبالرغم من ذلك، تصر السعودية على أن المتمردين الحوثيين فقدوا السيطرة على جزء كبير من إمكاناتهم منذ بداية الهجوم، ومع زيادة حجم الدمار في البلاد، فإن الحملة التي تقودها السعودية قد أدت لاستقطاب العداء العام تجاهها وتجاه الولايات المتحدة التي قدمت لها الدعم طيلة فترة العملية.
النزاع أيضا اتخذ مدلولات طائفية، مع الدعم الإيراني الشيعي للحوثيين، على الرغم من نفي طهران لدعمهم وتسليحهم، وزيادة مخاوف السعودية القوة السنية في المنطقة من أن تصبح اليمن مكانا آخر لتنامي النفوذ الإيراني.
ويتشكك بعض المحللين من المزاعم السعودية بتحقيق حملتها العسكرية لنجاحات داخل اليمن، حيث يقول ألين كيسويتر وهو دبلوماسي أمريكي سابق في السعودية واليمن "إن الغارات السعودية دمرت العديد من أسلحة الحوثيين لكنها لم تحثهم على الجلوس على طاولة المفاوضات".
ويتابع "لم أر أية دلالات تشير إلى استعدادهم للجلوس للتفاوض وإنهاء الصراع، ومن هذا المنطلق، فإن السعوديين لم يحققوا أي شيء من الأشياء التي قرروا تنفيذها".
وقال الناطق الرسمي باسم تحالف عاصفة الحزم، أحمد عسيري، الثلاثاء، إن عمليات "عاصفة الحزم" تكللت بالنجاح وإن عملية "إعادة الأمل" ستطلق من أجل حماية المدنيين.
وأضاف عسيري أن "انتهاء عمليات عاصفة الحزم جاءت بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي رأى أن العملية حققت أهدافها وحمت الشرعية وأن الميليشيات الحوثية فقدت جزء كبير من إمكاناتها".
وأوضح أن "العمليات نفذت بدقة عالية وكانت ناجحة ولم يحدث أي إصابات فيما يخص العمليات الجوية باستثناء طائرة واحدة نتيجة خلل فني"، مضيفا أن "طائرات التحالف نفذت 2415 طلعة جوية وحققنا من خلالها كل الأهداف".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أول أمس الاثنين "إن البحرية الأمريكية أرسلت حاملة طائرات وسفينة طراد صواريخ موجهة إلى المياه قرب اليمن في تعزيز للوجود الأمني البحري للولايات المتحدة مع اشتداد المخاوف من تطور الصراع في اليمن إلى مواجهة بحرية بين إيران ودول التحالف العربي".