وصول بايدن إلى السلطة حوَّل الزخم بعيدا عن اليمين المتطرف العالمي
الموضوع: عربي وعالمي

قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن هناك عادة قديمة في الولايات المتحدة تقضي بأن تتم قراءة السياسات الأميركية باعتبارها بوصلة تدل على المسار الذي يتحرك صوبه العالم الديمقراطي بأسره، متسائلة إن كان عهد الرئيس الحالي جو بايدن ينبئ ببدء مرحلة وقف الانجراف نحو الاستبداد اليميني الذي كان ينذر به صعود الرئيس السابق دونالد ترامب.

وترى الصحيفة -في مقال لمحررها إي جيه ديون- أن هزيمة بايدن لترامب حولت فعلا الزخم بعيدا عن اليمين المتطرف العالمي، كما أن الوباء والمخاوف المتزايدة بشأن المناخ جعلت الناخبين في عدة مناطق من العالم عمليين بشكل أكبر في طريقة تفكيرهم، وأكثر تركيزا على المخرجات والنتائج من أي شيء آخر، وهذا بحد ذاته "تقدم" يحسب لحقبة بايدن.

فقد أظهرت الانتخابات التي أجريت مؤخرا في كل من هولندا وأستراليا وفي مقاطعتين ألمانيتين، أن أداء المسؤولين الحاليين كان جيدا، بينما تم وقف تقدم أحزاب اليمين المتطرف ولم تعد نتائجها تستأثر باهتمام وسائل الإعلام كما كانت عليه الحال خلال رئاسة ترامب.

ويؤشر التصويت في هذه الأقطار الثلاثة إلى مرحلة تتسم بالجدية بشأن المسؤوليات الحكومية في ظل الجائحة، والبحث عن الاستقرار الديمقراطي بعد سلسلة من الانتفاضات اليمينية، وإعادة تعريف للسياسات التقدمية في اتجاه أخضر أكثر اهتماما بقضايا البيئة.

كل هذه الأمور مجتمعة -بحسب الصحيفة- لا تشير بالضرورة إلى ما يمكن أن يصطلح عليه بـ"موجة بايدن"، لكنها تعبّر عن نفس الحساسيات التي أدت إلى انتخابه رئيسا على حساب ترامب، أي النضال السياسي المعتدل والكفاءة والتركيز في إنهاء الوباء واليقظة بشأن قضايا التغير المناخي، وهي مقاربات يتم تبنيها الآن من قبل يسار الوسط وأجزاء من اليمين المعتدل.

ففي هولندا، تصدّر رئيس الوزراء مارك روثه وحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) الذي يقوده -الأسبوع الماضي- قائمة 37 حزبا تنافسوا في الانتخابات التشريعية، مما سيتيح له تشكيل حكومة ائتلافية رابعة.

ورغم أن تعاطي روثه مع الجائحة كان بعيدا عن كونه مثاليا، فإنه ينظر إليه على أنه رجل يتمتع بالخبرة، حيث يعتبر أحد أقدم القادة الأوروبيين، وأنه خيار آمن للهولنديين مما يفسر العدد الكبير من الناخبين الذين شاركوا في الاقتراع.

أولويات الناخبين

ويرى ماثيس رودوين المختص في العلوم السياسية بجامعة أمستردام، أن "أولويات المواطنين باتت الآن: حكومة مستقرة وسياسيين موثوقا بهم، وهم يرون روثه شخصا قادرا على قيادة البلاد للخروج من الأزمة".

وفي مقاطعة بادن فورتمبرغ الألمانية، أعيد انتخاب وينفريد كريتشمان (72 عاما) محافظا للولاية -وهو رئيس الولاية الوحيد من حزب الخضر- بفارق مريح، وتمت مكافأته على شخصيته الجامعة وسياساته المعتدلة، كما أعيد انتخاب مالو دراير عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي -حزب يسار الوسط التقليدي في ألمانيا- محافظة لمقاطعة راينلاند بالاتينات، بفضل شعبيتها الشخصية الجارفة.

وقد تراجع في كلتا المقاطعتين الحزب الديمقراطي المسيحي الذي كانت ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل جزئيا، بسبب فضيحة فساد مرتبطة بصفقات كمامات، أدت إلى استقالة اثنين من كبار أعضاء الحزب.

أما في غرب أستراليا، فقد استطاع رئيس الوزراء الحالي مارك ماكغوان، استغلال شعبيته الاستثنائية الناشئة عن تعاطيه مع ملف وباء كورونا، وتحويلها إلى اكتساح مذهل، فقد فاز حزب العمال (يسار الوسط) الذي ينتمي إليه بـ53 مقعدا من أصل 59 في برلمان الولاية.

وتختتم الصحيفة بأن فوز رئيس الوزراء الهولندي مارك روثه للمرة الرابعة ربما يكون أوضح إشارة للتحول من السياسات القومية الصريحة إلى سياسات الإصلاح البراغماتي، حيث استطاع هذا الرجل المحنك بفضل خبرته وموقفه الصارم بشأن الهجرة خلال الانتخابات الأخيرة، احتواء المد اليميني المتطرف. وهي سياسة بقي ملتزما بها، متقربا في الوقت ذاته من ناخبي الوسط من خلال عدة قرارات، مثل إنشاء برنامج لرعاية الأطفال يكون في متناول الجميع، ورفع الحد الأدنى للأجور، وزيادة دعم الطاقات النظيفة.

المصدر : واشنطن بوست
المركز اليمني للإعلام - متابعات
الإثنين 22 مارس - آذار 2021
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=50662