سر نجاح عمان كوسيط في النزاعات الأهلية
الموضوع: ملفات وتقارير
تلعب سلطنة عمان دورا مهما كوسيط لحل العديد من النزاعات، مثل النزاع النووي مع إيران أو الحرب الأهلية في اليمن وسوريا. التقرير التالي يعرض بعض الأمثلة عن الوساطة العمانية لحل عدد من الأزمات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط.
تتميز سلطنة عمان بثرواتها الطبيعية التي تشمل صحارى شاسعة وجبال وعرة، وبحار، وهي مقومات تجعل البلد عباة عن جنة للذين يحبون قضاء عطلتهم في الطبيعة ولعشاق الهدوء. وتقع عمان غرب آسيا على الموقع الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وتعادل مساحتها مساحة إيطاليا تقريبا، ويصل عدد سكانها إلى ثلاثة ملايين نسمة فقط. ويتولي السلطان قابوس بن سعيد عرش الممكلة منذ الانقلاب الذي قام به على والده عام 1970.

يُعرف العمانيون بكرم الضيافة وبالتواضع والحشمة، وهي خصائص موجودة أيضا في سياساتهم. فنادراً ما يتصدر البلد عناوين الصحف العالمية كما هو حال الدول المجاورة له مثل اليمن، والمملكة العربية السعودية وإيران. ورغم ذلك تلعب مسقط وبشكل متزايد، دور الوسيط في هذه المنطقة التي تجتاحها الأزمات والصراعات. كما أن عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على علاقاتها الدبولماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يشرح سبب قيام القيادة العمانية بتقديم مساعدتها في النزاع النووي.

في وقت سابق من هذا العام شرح وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة CNNالأمريكية سياسة بلاده قائلاً: "نحن لا ننحاز لهذا الجانب أو ذاك، بل نحاول أن ننقل لكلا الطرفين ما نعتقد أنه جيد بالنسبة لهما". والتقى المفاوضون الأميركيون والإيرانيون في عدة مناسبات في العاصمة العمانية مسقط كما حدث في شهر مارس/ آذار 2013. ومر اللقاء في سرية وهدوء دون أن يعرف العالم عنها شيئا، حيث عرض السلطان قابوس بن سعيد مبنى فاخر على الشاطئ للمندوبين الإيرانيين والأمريكيين لضمان سرية اللقاء. وفي وقت لاحق قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل علني الشكر لعمان على دعمها.

كما تحدثت صحيفة القدس العربي (في 17 أغسطس/ آب 2015)- اعتمادا لعى مصادر إيرانية_ عن "اجراء محادثات أمريكية سورية بشكل سري برعاية سلطنة عمان في مسقط". أما صحيفة "الشرق الأوسط" فنشرت خبرًا حول مساعي خليجية إيرانية لعقد لقاء بين إيران ودول الخليج في الثاني والعشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو المقترح الذي "وجد ترحيبًا حارًا، من إيران وسلطنة عمان فيما تحفظت عليه ثلاث دول خليجية" تضيف ذات الصحيفة.

الرزانة والكتمان لمواجهة الأزمات
لم تقتصر الوساطة العمانية المتكتمة فقط على الأزمات الكبرى بل شملت الأزمات والصراعات الصغيرة. وكان لمسقط دور مهم في اطلاق سراح الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم المخطوفة في اليمن أوائل أغسطس/ آب الماضي، بعد أن كانت محتجزة منذ شباط/ فبراير 2015. وأثنى حينها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دور سلطنة عمان في الافراج عن الرهينة كما أصدرت الرئاسة الفرنسة بيانا تشكر فيه الملك العماني قابوس بن سعيد.

وكما هو الحال بالنسبة للأزمات الأخرى في المنطقة تتعامل مسقط مع الحرب الأهلية اليمنية برزانة وضبط النفس. فسلطنة عمان لم تشارك في العملة العسكرية "عاصفة الحزم" لتي تضم تحالفا دوليا يتكون من عشر دول، ست دول منها خليجية، أو ضد جماعة "أنصار الله" الحوثية. وحسب بعض المصادر فقد استضافت مسقط في الأسابيع القليلة الماضية لقاءا جمع ممثلين عن المتمردين الحوثيين، الذي يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، ومندوبين عن الولايات المتحدة. وأوضح يوسف علوي أن تحركات بلاده تنطلق من "رغبة عمان في أن يعم السلام في المنطقة".

المركز اليمني للإعلام-دويتشه فيللة
الخميس 20 أغسطس-آب 2015
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=8518