تحقيق دولي حول تجسس إسرائيل على المحادثات النووية مع إيران
الموضوع: عربي وعالمي

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: في وقت أعلنت فيه السلطات السويسرية والنمساوية عن فتح تحقيقات حول شبهات بالتجسس المعلوماتي في فنادق كانت تجري فيها مفاوضات حول الملف النووي الإيراني، تساءلت أوساط إعلامية وغير رسمية في إسرائيل عما إذا نجحت بالحصول على معلومات حسّاسة جدًا عن البرنامج النووي الإيراني بعد اختراق الجدران الواقية في الفنادق التي استضافت المحادثات النووية.
وأفادت شركة التأمينات المعروفة «كسبرسكي»، يوم أمس، أنه بعد فحص عميق تبين أن جزءا من مقرات المحادثات على الأقل «ثلاثة فنادق فخمة في سويسرا والنمسا «تعرضت لهجمات سايبر لا مثيل لها في مستوى التطور في الأشهر الأخيرة». ولم تكشف الشركة أسماء الفنادق، لكنها أعلنت أنّ الفيروس الذي زرع في أجهزة الفنادق مسّ بعدد كبير من الجهات الأخرى. وكشف الفيروس بالصدفة بعد أن انتبهت الشركة نفسها إلى وقوع إخفاق أمني في منظومتها.
وتقدر الشركة أنّ حجم الهجوم كان كبيرا وكان يمكنه تمكين الجهة التي تقف من خلفه، التنصت وقراءة ملفات حساسة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف.
وترجح صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس حكومة إسرائيل أن الهجوم استهدف الوصول إلى المحادثات في المصاعد وفي الغرف نفسها. ورغم ان الشركة لم تنطق باسم إسرائيل إلا انها أشارت في تقرير وفي بيان للصحافة أنّ «الهجوم كان برعاية دولة لأنها استخدمت رمزا سريا للبرامج يشبه جدًا فيروس «دوكو»، الذي كشف قبل سنوات واستخدم أحصنة طروادة، للحصول على معلومات حساسة من أجهزة الكومبيوتر (مختصون دوليون نسبوا إلى إسرائيل تطوير هذا الفيروس وإدخاله إلى الكمبيوترات الإيرانية.)
ووفقا للشركة فإن «مثل هذا التطور بشن هجمات بواسطة برامج مضرة (Malware) لا يملكه جناة السايبر المعروفون، وثمن هذا الجهد يتلخص كما يبدو بـ 50 مليون دولار»
يشار إلى أنّه في كانون الثاني/ يناير الماضي، كشف عن اختراق افتراضي بواسطة «دوكو» لأجهزة الكومبيوتر في بولندا، اثناء اجتماع زعماء العالم لإحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر الإبادة اوشفيتس. وذكرت الشركة بشكلٍ لا لبس فيه، أنّ الحديث يجري عن جهود لجمع المعلومات سرا، قامت بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
ووفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» التي كشفت القضية، فإن التحقيق الداخلي للشركة يشير إلى الهجوم باسم «Duqu Bet». وحسب التقرير بدأ مكتب التحقيقات الأمريكي»إف بي اي»، بدراسة تقرير الشركة، أيضًا بسبب ادعاءاتها بأن جهات أمريكية تعرضت لهجوم السايبر.
وفي مقابلة مع مجلة «WIRED» قال مسؤول كبير في الشركة، كوستين رايو إن «الحديث يجري عن إحدى أقوى الهجمات التي شاهدناها». وفي رده على الاشتباه بأنّ بداية الهجوم على الفنادق كانت قبل ثلاثة أسابيع من إجراء جولة المفاوضات، قال: «يصعب علي التصديق أنّ الحديث يجري عن مجموعة من الصدف. من الواضح كالشمس أنهم أرادوا التجسس على هذه اللقاءات».
يذكر أنه وفق ما جاء في وسائل الإعلام الأجنبية، نجحت إسرائيل في عام 2010 بإدخال فيروس Stuxnet الى المنشأة النووية الإيرانية، فأدى إلى تدمير أجهزة طرد مركزي. وادّعى المسرّب الأمريكي إدوارد سنودان، أنّ إسرائيل كتبت رمز البرنامج بمشاركة أمريكية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشتبه فيها إسرائيل بالتجسس على المحادثات النووية، ففي اذار/ مارس الماضي، أفادت «وول ستريت جورنال» أنّ كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون بأنّ اسرائيل هي التي حاولت التجسس على المحادثات. لكن إسرائيل التي نفت في الماضي القيام بعمليات تجسس على الولايات المتحدة التزمت الصمت أمس.
المركز اليمني للاعلام - القدس العربي
الجمعة 12 يونيو-حزيران 2015
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=6243