فوضى مصلحة الأحوال المدنية بصنعاء.. عشر دقائق تكفي
الموضوع: أخبار المحلية

 لم اكن أعلم ان عشر دقائق كافية لإثارة كل الأشياء السيئة والحزينة من حولي، وان البقاء في صالة مصلحة الأحوال المدنية في صنعاء لعدد من الدقائق قد يولد خراباً نفسياً يعادل كمية الدمار الذي خلفته الحرب في وطننا الحزين..

لا بأس فكل شيء نقدم على إنجازه يوقظ فينا الشجن سواء كان دراسة، عمل، متابعة، سفر... ربما لأن الحظ العاثر والاختيار السيء هي من أوجاع المرء وتكون أكثر عمقاً عندما لا يكون لك يدا في اختيارها كالهوية والوطن.

نعود للعشر الدقائق التي تقاسمتها مع الوجوه البائسة التي تحتضن أوراقها في أروقة الصالة التي تتوسطها مكاتب تكتظ بوجوه كالنطيحة والمتردية وما أكل السبع.

لا بأس بينما تنتظر مجيء دورك تلمح الهمزات وتلك "الغمزات" التي تزمها وجوه موظفي المصلحة لبعض المواطنين ذات الوجاهة والمكانة الاجتماعية في حين لا تعير أي اهتمام لمن توحي هيأتهم بالبساطة... كيف لا وهم منتسبي وزارة الداخلية المحشوة أجسادهم بالزي العسكري أخضر اللون تعتلي اكتافهم رتباً لا أجيد توصيف نجماتها وكلاً يتقاسم عمله تماما كما نتقاسم نحن المواطنون الهموم والأوجاع ولعنة "المكان".

انتصار بنكهة خاصة أن احمل في يدي في الثواني الأخيرة من العشر الدقائق ربع ورقة " إيفور" بالأبيض والأسود تحمل صورة إبنتي ورقمها الوطني بعد رحلة انتظار تجاوزت الستة أشهر..

عشر دقائق فقط في مرفق عام لحكومة الإنقاذ تغرقك بالهموم والأحزان وتنبش بداخلك ركام من اليأس انت ووطنك على السواء.

المركز اليمني للاعلام - سوسن الجوفي
الإثنين 08 مايو 2023
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=55366